الرجل الثاني في “الجمهوريون”.. الفرنسيون في غفلة وفرنسا تعيش عارا
كشف عمدة مدينة كان الفرنسية، ونائب رئيس حزب “الجمهوريون” اليميني، دافيد ليسنار، عن انقسام في المجتمع الفرنسي حيال قضية الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، الذي يقضي عقوبة السجن لمدة خمس سنوات في الجزائر، وهاجم بشدة فشل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته، جون نويل بارو، في الإفراج عنه. ولأول مرة يعترف سياسي يميني في فرنسا […] The post الرجل الثاني في “الجمهوريون”.. الفرنسيون في غفلة وفرنسا تعيش عارا appeared first on الشروق أونلاين.


كشف عمدة مدينة كان الفرنسية، ونائب رئيس حزب “الجمهوريون” اليميني، دافيد ليسنار، عن انقسام في المجتمع الفرنسي حيال قضية الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، الذي يقضي عقوبة السجن لمدة خمس سنوات في الجزائر، وهاجم بشدة فشل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته، جون نويل بارو، في الإفراج عنه.
ولأول مرة يعترف سياسي يميني في فرنسا (نائب برونو روتايو في رئاسة حزب “الجمهوريون”)، بأن الفرنسيين يعتبرون سجن بوعلام صنصال، على خلفية إضراره بالوحدة الترابية للجزائر، “شأنا جزائريا داخليا”، غير أنه يصرّ على ركوب رأسه ويرفض هذا المعطى الذي تجسده القوانين والاتفاقيات الموقعة بين البلدين، والتي تقر بأن المواطنين مزدوجي الجنسية يحاكمون ويعاقبون في الدولة التي وقعوا فيها في المحظور.
وجاء ذلك في مساهمة له بصحيفة “لوفيغارو” في عددها الصادر الجمعة 12 سبتمبر 2025، وقال إنه قام بذلك بمناسبة مرور 300 يوم على سجن الكاتب المثير للجدل، كما اتهم المجتمع الفرنسي بأنه يعيش حالة من “الغفلة”، وكتب: “هذه الأيام الثلاثمائة هي أيضا، وفي نهاية المطاف، أيام غفلة المجتمع الفرنسي. يعتقد الكثيرون أن هذه القضية لا تعنيهم، بل هي شأن جزائري داخلي. خطأ فادح..”، علما أن بوعلام صنصال لم يحصل على الجنسية الفرنسية إلا في سنة 2024.
وعلى مدار أسابيع، اختفى الكاتب الفرانكو جزائري عن ألسنة السياسيين الفرنسيين وغاب عن أعمدة الصحف وبلاطوهات القنوات الباريسية، في مشهد خلف جملة من التساؤلات، بل تحول إلى ملف ثانوي أمام تعقّد فصول الأزمة السياسية والدبلوماسية بين الجزائر وباريس، بوصول الخلافات إلى تعليق وإلغاء اتفاقيات، وعقوبات اقتصادية وإجراءات ضد المصالح الفرنسية في الجزائر.
وصبّ نائب رئيس حزب “الجمهوريون” المتحالف مع معسكر ماكرون، جام غضبه على سلطات بلاده، وعلى رأسها سيد قصر الإيليزي، وتحدث عمدة كان عن “عجز السلطة التنفيذية الفرنسية عن التصرف”.
فيما تساءل: “هل حاول رئيس الجمهورية (الفرنسية) ووزير الخارجية، اللذان أرادا إقناعنا بمفاوضات سرية، إسكاتنا واللعب على وتر النسيان؟ إن التصريحات المهذبة الصادرة عن وزارة الخارجية الفرنسية تخفي جمودا مذنبا. تُغلق الدبلوماسية الفرنسية نفسها في حالة من التوبة المنهجية. هذا الشعور الدائم بالذنب يُغذي الازدراء”.
ووصف عمدة مدينة “كان” ما تعيشه فرنسا منذ سجن كل من الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، والصحفي الرياضي، كريستوف غليز، المدان بدوره في قضية تتعلق بالإرهاب بـ”العار”، في إشارة إلى رفض الجزائر المساومة في قضيتهما، وقال: “لم يُتخذ أي إجراء بشأن الصحفي الفرنسي كريستوف غليز.. فهل ما زالت دبلوماسيتنا تعرف كيف تتصرف؟ حتى الآن، لم تتسامح فرنسا قط، في عهد أي رئيس، أو جيل من المثقفين، مع مثل هذا العار. لم تتخل فرنسا، وريثة عصر التنوير، وموطن فولتير وزولا وهوغو وكامو، عن شعبها بهذه الطريقة. لم تتخل فرنسا قط عن هويتها”.
وأضاف: “الصمت والجمود الفرنسيان وصمة عار جماعية. إنهما يُشيران إلى نهاية فكرة معينة عن فرنسا”، وهي اللامبالاة التي كانت وراء إطلاق حملة “أقرأ صنصال” بقيادة أرنو بينيديتي وكاثرين كامو ونويل لينوار، وضمّت أصواتًا شجاعة مثل جورج مارك بينامو وباسكال بروكنر وآخرين، وذلك من أجل “إنقاذ قليل من كرامتنا الجماعية”، كما قال.
كما عبر دافيد ليسنار عن حسرته لعدم تمكن فرنسا من “فرض حوار شراكة أو توازن قوى. لا استراتيجية ولا سلطة”، وهي المصطلحات التي اعتاد رئيسه في حزب “الجمهوريون”، برونو روتايو، توظيفها في خطاباته السياسية، التي كان محورها الدائم، استهداف الجزائر ومصالحها ورعاياها وجاليتها، كسجل تجاري لاعتبارات سياسوية وانتخابوية ضيقة.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post الرجل الثاني في “الجمهوريون”.. الفرنسيون في غفلة وفرنسا تعيش عارا appeared first on الشروق أونلاين.