الفشل يطارد الساسة الفرنسيين ووهم السيطرة والنفوذ يتبدد
يومان متتاليان كانا حاسمان في تلمس فشل الساسة الفرنسين حيث ظهرت في الأفق العلاقات الجزائرية الفرنسية التي تعاني من أزمة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة منذ ما يقارب السنة. وجاءت إدانة الحفي الفرنسي، كريستوف غليز، وتأكيد الحكم على الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، في مجلس قضاء العاصمة، ليؤكد بأن الجزائر رسمت طريقا جديدا في علاقاتها مع […] The post الفشل يطارد الساسة الفرنسيين ووهم السيطرة والنفوذ يتبدد appeared first on الجزائر الجديدة.

يومان متتاليان كانا حاسمان في تلمس فشل الساسة الفرنسين حيث ظهرت في الأفق العلاقات الجزائرية الفرنسية التي تعاني من أزمة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة منذ ما يقارب السنة.
وجاءت إدانة الحفي الفرنسي، كريستوف غليز، وتأكيد الحكم على الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، في مجلس قضاء العاصمة، ليؤكد بأن الجزائر رسمت طريقا جديدا في علاقاتها مع باريس، قوامه الندية ورد الصاع صاعين لمن يريد الإساءة إلى كرامتها.
وعلى الرغم من الضجيج الذي خلفه الحكمان القضائيان، إلا أن هناك في باريس من لا يزال يأمل في صدور عفو عن بوعلام صنصال، وهو أمر أصبح مستبعد في ظل التطورات الأخيرة، التي طبعها عودة الاستفزازات السياسية والإعلامية الفرنسية تجاه الجزائر، بعد مرحلة من الهدوء اللافت.
الجزائر ومن خلال قرارات العدالة الأخيرة أرادت توجيه رسالة صارمة للجانب الفرنسي، مفادها أن التعامل معها بمنطق نيوكولونيالي، لم يعد مقبولا، وأن ما كان في الماضي لا يمكنه أن يكون في المستقبل، وهو ما لا يريد الفرنسيون وقوعه، كون باريس لا تزال تنظر إلى مستعمرتها السابقة، منطقة نفوذ حيوية لا يمكن التنازل عنها مهما كان الثمن.
وقبل أن يصل البلدان إلى هذا المستوى من التصعيد، كانت الجزائر مجرد سوق مشرعة الأبواب أمام الشركات الفرنسية، التي لا تأتي إلى الجزائر من أجل الاستثمار كغيرها من بقية الجنسيات الأخرى، وإنما تأتي من أجل اختيار الصفقات بحسب ما توفره من امتيازات حصرية، وكذا الحرص على عدم نقل التكنولوجيا واستثمار الأموال، لأنها تعتبر البنوك الجزائرية تحت تصرفها، كما حصل مع العملاق “رونو”، الذي لم يستثمر سوى ثمانية ملايين أورو في مصنع وادي تليلات بوهران، مقابل مليار أورو في مملكة العلويين المجاورة.
جشع الفرنسيين في نهب الجزائر لم يقتصر على البعد الاقتصادي فحسب، بل تعداه حتى إلى ملف الذاكرة، الذي يعتبر من الملفات الأكثر حساسية، فهي ترفض الاعتراف بجرائمها ضد الإنسانية في الجزائر بالرغم من مرور أكثر من ستة عقود على خروجها مهزومة سياسيا وعسكريا.
وحتى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي يحاول البعض من الفرنسيين، تصويره على أنه قدم ما لم يقدم غيره من الرؤساء للجزائر على صعيد الذاكرة، لم يقدم في واقع الأمر سوى سلسلة من المبادرات التي لا تشرفه، لأنها تخفي مناورات ماكرة لتفتيت مطلب إنساني لا يلفه أي غموش أو توظيف سياسي، في حين أن ماكرون أصر على سياسة التقطير في تقديم ما يعتبرها هو تنازلات، من قبيل الاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية في تصفية المناضل موريس أودان، والمحامي علي بومنجل، واغتيال الشهيد البطل، العربي بن مهيدي.
وبقدر ما بينت هذه الممارسات سوء نيو الطرف الفرنسي في حل مشكلة الذاكرة، فقد بينت للطرف الجزئاري أن الدولة الفرنسية تتجاوز ماكرون، وأن صناعة القرار أبعد ما يكون من قصر الإيليزي كما يعتقد البعض، عدما يتعلق الأمر بالجزائر، التي أبكت الملايين من الفرنسيين بالأمس، ولا تزال على غاية اليوم تقض مضاجع من لا يزالون يحلمون بـ “الجزائر الفرنسية”، التي لم تزل إلا في عقول أولئك الذين يعيشون على أوهام الماضي البعيد.
علي .ب.
The post الفشل يطارد الساسة الفرنسيين ووهم السيطرة والنفوذ يتبدد appeared first on الجزائر الجديدة.