اليوم العالمي لحرية الصحافة … الإعلام .. أدوار ريادية لمواكبة مسيرة الجزائر التنموية
يومية الاتحاد الجزائرية اليوم العالمي لحرية الصحافة … الإعلام .. أدوار ريادية لمواكبة مسيرة الجزائر التنموية جبهة إعلامية ونصوص قانونية.. تعزيز للاحترافية مرواني لـ “الاتحاد” : الإعلام الوطني حقق العديد من المكاسب عليلي لـ”الاتحاد”: الجزائر تتعرض لهجمة شرسة.. وملزمون بالتصدي لها منظمة الصحافيين الجزائريين: الإعلام مدعو لقطع الطريق أمام الأخبار الزائفة والدفاع عن صورة الجزائر أحيت الجزائر أمس اليوم العالمي لحرية الصحافة في ظل إصلاحات عميقة يشهدها قطاع الإعلام، … اليوم العالمي لحرية الصحافة … الإعلام .. أدوار ريادية لمواكبة مسيرة الجزائر التنموية itihad

يومية الاتحاد الجزائرية
اليوم العالمي لحرية الصحافة … الإعلام .. أدوار ريادية لمواكبة مسيرة الجزائر التنموية
- جبهة إعلامية ونصوص قانونية.. تعزيز للاحترافية
- مرواني لـ “الاتحاد” : الإعلام الوطني حقق العديد من المكاسب
- عليلي لـ”الاتحاد”: الجزائر تتعرض لهجمة شرسة.. وملزمون بالتصدي لها
- منظمة الصحافيين الجزائريين: الإعلام مدعو لقطع الطريق أمام الأخبار الزائفة والدفاع عن صورة الجزائر
أحيت الجزائر أمس اليوم العالمي لحرية الصحافة في ظل إصلاحات عميقة يشهدها قطاع الإعلام، و قد جعل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من حرية الصحافة مبدأ ثابتا كرسه دستور 2020 الذي ينص على أن حرية الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية والإلكترونية مضمونة، إيمانا منه بأهمية العمل الإعلامي في تجسيد معالم الجزائر ومواكبة مسيرتها التنموية.
إعداد: أم كلتوم جبلون/ خديجة قدوار
يحتفل العالم في الثالث من ماي من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو يوم حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، لتحيي عبره ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي الذي تم في اجتماع للصحافيين الأفارقة في 3 أماي 1991، و كان هدف هذا الإعلان تذكير الحكومات بضرورة احترامها لحرية الصحافة، كما ونصَّ هذا الأخير على ضمان بيئة إعلامية حرة وآمنة للصحافيين، وتخصص الأمم المتحدة هذا اليوم للاحتفاء بالمبادئ الأساسية وتقييم حال الصحافة في العالم وتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير والتذكير بالعديد من الصحافيين الذين واجهوا الموت أو السجن في سبيل القيام بمهامهم في تزويد وسائل الإعلام بالأخبار اليومية.
جبهة إعلامية و نصوص قانونية .. تعزيز للاحترافية والمهنية
وفي خضم واقع دولي متسم بتعقيدات كثيرة، تبرز إرادة سياسية قوية لترقية المجال الإعلامي، ترجمت عبر وضع إطار قانوني وتشريعي منظم لممارسة مهنة الصحافة وهو قانون الإعلام الجديد الذي تبعته جملة من التدابير والامتيازات لفائدة الإعلام الوطني من ضمنها التحضير لإطلاق صندوق دعم الصحافة، التوجه نحو استحداث القانون الأساسي للصحفي، وصولا إلى المدينة الإعلامية “دزاير ميديا سيتي”.
وتنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية, بادرت وزارة الاتصال بتنظيم لقاءات جهوية في الأيام الماضية بكل من وهران, قسنطينة, ورقلة والجزائر العاصمة, تمت خلالها مناقشة الآفاق والتحديات التي تواجه مهنة الصحافة والمنتسبين إليها وسبل الارتقاء بالممارسة الإعلامية إلى مستويات أعلى تواكب التطورات الكبيرة التي تعرفها البلاد في كافة المجالات.
وخلال هذه اللقاءات، نوه وزير الاتصال محمد مزيان بالتجاوب الكبير الذي لمسه من الصحافيين مع مسعى استحداث جبهة إعلامية وطنية موحدة كفيلة بالرفع من إنتاج المضامين الإعلامية الوطنية, بما يجعلها تتجاوب مع تحديات المرحلة الراهنة، وبهدف ضمان ممارسة إعلامية وطنية احترافية تكرس قيم المسؤولية وترسخ مبدأ الحق في الإعلام, تجسيدا للإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية, يواصل القطاع مساعيه في تنفيذ إستراتيجية واعدة تستند إلى منظومة قانونية تستجيب للمقاييس الدولية في الممارسة الإعلامية وتحدد الحقوق والواجبات.
وفي هذا الصدد, أعلن وزير الاتصال مؤخرا عن استكمال إعداد كافة النصوص التنظيمية التي تؤطر العمل الصحفي والمتعلقة بالقانون العضوي للإعلام والقانون المتعلق بالصحافة المكتوبة والصحافة الإلكترونية وكذا القانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري, وذلك بهدف تعزيز الاحترافية والمهنية ودعم آليات الضبط، كما بادر القطاع باستحداث قانون أساسي خاص بالصحفي يحدد شروط ممارسة المهنة والحقوق والواجبات المرتبطة بها ويؤسس لخطاب صحفي مسؤول بعيدا عن المعلومات الزائفة أو المغرضة أو المضللة مع احترام قواعد وآداب وأخلاقيات المهنة، وفيما يتم التحضير لتنصيب المجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات مهنة الصحفي بمجرد صدور النصوص التنظيمية المتعلقة به لتعزيز ثقة الجمهور في وسائل الإعلام, تلقت الأسرة الإعلامية بارتياح قرار إعادة تفعيل صندوق دعم الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية والإلكترونية وأنشطة تكوين الصحفيين ومهنيي الصحافة، والذي يمثل استثمارا حقيقيا تعول عليه الدولة لبناء إعلام قوي ومتنوع يتميز بالفاعلية والنجاعة وقادر على منافسة كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية.
التكوين .. حجر الزاوية
ويعد التكوين المستمر والمتخصص حجر الزاوية في تنشئة صحافيين مدركين للمتغيرات المحيطة بهم محليا وعالميا ومسلحين بالمفاتيح المعرفية التي تجعلهم قادرين على التعاطي مع الأحداث بوعي وملتزمين بالدفاع عن مصالح الوطن والمجتمع, مع الحفاظ على قيم المصداقية والموثوقية والاحترافية، وهو ما أكد عليه وزير الاتصال حين دعا إلى ضرورة التكوين المتخصص للصحفيين والإعلاميين لمواكبة التحولات الرقمية.
وتعكف وزارة الاتصال بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الإعلامية الوطنية على إعداد برنامج مكثف يتضمن دورات تكوينية وورشات لفائدة المنتسبين لمهنة الإعلام, بهدف تمكينهم من مواكبة التحولات الرقمية ومواجهة التحديات الراهنة، وتهدف هذه الخطوة إلى تكوين صحفي مؤهل يستقي المعلومة من المصدر بكل مصداقية, ويقدم مادة إعلامية هادفة ترقى إلى مستوى تطلعات المواطن في شتي المجالات, في ظل الانتشار الواسع للأخبار المغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي،مع التأكيد على ضرورة تعزيز الإعلام الجواري لنقل انشغالات واهتمامات المواطن للجهات المعنية قصد التكفل بها، خاصة و أن الدولة تسعى جاهدة لتقريب الخدمة العمومية من المواطن, وتحقيق التوازن الجهوي في التغطية الإعلامية, تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون.
تذليل الصعوبات.. ترقية للخدمات
وتحرص الدولة على توفير كل وسائل الدعم والإسناد لقطاع الإعلام من أجل تحقيق احترافية حقيقية وفاعلة ، من خلال ترقية الإبداع والمهارات وتسخير التقنيات المعاصرة لضمان بروز صحافة وطنية محترفة ، وبهدف مسايرة التطورات الحاصلة في عالم الاتصال عملت الوزارة على تبسيط الإجراءات فيما يخص إنشاء الصحف المكتوبة و الالكترونية بإخضاعها لنظام التصريح بدل الاعتماد، كما تم إخضاع عملية إنشاء القنوات الخاصة إلى نظام الرخصة, حيث يحق لكل شخص معنوي تتوفر فيه الشروط المنصوص عليها في القانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري إنشاء قناة تلفزيونية أو إذاعية في أجل أقصاه أربعة أشهر، كما تم في نفس الإطار إخضاع وسائل الإعلام بمختلف أصنافها لشروط تتعلق بالمهنية قصد ترقية جودة الخدمة الإعلامية وتعزيز الاحترافية في الممارسات الإعلامية وإخضاع نشاط خدمات الاتصال السمعي البصري بما فيها عبر الانترنت إلى مجموعة من الالتزامات مع تكليف السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري بالسهر على تطبيقها.
الإعلام.. الحصن المنيع
وفي سياق ذي صلة أكد وزير الاتصال محمد مزيان بأن الجزائر تتعرض لاستهداف ممنهج من غرف أخبار مظلمة وهو ما يستوجب تفعيل دور الإعلام الراقي، واعتبر مزيان في تصريحات إعلامية سابقة أن أعداء الجزائر يختلقون سيناريوهات لتعطيل مسار التنمية وتقدم المجتمع عبر خلق البلبلة، ونوه وزير الاتصال بتقدير رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون العميق لمهنة الصحافة، داعيا إلى ضرورة اعتماد التكوين المستمر لمواجهة التحديات الجديدة التي تهدد المشهد الإعلامي، كما أردف الوزير بأن الجهاز التنفيذي لم ولن يتدخل في الخط التحريري للصحافة الوطنية، مؤكدا أن المؤسسة الإعلامية تبقى حرة في خياراتها ومواقفها، في إطار احترام أخلاقيات المهنة والقوانين السارية، وشدد مزيان في كلمته على أهمية تحري المعلومة من مصادر موثوقة، محذرا من خطورة الرسائل والمعلومات المغلوطة التي قد تستخدم لزعزعة استقرار الدول.
الجزائر تتحسن في مؤشر حرية الصحافة
وسجلت الجزائر تحسنا طفيفا في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2025، حيث احتلت المرتبة 126 عالميا من أصل 180 دولة، متقدمة بـ13 مركزا مقارنة بالسنة الماضية، بحسب تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود”.
وعلى المستوى الإقليمي، أظهر التقرير السنوي لـ”مراسلون بلا حدود” تراجعًا كبيرًا في مؤشرات حرية الصحافة في العديد من الدول العربية، حيث حلّت تونس في المركز 129، في أسوأ تصنيف لها منذ سنوات، متأثرة بالأزمة السياسية المستمرة.
وجاءت الكويت في المرتبة 128، بينما تراجعت الإمارات إلى المركز 164، مسجلة ثاني أسوأ تراجع في المنطقة، كما اعتبر ذات التقرير الوضع كارثياً في فلسطين التي حلت في المرتبة 163، مرجعة ذلك للحصار الشامل الذي يفرضه الجيش الصهيوني على غزة منذ ما يزيد عن 18 شهراً، علماً أنه استشهد نحو 200 صحفي ودمَّر العديد من المباني الإعلامية.
أستاذ الإعلام والاتصال محمد مرواني لـ “الاتحاد“: الإعلام الوطني حقق العديد من المكاسب
وقال أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة مستغانم محمد مرواني أن أهم المكاسب التي حققها قطاع الإعلام خلال المرحلة الأخيرة، تتمثل في التزامات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال العهدة الأولى و الثانية إزاء الصحافة الوطنية و مكونات الأسرة الإعلامية على المستوى الوطني ومن أهم هذه المكاسب صدور القانون الجديد للإعلام الذي يعد – حسبه- مسار نوعي لتأطير الممارسة الإعلامية وفي مشهدنا الإعلامي الوطني اليوم مستويات نوعية لتنظيم النشاط الإعلامي الالكتروني و انفتاح على الصحافة الالكترونية وهذا كله مسار مقنن، و من أهم المكاسب التي حققها قطاع الإعلام خلال هذه المرحلة أيضا – يضيف مرواني في حديثه لجريدة “الاتحاد”- صدور مراسيم قانونية و تنظيمية لمؤسسات الضبط الإعلامي سواء ما تعلق بتشكيل السلطة المستقلة للسمعي البصري و أيضا سلطة ضبط الصحافة المكتوبة و الصحافة الالكترونية، وهذه المسائل – حسبه- هامة جدا كمكاسب تعززت بها الأسرة الإعلامية على المستوى الوطني، ناهيك عن مكاسب أخرى حققتها الأسرة الإعلامية وهي الاهتمام بدورها التنموي و التعبوي من خلال التحديات التي تفرضها المرحلة الحالية حيث هناك رهانات و تحديات إقليمية تواجه الجزائر، أين يستدعى الإعلام لممارسة دور تعبوي وتنموي واجتماعي و استراتيجي خلال هذه المرحلة من خلال بناء رأي عام وطني و تنويره إزاء القضايا الإستراتيجية والمصيرية التي تواجه الدولة الجزائرية من خلال تعزيز الوحدة الوطنية كقيم و كمحتويات هامة يجب أن تكون حاضرة كمضامين إعلامية في مختلف مؤسساتنا الإعلامية سواء ما تعلق بقطاع الإعلام العمومي أو القطاع الخاص، و أشار المتحدث إلى مكسب هام آخر تعزز به قطاع الإعلام و يتمثل في إطلاق ورشة وطنية لتكوين الكوادر و الطاقات المهنية في المؤسسات الإعلامية من خلال الزيارات التي يقوم بها وزير الاتصال في مختلف ولايات الوطن و التي يدعى إليها الصحفيين و المراسلين وكل مكونات الأسرة الإعلامية لأجل تكوين و تأهيل معارفهم وطاقاتهم ومهاراتهم على المستوى المهني و الإعلامي وحتى على مستوى تقديم النشاط الإعلامي و المعلومة في الوسط الإعلامي الإلكتروني، وهي مكاسب تمكن الصحافة الوطنية من الانتقال إلى مسار نوعي من العمل.
منظمة الصحافيين الجزائريين: الإعلام مدعو لقطع الطريق أمام الأخبار الزائفة والدفاع عن صورة الجزائر
ودعت المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين، للتحلي بروح المسؤولية الوطنية والمهنية، ولكشف حملات التضليل والتشويه، والدفاع عن صورة الجزائر، ومكتسباتها، وتاريخها، وهويتها، وترافع المنظمة لإعلام مسؤول ومهني يقطع الطريق أمام الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي.
وجاء في بيان لمنظمة الصحفيين أنه” ..تتوجه المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين بأصدق التهاني وأسمى عبارات التقدير إلى الأسرة الإعلامية في الجزائر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يشكل محطة رمزية لإبراز الدور المحوري للإعلاميين في ترسيخ قيم الحقيقة، والدفاع عن العدالة، وتعزيز الوعي المجتمعي في وجه كل أشكال التضليل والاستهداف الممنهج”، وتابع المصدر” وإن كان هذا اليوم مناسبة للاحتفاء بجهود الصحافة الوطنية، فهو في الوقت ذاته لحظة تقييم واستشراف لمستقبل المهنة في ظل التحولات التي يعرفها القطاع، والتحديات المتعددة التي يواجهها الإعلاميون في أداء رسالتهم، سواء تعلق الأمر ببيئة العمل أو الإكراهات التنظيمية والمهنية”.
مبادرات ملموسة لإصلاح القطاع الإعلامي
وأضاف البيان” تسجل المنظمة بإيجابية الإرادة السياسية التي عبر عنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من خلال مبادرات ملموسة لإصلاح القطاع الإعلامي، وتدعو إلى توسيع هذا النهج ليشمل كل المؤسسات والهيئات الرسمية، عبر ترسيخ ثقافة الحوار، الشفافية والانفتاح على الإعلام وتمكين الصحفيين من الوصول إلى المعلومة الدقيقة في الوقت المناسب، بما يضمن إعلاما مسؤولا ومهنيا يقطع الطريق أمام الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي، الممنهج ضد الجزائر”.
اللقاءات الجهوية.. منبر حر لمناقشة واقع المهنة
وأعربت المنظمة عن ارتياحها لانفتاح وزارة الاتصال على الحوار الصريح والمسؤول مع الفاعلين في الحقل الإعلامي، من خلال اللقاءات الجهوية التي وفرت منبرا حرا لمناقشة واقع المهنة وطرح الانشغالات والتصورات بكل موضوعية وشفافية. وقد ساهمت هذه الفضاءات في بلورة رؤى مشتركة واقتراح حلول عملية لتجاوز الاختلالات وتحسين أداء المؤسسات الإعلامية.
وأضاف المصدر” بناء على المشاورات التي أجرتها المنظمة مع عدد من الصحافيين والمهنيين، فإنها تجدد دعوتها إلى إقرار جملة من الإصلاحات الجوهرية التي من شأنها ضمان بيئة عمل كريمة ومهنية، تشمل تنظيم علاقات العمل من خلال إلزام المؤسسات بإبرام عقود قانونية واضحة، وتعزيز آليات الرقابة على التوظيف والتسيير داخل المؤسسات الإعلامية، وتحسين الوضع الاجتماعي للصحفيين عبر تمكينهم من الاستفادة الكاملة من التغطية الاجتماعية، وضمان الحق في العطل والتأمين الصحي، ومراجعة الأطر المالية والمهنية من خلال إعادة النظر في أنظمة الأجور، وتوحيد المعايير بين مختلف المؤسسات، بما يضمن العدالة المهنية ويكرس مبدأ التحفيز والاعتراف بالكفاءة، وتعزيز التكوين المستمر والتطوير المهني عبر فتح آفاق التكوين داخل وخارج الوطن، وإنشاء مراكز تدريب متخصصة بشراكات وطنية ودولية، مع إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في البرامج التكوينية بما يواكب تطورات العصر، وضمان الحماية النقابية والمهنية من خلال تجريم أي شكل من أشكال التضييق على العمل النقابي، وتكريس الحقوق الجماعية والفردية للصحافيين ضمن اتفاقيات وطنية واضحة، وتعزيز الأخلاقيات المهنية في ظل التطور الرقمي، عبر سن ميثاق وطني لأخلاقيات المهنة على ضوء استخدام الذكاء الاصطناعي، وحماية خصوصية المصادر، والكشف المبكر عن التزييف الإعلامي”.
كما ترافع المنظمة لحماية الحريات الإعلامية، من خلال دعم التعددية، وتشجيع النقاش الحر والمسؤول، لمواجهة التحديات التي تفرضها الحملات الإعلامية الخارجية التي تستهدف ثوابت الأمة وقيمها.
كشف حملات التضليل والتشويه…
وفي ظل تزايد الاستهداف الخارجي ، وخاصة عبر الفضاءات الرقمية، تدعو المنظمة كافة الإعلاميين إلى التحلي بروح المسؤولية الوطنية والمهنية، والاضطلاع بدورهم في كشف حملات التضليل والتشويه، والدفاع عن صورة الجزائر، ومكتسباتها، وتاريخها، وهويتها.
…مشروع بناء جزائر قوية بمؤسساتها وأقلامها
هذا وجددت المنظمة التزامها الثابت بالدفاع عن حقوق الصحفيين ومطالبهم المشروعة، وأكدت استمرارها في التنسيق والتشاور مع جميع الشركاء من أجل ترسيخ صحافة حرة، مهنية، مسؤولة، وملتزمة، تواكب تطلعات الشعب الجزائري وتخدم مشروع بناء جزائر قوية بمؤسساتها وأقلامها.
الجزائر واحدة موحدة.. والهوية ليست محل نقاش أو مساومة
وأكدت المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين أن الجزائر واحدة موحدة بشعبها وأرضها، وأن هوية شعبها ليست محل نقاش أو مساومة، فقد حسم الجزائريون أمرهم: شعب مسلم، وإلى العروبة ينتسب، متمسك بثقافته الأمازيغية الضاربة في جذور التاريخ، وأضافت” في ظل التصعيد الإعلامي الخطير الصادر عن دويلة الإمارات المصطنعة، والذي تجاوز كل الخطوط الحمراء بمحاولته النيل من وحدة الشعب الجزائري وثوابته، تدعو المنظمة إلى التمسك بأعلى درجات المهنية والمسؤولية، والابتعاد عن كل أشكال خطاب التفرقة والكراهية، والتصدي بقوة ووعي لكل محاولات التشكيك في تاريخ الجزائر وهويتها. فالرد الحقيقي على هذه الحملات يكون بإعلام وطني مقاوم، يواجه الفتنة بالحقيقة، ويعزز وعي الأمة بوحدة مصيرها وسيادتها”.
ومن جهة أخرى، أعبرت منظمة الصحافيين الجزائريين، عن تضامنها الكامل واللامشروط مع الصحافيين الفلسطينيين، خاصة أولئك الذين يخاطرون بحياتهم يوميا في قطاع غزة المحاصر، وتابعت” إن ما يتعرض له الزملاء في فلسطين من قتل ممنهج، واعتقال، وقصف مباشر، يمثل جريمة حرب سافرة لا يمكن السكوت عنها”، وقالت” وفي هذا اليوم، نوجه نداء لكافة الصحافيين الجزائريين ووسائل الإعلام الوطنية ليجعلوا من أصواتهم منابر للدفاع عن زملائنا الفلسطينيين، وفضح جرائم الاحتلال، والتأكيد على أن حماية الصحافيين مسؤولية جماعية وإنسانية تتجاوز الحدود”.
وبخصوص الصحراء الغربية، تجدد المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين، دعمها ومساندتها، لنضال الشعب الصحراوي الشقيق، إلى غاية نيل الاستقلال الكامل، انطلاقا من تطبيق الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، لتنظيم الاستفتاء، وهو الحق غير القابل للتصرف و/أو التنازل ولا المساومة، ودعت جميع المنظمات الدولية والحكومات إلى تكثيف جهودها لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة، وفقا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
عليلي لـ”الاتحاد”: الجزائر تتعرض لهجمة شرسة.. وملزمون بالتصدي لها
نظم قسم الإعلام والاتصال بالمركز الجامعي بريكة ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة بموضوعٍ وطني مسؤول، حول (دور الصحافة في تعزيز الوحدة الوطنية كركيزة لمواجهة التحديات الخارجية والحملات المغرضة)، لإبراز قيم الانتماء الوطني والوحدة الوطنيّة وضرورة تلاحم الشعب الجزائري، والعمل معًا على تحقيقها وتحصينها والمحافظة عليها.
ويؤكد رئيس قسم الإعلام والاتصال عليلي عبد السلام بهذا الخصوص لـ”الاتحاد” أن” الإعلام يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الوحدة الوطنيّة، وتعدّ وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة والمكتوبة والإلكترونيّة على اختلاف انتماءاتها من أهمّ الأدوات المؤثّرة في تنمية الوحدة الوطنيّة وحبّ الوطن والولاء له، بلغةٍ راقية وإيجابيّة. ومن المفترض أن يمارس الإعلام دوره على قاعدة مسار الحقيقة، وتغليب صوت العقل، ونبذ الانقسام في مناخٍ من الحرّيّة المسؤولة والمواطنة السليمة والصحيحة”، داعيا لتوعية الجزائريين بأهمية هويتهم ووحدتهم الوطنيّة.
الذكاء الاصطناعي أحدث ثورةً
وأضاف عليلي ” الذكاء الاصطناعي أحدث ثورةً من التطوّر الهائل في وسائل الإعلام، إنّه يبهر بقدر ما يثير القلق… فحريٌّ بوسائل الإعلام المقاربة الحذرة في مجال الوحدة الوطنيّة للابتعاد عن التضليل والتزييف الإعلامي، واعتماد الموضوعيّة والضوابط الأخلاقيّة “، مشددا على أهمية غرس قيمة حبّ الوطن في نفوس الأجيال الناشئة، وتكريس وترسيخ قيم المواطنة وتنمية الوعي وتحصين الوحدة الوطنيّة.
الجزائر تتعرض لهجمة شرسة…
ولفت ذات المتحدث” الجزائر تتعرض لهجمة شرسة … ونحن ملزمون بالتصدي لهذه الحملات وهي بالنسبة إلينا واجب علينا تجاه الوطن”، مفيدا” نلاحظ التطور السريع في الإعلام في السنوات الأخيرة، في ضوء ازدياد عدد المؤسسات الإعلامية حيث أصبح كلّ مواطن إعلامي من خلال وسائل الإعلام المتعددة. فالوضع تغير بشكلّ لا يوصف”.
وفي السياق ذاته أكد رئيس قسم الإعلام والاتصال أنه لابد من الحفاظ على الوحدة وحماية دولتنا وأن نسهم في بنائها ، وقال” لا شيء سيجمع الجزائريين إلا المشاريع المشتركة والمصير المشترك والدولة القوية والتي تهتم بكلّ شؤون المواطنين وهذا هو الحلّ الوحيد، فالسلام هو بوجود دولة قوية لجميع أبنائها”، لافتا أن ” الإعلام هو المرآة التي تعكس صور المجتمع المختلفة، خاصة عندما تتميز عملية التعاطي الإعلامي بالموضوعية، وتراعي المعايير المهنية”.
كما تحدث عن تفعيل الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء “بالوطن” في مجال الإعلام أن يتم الارتقاء بصناعة المحتوى الإعلامي لتنقية الفضاء الإعلامي من أي عمل أو رسائل سلبية كامنة قد تشوبه، وذلك بانتقاء المحتوى الإعلامي الهادف والذي يساهم في الارتقاء بالرسالة الإعلامية، مشيرا إلى سلسلة من الدورات والبرامج التدريبية التي تنفذها وزارة الاتصال بشكل مستمر على مدار العام، والتي تهدف بمجملها إلى خلق كوادر ذات تأهيل عال ووعي كامل بمجريات الأمور والتحديات وتواكب آخر التطورات في قطاع الإعلام حتى يستطيع قطاع الإعلام أن يقوم بأداء رسالته الوطنية على أكمل وجه.
وتأتي أهمية تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي لدينا في الجزائر- يقول المتحدث- من منطلق أن الهوية الوطنية تُسهم إسهاماً فاعلاً في توحيد أفراد المجتمع، مشيرا إلى ” تحمُّل وسائل الإعلام لمسؤوليتها الاجتماعية وأمانة الكلمة وخطورتها ودورها في نشر الوعي بين أبناء الوطن بالتحديات التي تواجه مسيرته عبر غرس قيم الوفاء له، وبذل كل الجهود، باعتبار ذلك أحد أهم وظائف الإعلام، بعيداً عن الإغراق في وظائف الترفيه على حساب باقي الوظائف”.
اليوم العالمي لحرية الصحافة … الإعلام .. أدوار ريادية لمواكبة مسيرة الجزائر التنموية
itihad