انتشار ثقافة التبليغ.. سلاح جديد في الحرب على الجريمة

انتشرت في الآونة الأخيرة حالة من الوعي والمسؤولية لدى الكثير من المواطنين، من خلال تحليهم بثقافة التبليغ وتغيير المنكر في شتى المجالات، لاسيما ما تعلق بارتكاب الجرائم والاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم، باللجوء إلى التبليغ عن طريق الأرقام الخضراء التي وضعتها مختلف الأسلاك الأمنية تحت التصرف بشكل مجاني، أو من خلال عرض مقاطع فيديو عبر منصات […] The post انتشار ثقافة التبليغ.. سلاح جديد في الحرب على الجريمة appeared first on الشروق أونلاين.

سبتمبر 7, 2025 - 17:46
 0
انتشار ثقافة التبليغ.. سلاح جديد في الحرب على الجريمة

انتشرت في الآونة الأخيرة حالة من الوعي والمسؤولية لدى الكثير من المواطنين، من خلال تحليهم بثقافة التبليغ وتغيير المنكر في شتى المجالات، لاسيما ما تعلق بارتكاب الجرائم والاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم، باللجوء إلى التبليغ عن طريق الأرقام الخضراء التي وضعتها مختلف الأسلاك الأمنية تحت التصرف بشكل مجاني، أو من خلال عرض مقاطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي تكشف هوية الفاعلين وطبيعة الجرم الذي اقترفوه، ما يختصر للأجهزة الأمنية الطريق لفك هذه الجرائم، وهو مؤشر إيجابي يعكس روح المواطنة التي تفرض تضافر مجهودات الجميع لكبح الجريمة بمختلف أشكالها.
ولاية سيدي بلعباس، التي اتخذناها عينة، تعرف هي الأخرى انتشارا واسعا لهذا الوعي الذي ساهم بشكل كبير في القضاء على بؤر الإجرام وتوقيف المنحرفين، على غرار القضية الأخيرة التي عاشها حي عدة بوجلال، أين اندلعت مشادة طاحنة بين فئتين من الشباب استعملت فيها مختلف الأسلحة البيضاء والكلاب الشرسة، وبينما كانا الطرفان يتبادلان الضربات، كانت كاميرا أحد المواطنين توثق الأحداث، وتعرف بهوية الفاعلين، ما مكن قوات الأمن وباحترافية كبيرة من توقيف جميع المشتبه فيهم في ظرف قياسي، وسط استحسان كبير من طرف المواطنين الذين أشادوا بالتدخل السريع والفعال لقوات الأمن.
وفي واقعة مشابهة انتشر مقطع فيديو، تهدد فيه مجموعة من الشباب مدججة بالأسلحة البيضاء، شبابا من حي آخر بقرية البواعيش وتتوعدهم بالتصفية، الأمر الذي عجل باتخاذ الإجراءات اللازمة التي مكنت من مداهمة جميع المشتبه فيهم وتوقيفهم مع حجز الأسلحة البيضاء التي كانت بحوزتهم، والتي ظلت تستعمل لترهيب سكان المنطقة والمساس بسكينتهم، وفي قضية أخرى عمل بعض المواطنين على توثيقها من خلال مقطع فيديو تم طرحه لتبليغ الجهات الأمنية، بإقدام مجموعة من الشباب مدججين بالأسلحة البيضاء، بالتهجم على نسوة كن ببيتهن الواقع بالحي السكني بطريق بوخنفيس، وجاء بعدها تدخل سريع من طرف مصالح الأمن التي تمكنت من توقيفهم وحجز الأسلحة التي كانت بحوزتهم بعد ما ظلوا يطلقون الرعب وسط السكان.
وساهمت ثقافة التبليغ والكشف عن هوية مقترفي مختلف الجرائم والاعتداءات، في تطويق رقعة الإجرام ودفع المجرمين للعدول على أفعالهم، كما وضعت الكثير من المتهورين في تصرفاتهم أمام مسؤولياتهم الجزائية، على غرار حادثة اعتداء رجل على جارته بالمجمع السكني الجديد ببلدية تلموني مؤخرا، عندما تحولت ملاسنات بينهما إلى ضرب من طرف الجار، بينما كانت كاميرا أحد الحضور توثق ذلك، وهو الفعل الذي تداوله رواد منصات التواصل الاجتماعي وتبعه تحريك الدعوى العمومية وتقديم الأطراف أمام نيابة محكمة سفيزف للنظر في القضية التي ينتظر أن يفصل فيها أواخر الشهر الجاري.
التبليغ عن المناورات الخطيرة بمختلف طرقات الولاية، ساهم أيضا في التقليل من مخاطر حوادث المرور التي كثيرا ما يتسبب فيها المتهورون في السياقة، من خلال الاتصال بمصالح الأمن عبر الأرقام الخضراء وفي أحيان أخرى عن طريق منصات التواصل الاجتماعي بتوثيق الفعل بالصور ومقاطع فيديو.
إضافة إلى مقاطع الفيديو التي تطرح على منصات التواصل الاجتماعي، بهدف إرشاد الأجهزة الأمنية إلى الجرائم المرتكبة ومقترفيها، فإن الكثير من المواطنين الذين لديهم حس إيجابي بالمسؤولية المشتركة في القضاء على مختلف أشكال الجريمة، يلجأون للتواصل مباشرة بمصالح الأمن عبر الأرقام الخضراء، على غرار الرقم الأخضر 1548 والرقم 17 الذي تضعه مصالح الشرطة مجانا أمام المواطنين، أين سجلت مصالح الأمن الولائي في ظرف شهر واحد، 396 تبليغ عن ارتكاب جرائم وأفعال مخالفة للقانون، و40 تبليغا عن مناورات خطيرة يقوم بها أصحاب المركبات ووقوع حوادث مرور، وتؤشر الأرقام المسجلة عن الثقة التي أصبحت لدى المواطن تجاه مصالح الأمن، بفضل التحرك السريع للوحدات العملياتية للشرطة فور تلقيها التبليغ، والعمل على كبح الجريمة وتوقيف فاعليها في ظرف قياسي، كما يبقى دوام الخدمة على مدار 24 ساعة، دافعا لاستخدام الأرقام الخضراء وعدم التردد في كشف كل الأفعال التي من شأنها المساس بأمن المواطن و ممتلكاته.

ثقافة التبليغ ساهمت في حماية الثروة الغابية
ساهم الرقم الأخضر 1070 الذي تضعه محافظة الغابات مجانا تحت تصرف المواطنين، بشكل كبير في التبليغ عن مختلف التجاوزات والأفعال التي من شأنها أن تهدد الثروة الغابية، لاسيما منها التي تعتبر من المسببات الرئيسية لاندلاع حرائق الغابات، على غرار التبليغ عن الرمي العشوائي للنفايات بحواف وداخل الفضاءات الغابية، وكذا وجود العجلات المطاطية وسط الغابة وكثيرا ما تكون سببا في اندلاع النيران، وهي التبليغات التي مكنت من القضاء على النقاط السوداء وجمع وإزالة ما يقارب 900 إطار مطاطي تم رميه بشكل عشوائي بالكثير من غابات الولاية.
إلى جانب ذلك، فإن ثقافة التبليغ التي أصبح أغلبية المواطنين يتحلون بها، مكنت أعوان الغابات من إجهاض عديد محاولات قطع وسرقة الخشب من وسط الغابة، التي تعتبر من الجرائم التي تهدد هذه الثروة الوطنية، إلى جانب ذلك، فإن الحفاظ على الثروة الحيوانية يتطلب تكاتف جهود الجميع، وهو ما يجعل الكثير من المواطنين يتصل للتبليغ عن حالات الخطر التي تهدد مختلف أصناف الحيوانات لاسيما المحمية منها، من خلال الاتصال بالرقم الأخضر وفي أحيان كثيرة عبر الصفحة الرسمية للمحافظة بإرسال مقاطع فيديو وصور تدل على مكان وحالة الحيوان، ما يساهم في التحرك السريع لأعوان الغابات من أجل التكفل به.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post انتشار ثقافة التبليغ.. سلاح جديد في الحرب على الجريمة appeared first on الشروق أونلاين.