بحضور شيوخ جمعية العلماء : جمعية نشء الإبراهيمي تحتفي بذكرى وفاة العلامة البشير الابراهيمي -الطبعة الرابعة تحت شعار: “ماض حافل وأفق واعد”

متابعة: مالجي محي الدين/ تحت شعار “ماض حافل وأفق واعد” هكذا انطلقت قافلة الجمعيّة الثّقافية نشء البشير الإبراهيمي في طبعتها الرّابعة بالتّنسيق والتّعاون مع بلديّة أولاد براهم احتفاءها بالذّكرى السّنويّة لوفاة العلاّمة محمّد البشير الإبراهيمي وتزامنا مع ذكرى عيد الطّالب. ليصبح العرس عرسين اجتمعت فيه روح العلم مع عبق التّاريخ الثّوري الذي صنع مجدا بعقول …

مايو 28, 2025 - 12:33
 0
بحضور شيوخ جمعية العلماء : جمعية نشء الإبراهيمي تحتفي بذكرى وفاة العلامة البشير الابراهيمي -الطبعة الرابعة تحت شعار: “ماض حافل وأفق واعد”

متابعة: مالجي محي الدين/

تحت شعار “ماض حافل وأفق واعد” هكذا انطلقت قافلة الجمعيّة الثّقافية نشء البشير الإبراهيمي في طبعتها الرّابعة بالتّنسيق والتّعاون مع بلديّة أولاد براهم احتفاءها بالذّكرى السّنويّة لوفاة العلاّمة محمّد البشير الإبراهيمي وتزامنا مع ذكرى عيد الطّالب.
ليصبح العرس عرسين اجتمعت فيه روح العلم مع عبق التّاريخ الثّوري الذي صنع مجدا بعقول لا تعرف المستحيل وأياد غرست بدموعها مجدا لا يذبل.
بمداد لا يجفّ كتبت الذّكريات العظيمة على صدر التّاريخ صرخة طلبة الجزائر الذين خرجوا إلى الشّوارع معلنين عن إضرابهم مساندة للثّورة التي تأجّجت فيها روح النضال مساندين بذلك قدسيّة الواجب الذي تغلّب على فتنة الحياة واستقبل الموت بعيون اهتزّت بداخلها أغصان التّضحيات، فالطّلبة حين تركوا أقلامهم وتشبّثوا بزناد تدفّق حبرا عابقا جعلت الأرض المغصوبة توقظ ضوء الفرح.
فالتّاريخ لا ينسى مصابيح الفكر التي تحترق لأجل رسالة نبيلة حيكت بالدّماء والشّعل لا تنطفئ حين تنهي وقود نضالها بل تواصل بطريقة ما اللّمعان في عروق الأيّام لتصبح جذورا لأشجار كثيرة قاومت الجفاف حتّى أثمرت.
ولا يعنا في هذا المقام المشرّف أن نذكر العلامة محمد البشير الابراهيمي في ذكرى وفاته بقلوب متوضّئة وأرواح طاهرة وننفض الغبارعن التّاريخ لستيقظ الذّكريات من ضوء الشّمعة التي كان معتكفا تحتها يغذّي عقولا شوّهها المستعمر، فما أجمل اليوم الذي تزيّن بمآثره، وخصاله وأخلاقه، ومبادئه، وجرأته على الظّلم، وانتفاضته ضدّ الجهل، ومحاربته الدّينيّة والفكرية لجبابرة طمس الهوية فقد وقف أمام صدأ قوّتهم بصلابة ساعديه وعقله وحكمته ونبوغه وذكائه في انتشال الأزهار من الوحل ليهيّئ فيما بعد حدائق العلم والتّربية التي كادت تموت لولا مجهوداته كعالم ورجل شحذته النّخوة، رغم محاولات التّجهيل والتّضليل وطمس الهوية والانتماء للجذور الثابتة التي مهما بترتها الأيادي الغاشمة أخرجت فرعا وزهرة..
رجل صنع المدارس القرآنية فوق الحطام، وشيّد العلوم على جدار الظّلام، وأنبت في كلّ عاصفة فكرة، وأضاء في كلّ بيت شمعة.
فله منّا كلّ السّلام الذي لا ينساه أحد لأنّه كان القبس الذي أبقى فتيل الهويّة متوقّدا، رجل أنار العالم من كوخ صغير تشوبه الجراح والصّعاب.
فما أعمق تلك الذّكريات التي أشعلتها الجمعيّة اليوم وراحت تبذر على إثر مباهجها سرورا تجسّد في هذه الوجوه التي حملت المشعل ولا زالت تضيء به العتمة.
كان لهذه الطّبعة بريق كبريق الطّبعات السّابقة التي تنير كعادتها أيّامنا وتفتح دفاتر مجيدة خلقت لتبقى موصولة بشعارات الطبعات السابقة التي تتغنّى فيها بعلمائها وتمجّدهم وتجعل لكلّ لقاء حلقة ولكل حلقة شعار ولكلّ شعار تذكار لا يمحى.
انطلقت النّدوة التّكريمية للعلاّمة محمد البشير الإبراهيمي بكلمة ترحيبية من طرف منشط الحفل الذي قاد اللّقاء قيادة حكيمة هادئة.
كان الافتتاح نورانيّا بآيات بينات من الذّكر الحكيم بصوت الاستاذ عرافي زين الدين الذي ارتقى بنا بحنجرته إلى منازل روحانيّة بديعة، صدح بعد ذلك صوت النشيد الوطني كما تصدح العصافير على غصن مليء بالتّضحيات والذّكريات، تقدّم الاستاذ مالجي محي الدين رئيس جمعية نشء البشير الإبراهيمي بإلقاء كلمة قيّمة ومؤثّرة، تلته مداخلات لممثل رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية أولاد ابراهم محروش مسعود والإعلان عن افتتاح الندوة العلمية.
التي كانت بعنوان: “الابراهيمي في تلمسان” مجدت مآثره ومواقفه البطوليّة ونضاله وآثاره التي تركها شاهدة على عظمته في التّغيير رغم التّضليل على يد مشايخ وباحثين أجلاّء على رأسهم د عبد الحليم قابة، الشيخ محمد مكركب، الشيخ يحيى صاري، الشيخ بن يونس أيت سالم، رئيس الجلسة العلمية الدكتور عزّة الحسين، كلمة الطفلة إسراء يعلاوي الذين أبدعوا بتدخّلاتهم القيّمة التي بعثت من جديد آثار العلاّمة محمد البشير الإبراهيمي.
اختتم اللّقاء التاريخي بتكريم المشايخ الذين أناروا المنصّة بما تحمله صدورهم وعقولهم من محبّة وعلم وخلق ووطنيّة ووفاء، لتشدّ الرّحال بعدها لزيارة بيت الشيخ محمد البشير الابراهيمي واستنشاق بعض من عبق ذكرياته في ذلك المكان الذي لا يزال مهيبا ثريّا يحمل من معاجم السّرور والفخر والامتنان، كما كان لنا جولة لزيارة المعلم التاريخي.
الشكر موصول بباقات لغوية تحمل الكثير من العجز رغم بلاغتها ومجازها وصورها البديعة لكل من ساهمت وأسهم لكل من حضر أوحاضر ولكلّ الضيوف الذين جعلوا يومنا ثريّا، كما أشكر وسائل الإعلام التي غطّت هذا اللقاء المميز .على أمل أن يتجدد اللقاء في طبعة جديدة إن شاء الله.