تونسيون يتسوقون في المحلات الجزائرية تحضيرا للموسم الدراسي
أم الطبول مدينة لا تنام.. حركة متواصلة 24 ساعة على 24 تزامن تأجيل موعد الدراسة بتونس الشقيقة إلى غاية يوم الأحد 21 سبتمبر، مع تزايد إقبال رعايا هذه الدولة على الجزائر من أجل التسوق والسياحة أيضا. ومن جميل الصدف بالنسبة للأشقاء التونسيين أن مآزر التلاميذ هي بنفس ألوان مآزر التلاميذ في الجزائر، حيث يعتمد اللون […] The post تونسيون يتسوقون في المحلات الجزائرية تحضيرا للموسم الدراسي appeared first on الشروق أونلاين.


أم الطبول مدينة لا تنام.. حركة متواصلة 24 ساعة على 24
تزامن تأجيل موعد الدراسة بتونس الشقيقة إلى غاية يوم الأحد 21 سبتمبر، مع تزايد إقبال رعايا هذه الدولة على الجزائر من أجل التسوق والسياحة أيضا.
ومن جميل الصدف بالنسبة للأشقاء التونسيين أن مآزر التلاميذ هي بنفس ألوان مآزر التلاميذ في الجزائر، حيث يعتمد اللون الأزرق للذكور والوردي للإناث، فكانت فرصة ليكون التسوق الخاص بالموسم الدراسي في تونس، كاملا من الأدوات المدرسية إلى المحافظ والحقائب وانتهاء بالألبسة والمآزر.
تنقلت “الشروق” إلى مركز أم الطبول الحدودي بولاية الطارف، بعد أن تحوّلت مدينة القالة وما جاورها من مدن وقرى بالطارف، منذ بداية سبتمبر، إلى وجهة تصلها السيارات بكل الترقيمات الجزائرية والتونسية والليبية، إلى درجة أن تجار المنطقة، خاصة المطاعم والمقاهي ومحلات الأكلات الخفيفة والمواد الغذائية والحلاقين وبائعي أغراض السياحة والسباحة والهواتف النقالة والأكشاك وحتى الأدوات المدرسية والمآزر، صاروا يشتغلون بصفة دائمة 24 ساعة على 24، وطوال أيام الأسبوع.
مصدر من الجمارك من دون أن يزودنا برقم دقيق، قال لنا إن أكثر من 2000 شخص يعبرون يوميا جانبي مركز أم الطبول، وأحالنا على الإدارة الجمركية بسوق أهراس التي تشرف على مركزي الحدود العيون وأم الطبول بالطارف، وأكد لنا بأن الحركة الليلية تتغلب على الحركة النهارية من حيث الكثافة، فكثيرون صاروا يتنقلون ليلا لعدة أسباب، ظنا منهم بأن الحركة ستكون سلسلة وربما منعدمة ليلا، إضافة إلى الأجواء المناخية المعتدلة عموما في شهر سبتمبر بالرغم من أنها بلغت الأحد 41.
الملاحظة الأولى التي وقفنا عليها، هو أن مصدر الضغط على المركز الحدودي الأهم على مستوى شرق البلاد أم الطبول، ليس مقتصرا على جزائريين قرروا قضاء عطلة لمدة أسبوع أو أكثر في سبتمبر الذي يعتبر الوقت بدل الضائع من العطلة الصيفية، بل تمتد الحركية إلى الجانب التونسي، حيث الموسم الدراسي على الأبواب في البلد الجار وآلاف التونسيين تعوّدوا على التبضع من الجزائر من شراء الأدوات المدرسية والحقائب ومختلف الألبسة، بما في ذلك المآزر التي تصنّع هنا في الجزائر والتي يرون أسعارها مقبولة جدا، ومنهم من يكتفي بالتبضع من مدينة القالة بولاية الطارف أو عنابة، وآخرون يتنقلون إلى عين فكرون بولاية أم البواقي أو العلمة بولاية سطيف أو المساحات التجارية الكبرى بولاية قسنطينة.
يقول منجي، وهو رب أسرة تونسي كان رفقة زوجته وولديه: “أقطن في باجة ونحن ندخل الجزائر عبر أم الطبول مرة كل شهرين على الأقل خاصة أيام المناسبات، أبنائي يفضّلون تشكيلات الألبسة المتنوعة الموجودة في مدينة قسنطينة وهي جميلة فعلا”، وتضحك زوجته وهي تقول: “حتى نحن لا ننسى أنفسنا”.
عائلة أخرى من خمسة أفراد كانت عائدة إلى تونس من ساكنة قابس، بعد رحلة تسوق وصلت فيها إلى غاية مدينة العلمة، تصف فيها ربة الأسرة السيدة روفيا رحلتهم بالراقية: “والله ضربنا عدة عصافير بحجر واحد، حيث اشترينا أدوات مدرسية جميلة جدا، فالسوق الجزائرية تقدم تشكيلات تجنّن وتجعل الاختيار معقد وصعب”، وتضحك وهي تقول مازحة: “الدخول إلى أسواق العلمة خطير جدا، فمن كان معه ثروة يتركها هناك ويعود”، ويستطرد زوجها: “توقفنا في قسنطينة، ركبنا التليفيريك وتجولنا في الجسور المعلقة” وترد عليه زوجته “حاجة وجويجة”.
من مدينة القالة إلى غاية أم الطبول كانت التشكيلات الأمنية تؤمّن الحياة مثل النهار، ببلدية أم الطبول أو السوارخ، كما كانت تسمى سابقا، فلا فرق فيها بين الواحدة بعد منتصف الليل والظهيرة، الحياة عادية جدا، مقاهـ مليئة بالمواطنين ومطاعم مزدحمة بالزبائن ودكاكين تبيع ما يطلبه الجزائريون والتونسيون والأجانب من مختلف الجنسيات، بمجرد أن تطأ أقدامهم المكان قبل اجتياز المركز الحدودي أو عند دخولهم.
أما محطة البنزين الوحيدة في المنطقة على مشارف بلدية أم الطبول، فهي تشتغل من دون توقف، والجميل أن الوقود لا ينقطع بالرغم من أن كل السيارات الخارجة والداخلة تتزود بالوقود لإكمال رحلتها سواء داخل الأراضي التونسية أو داخل الأراضي الجزائرية، وهنا تشكل السيارات بترقيم تونس الأغلبية الساحقة.
وأنت تشق الطريق من القالة إلى أم الطبول، يقابلك عشرات الشباب وحتى المراهقين يحملون العملة التونسية في الطريق الأول المؤدي إلى تونس والعملة الجزائرية في الطريق الثاني المؤدي إلى الجزائر، والقلة منهم يعرضون على المسافرين من سياح ومتسوقين وطالبي العلاج الأورو، في شبه مهرجان صيفي تعيشه بلدية أم الطبول، البلدة التي يشبه ليلها نهارها.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post تونسيون يتسوقون في المحلات الجزائرية تحضيرا للموسم الدراسي appeared first on الشروق أونلاين.