حزب جبهة التحرير الوطني لم يقصي أحدا

لم ينكر القيادي في الأفلان، عجاج عبد الرزاق، في حوار خص به يومية “الوسط” وجود نقائص بداخل حزب جبهة التحرير الوطني، أين اعتبر هذه الديناميكية ظاهرة سياسية صحيّة يمكن استغلالها لإعادة النظر في عمل النشاط السياسي، مؤكدا ذات المتحدث أن الحزب لم يقصي أي أحد، بحيث الكثير ممن ينتقدون الأمين العام الحالي “عبد الكريم بن مبارك”، كانوا أعضاء في المحافظات واللجان الولائية ،وعليه لا معنى لاحتجاج بعض مناضلي الحزب على شخصه و على مشروع إعادة الهيكلة التي تشكل لبنة مهمة في إعادة بناء هياكل الأفلان، مؤكدا أنه لا معنى للحركية التي قام بها بعض أعضاء الحزب ضد بن مبارك، معتبرا ذلك مجرد محاولة لا ترتكز على أي سند قانوني وكل ما قيل غير مؤسس ،حيث يرى عجاج، أن الأفضل هو حسم الخلافات داخل مؤسسات الحزب دون اللجوء إلى ممارسات أخرى تجعل أصحابها في حالة اللاشرعية، وهو ما يضر بصورة الحزب العتيد خاصة في الظرف الحالي أين يعيش الوضع الدولي العام اضطرابات متتالية.

ما تقييمكم للوضع الراهن لحزب جبهة التحرير الوطني ؟

حزب جبهة التحرير حزب قائد و رائد تخرجت من بين صفوفه إطارات عديدة و حتى أحزاب خرجت من رحم حزب جبهة التحرير و هي الآن في الصفوف الأولى. و يعرف الحزب في هذه الفترة حركية و يعيش فترة انتقالية حساسة و مهمة جدا، و ما نراه من مواقف تظهر من هنا و هناك نعتبرها ظواهر صحية و ليست جديدة على الحزب. و بما ان هناك رغبة لدى الأفراد في التواجد و إيجاد موقع داخل الحزب مما يجعل هذه الردود طبيعية تدخل في إطار جو المنافسة بين المناضلين. و نحن نتمنى أن تكون هذه الأجواء في إطار الروح الرياضية بداخل هياكل الحزب و ليس خارجها. أما فيما يخص عبد الكريم بن مبارك الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، فمنذ توليه مقاليد الحزب في المؤتمر الحادي عشر حيث انتخب بالإجماع اتخذ إجراءات جريئة ، لأن إعادة الهيكلة التي ينتقدها الكثير بحكم استحالة اتباع نظام الخلية و القسمة إلى ما ذلك، هي ذات أهمية كبرى، لأنه لا يوجد هيئة أو جمعية باستطاعتها تعبئة الجماهير مثل جبهة التحرير. من خلال برنامج إعادة الهيكلة.

كيف ترون انتقادات البعض لتصريح الأمين العام للأفلان حول تعبئة المواطنين؟

ما أراه هو أن الحزب مفتوح للجميع و الاستقبال هو يومي للمكتب السياسي كل حسب اختصاصه و مهمه، إلا أن يجي الإشارة إلى أن استقبالات الأمين العام تكون عند الضرورة فهناك 1541 بلدية فمن المستحيل له القيام بمهام آخرين. أما آليات تطبيق برنامج إعادة الهيكلة فمن الطبيعي أن ترتكب الأخطاء ، لأن السبب يعود لأمرين اثنين. الأول ممارسات بعض رؤساء أعضاء اللجان الانتقالية الراغبون في الاستحواذ على الأمور و الحفاظ على المناصب، و هذا بالطبع خطأ. الأمر الثاني يتعلق بتواطؤ بعض المشرفين . إلا أن هناك حلول عن طريق كتبة التقارير بإثباتات و أدلة عن وجود تجاوزات ففي هذه الحالة الأمين العام يتخذ القرارات المناسبة للحد من ذلك عن طريق إرسال لجنة تحقيق.

هل الاعتراف بوجود نقائص دليل على أن المنتقدين لتسيير الافلان على حق؟

النقائص موجودة و يقر بذلك كل مناضل غيور على وطنه بما فيه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ، و أعتقد أنه أمر عادي لأننا في فترة إعادة الهيكلة، و هي ظاهرة صحية موجود في الحزب منذ سنوات، ونحن لسنا مثل تلك الاحزاب التي تمارس مهامها و كأنها إدارة لأننا حزب ملك للشعب الجزائري و متجذر في الجزائر العميقة. و يجب التذكير أن الرغبة في الاستحواذ هي غريزة في البشر لأن الكل يريد أن يحصل على ما يريد، و لكن وجود أدلة عن التجاوزات يردع كل شخص. لكن أقول للإخوة المنضوين تحت عدة تشكيلات المسماة بعدة تسميات طريقتكم غير مشروعة لأنه بإمكانهم الاحتجاج والرد بداخل مؤسسات الحزب، و أقول أن أبواب التوبة السياسية مفتوحة و يمكن للجميع العودة

أليس من الضروري إعادة النظر في أسلوب إعادة الهيكلة ربما لأنه أسلوب قديم ؟

لا يخفى أن حزب جبهة التحرير هو ملك للجميع ، و ينضوي تحت لوائه عدة شرائح مجتمعية من فلاح و تاجر و الشاب و البطال و الجامعي و المرأة العاملة و المرأة الماكثة بالبيت. لكن عمليا الحزب ينشط بصورة طبيعية و كل هياكله القاعدية تشتغل مما يسمح بالتعبئة و إعادة الأمور إلى نصابها، و القول بأن الأساليب المنتهجة قد تجاوزها الزمن أرد على أن حزب جبهة التحرير الوطني يجمع بين الأصالة و المعاصرة. و أنتم بصفتكم إطار يمكنكم إبداء الرأي حتى و لو كنتم متواجدون خارج الحزب، لأن الباب مفتوح على المناضلين المنخرطين و المحبين، و كل إضافة تخدم الجزائر أولا ثم حزب جبهة التحرير مرحبا بها. و بذلك كل انتقاد لا معنى له، مثلما صرح به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عندما سئل عن تونس قال أنه يتعامل مع رئيس جمهورية و ليس مع منظمات، و نفس الشيء بالنسبة لحزب جبهة التحرير فمؤسسات الدولة تتعامل مع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، و باقي التشكيلات التي تتوهم أشياء أخرى أقول أنهم مخطئون، و لكن أبواب التوبة السياسية مفتوحة.

ما هي رؤيتكم لمستقبل مشروع إعادة الهيكلة لحزب جبهة التحرير الوطني ؟

إن إعادة الهيكلة تواصل مسارها، و وصلت إلى ما بين 80 و 90 بالمائة في أغلب الولايات ، و الولايات المتعثرة لها أسبابها الخاصة، و أساسا عدم شفافية رؤساء اللجان أو المشرفين و هو ما يعطل و يعكر جو العملية المتمثلة بإعادة الهيكلة ، غلا أن هناك تقييمات دورية لتحديد النقاط الإيجابية و السلبية. و أضيف إلى أن المنتقدين للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني كونه تحدث باللغة الفرنسية أ قول أن هؤلاء لا يتقنون لا اللغة العربية و لا الأمازيغية و لا الفرنسية و لا الانجليزية، إي لا يتقنون أية لغة، في حين أن الأمين العام لحزب الأفلان عبد الكريم بن مبارك تحدث و أوصل رسالة واضحة يفهمها الجميع، كما أن عدم استعماله اللغة العربية سببه عدم إتقان الصحفية التي حاورته للغة العربية، و القناة لا تتقن سوى الصينية و الفرنسية. و عليه فإن الانتقاد للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني تجاوز الحدود إلى درجة الشخصنة و نشر الأكاذيب. النقائص موجودة كما سبق و أشرت له، و الذي يعود لعدة أسباب، لذا لا داعي لتهويل الوضع و العمل ضد مصالح الحزب بسبب عدم الاتفاق مع الأمين العام. و أقول في الأخير لزملائي المتواجدين بداخل هذه التشكيلات و المجموعات أن يعودوا إلى رشدهم، و أبواب الحزب مفتوحة على مصراعيها.

حاوره : سفيان علون