خطاب ملك المخزن.. “اليد المسمومة”!

حمل خطاب الملك المغربي محمد السادس، توصيفات غير مسبوقة في الصراع الدائر بينه وبين الشعب الصحراوي المطالب بتمكينه من حقه في تقرير المصير، غير أنه استمر على سياسة “اليد الممدودة”، أو “اليد المسمومة”، كما يصطلح عليها الجزائريون، فيما يتعلق بالخلافات الثنائية، التي يتحمل مسؤوليتها نظام المخزن المغربي. ولأول مرة يوظف الرجل الأول في النظام العلوي […] The post خطاب ملك المخزن.. “اليد المسمومة”! appeared first on الجزائر الجديدة.

يوليو 30, 2025 - 16:57
 0
خطاب ملك المخزن.. “اليد المسمومة”!

حمل خطاب الملك المغربي محمد السادس، توصيفات غير مسبوقة في الصراع الدائر بينه وبين الشعب الصحراوي المطالب بتمكينه من حقه في تقرير المصير، غير أنه استمر على سياسة “اليد الممدودة”، أو “اليد المسمومة”، كما يصطلح عليها الجزائريون، فيما يتعلق بالخلافات الثنائية، التي يتحمل مسؤوليتها نظام المخزن المغربي.

ولأول مرة يوظف الرجل الأول في النظام العلوي لهجة تستهدف الخروج من أزمة احتلاله للصحراء الغربية، بمنطق لا غالب فيه ولا مغلوب، وقد عبر عن ذلك بعبارته اللافتة التي جرى فيها الحديث عن “حل توافقي يحفظ ماء الوجه لجميع الأطراف، حيث لن يكون هناك رابح ولا خاسر”.

وجاء خطاب الملك المغربي بمناسبة ما يسمى في الرباط “عيد العرش”، في أعقاب الزيارة التي قادت، مسعد بولس، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى المنطقة المغاربية، حيث حط الرحال في كل من الجزائر وتونس، في انتظار مملكة العلويين، وهو ما يدفع إلى التساؤل حول خلفية هذا التحول في خطاب القصر، ومدى جديته.

حديث الرجل الأول في مملكة العلويين عن لا غالب ولا مغلوب في صراعه مع الشعب الصحراوي التواق إلى الحرية، يؤشر على أن الرباط أيقنت بأن منطق القوة قادها إلى طريق مسدود، وأوصلها إلى حقيقة مفادها أن التعويل على دعم القوى المتحالفة معها، لا يمكنه أن يحقق لها ما تريد، طالما أن هناك قوى أخرى ليس في نيتها الانخراط في مساعي حلفائها الغربيين، والإشارة هنا إلى قوتين عظميين، وهما الصين وروسيا، اللتان تصران على أن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، غير قابل للتصرف من قبل أية جهة كانت، ومهما كانت قوتها وسطوتها.

أما فيما يتعلق بالجزائر، فالعبارات التي رددها عاهل نظام المخزن المغربي، لم تتغير منذ سنوات، وهي في ظاهرها كلام معسول ومنمق يغري من يستمع إليه، ولكنه في جوهره خطاب غادر واحتيالي، لم يعد في الجزائر من يثق فيه، أو حتى يضيع وقته في الاستماع إليه، لأنه سبق له وأن ردد مثل هذا الكلام، غير أنه تبين أن القول شيء والفعل شيء آخر تماما.

وبات في حكم اليقين بالنسبة للجزائريين، أن سماعهم مثل هذا الكلام من المسؤول الأول في نظام وظيفي غادر وخائن لا يؤتمن جانبه، إنما هو نذير شؤم يؤشر على وجود مخطط يجري الإعداد له بعيدا عن الأنظار، كما حصل في العديد من المرات، وما سماحه لوزير خارجية الكيان الصهيوني الأسبق، يائير لابيد، بالتهجم على الجزائر وتهديدها من قلب عاصمة المخزن، الرباط، إنما دليل على أن مملكة العلويين لا يؤتمن جانبها.

وانطلاقا من التجارب السابقة، فإن ما أسماه ملك المخزن في خطابه الأخير”الحوار الصريح والمسؤول” و”الأخوي والصادق” مع الجزائر، لا يمكن أن يرى النور في الأجل المنظور، طالما أن الجارة الغربية تضع يدها بيد الصهاينة قتلة أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، وتوفر كل ما يحتاجونه من أجل مواصلة حرب الإبادة بلا هوادة. علي. ب

The post خطاب ملك المخزن.. “اليد المسمومة”! appeared first on الجزائر الجديدة.