المجاعة تضرب غزة ومساعدات تسرق وتباع بأسعار خيالية في الأسواق
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة تسجيل سبع وفيات إضافية بسوء التغذية في خلال 24 ساعة، من بينهم طفل أنهكه الجوع، وفقاً لما أفادت به مستشفيات غزة، ويأتي ذلك على خلفية التجويع المتعمّد الذي يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الفلسطينيين في القطاع المحاصر وسوء التغذية الناجم عنه. وأوضحت الوزارة، في بيان، الأربعاء، أنّ العدد الإجمالي […] The post المجاعة تضرب غزة ومساعدات تسرق وتباع بأسعار خيالية في الأسواق appeared first on الشروق أونلاين.


أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة تسجيل سبع وفيات إضافية بسوء التغذية في خلال 24 ساعة، من بينهم طفل أنهكه الجوع، وفقاً لما أفادت به مستشفيات غزة، ويأتي ذلك على خلفية التجويع المتعمّد الذي يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الفلسطينيين في القطاع المحاصر وسوء التغذية الناجم عنه.
وأوضحت الوزارة، في بيان، الأربعاء، أنّ العدد الإجمالي للوفيات من جرّاء التجويع وسوء التغذية في قطاع غزة ارتفع إلى 154 وفاة، علماً أنّ من بين الضحايا 89 طفلاً. وطالبت بإنقاذ القطاع ووقف تجويع أهله لتفادي تسجيل مزيد من الوفيات. يُذكر أنّ الفسطينيين مستهدفون منذ أكثر من 21 شهراً بحرب إبادة إسرائيلية، لم تتمكّن حتى أعلى السلطات القضائية في العالم على وضع حدّ لها.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد أفادت، الثلاثاء، بأنّ انتشار التجويع على نطاق واسع وكذلك سوء التغذية والأمراض تسبّب كلّها في ارتفاع معدّلات الوفيات المرتبطة بالجوع. أضافت أنّ التنوّع الغذائي انخفض إلى أدنى مستوياته، وهي الأسوأ، منذ السابع من أكتوبر 2023.
في الإطار نفسه، حذّر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من أنّ ثلث فلسطينيّي قطاع غزة لم يتناولوا الطعام منذ أيام عدّة بسبب الحصار المستمرّ. وأكد مدير الاستعداد للطوارئ والاستجابة لدى البرنامج روس سميث أنّ “أزمة الجوع في قطاع غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس، إذ لا يأكل ثلث السكان لأيام متتالية عديدة”. ووفقاً لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يواجه ربع الفلسطينيين في قطاع غزة ظروفاً أشبه بالمجاعة، ولا سيّما مع معاناة 100 ألف امرأة وطفل سوء التغذية الحاد.
في سياق متصل، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان، بأنّ “109 شاحنات مساعدات” دخلت إلى القطاع أمس، وقد “تعرّضت غالبيتها لعمليات نهب وسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل منهجي ومتعمّد بهدف إفشال توزيع المساعدات وحرمان المدنيين منها، في إطار هندسة الفوضى والتجويع”.
أضاف المكتب أنّ “ستّ عمليات إنزال جوي جرت الثلاثاء في قطاع غزة، سقطت أربع منها في مناطق خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال أو في أحياء سبق أن أُمر المواطنون بإخلائها”، الأمر الذي “يُعرّض من يوجد فيها للاستهداف والقتل المباشر”. وتابع أنّ ذلك “يجعل هذه الإنزالات عديمة الجدوى، بل خطرة على حياة المواطنين المُجوَّعين”. وشرح المكتب الإعلامي الحكومي أنّ “قطاع غزة يحتاج يومياً إلى 600 شاحنة مساعدات ووقود”، مشدّداً على أنّ هذا هو “الحدّ الأدنى من الاحتياجات الفعلية لأهمّ القطاعات الحيوية”.
وفي ظل ما يُروّج له الاحتلال الصهيوني من مزاعم حول إدخال مساعدات إنسانية وفتح ما يُسمى “ممرات آمنة”، يكشف الواقع في جنوب قطاع غزة صورة مأساوية مغايرة، تؤكد أن السكان يعيشون مجاعة حقيقية هي الأولى من نوعها، وسط انفلات أمني، واحتكار للسلع، وفوضى في توزيع المعونات.
ورغم دخول عدد قليل جدا من الشاحنات المحملة بالطحين والمواد الغذائية، فإنها لا تصل إلى مستحقيها، بل تقع في قبضة جهات تُوصَف بـ”اللصوص”، حيث تُحوّل حمولات الشاحنات إلى الأسواق في مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية، وتُباع بأسعار خيالية تفوق قدرة المواطنين على الشراء.
وتقول الصحفية سماح قديح من خانيونس: “المساعدات تصل إلى موانئ يسيطر عليها من ينهبونها، ثم يُعيدون بيعها بالتقسيط في الأسواق، خاصة في الجنوب، بأسعار لا تُطاق. المواطن العادي لا يستفيد منها بشيء، بينما تجني بعض العائلات النافذة أرباحًا طائلة على حساب جوع الناس”.
وتضيف في تصريحات ل”الشروق”، “في مواصي خان يونس، والتي يروّج لها الاحتلال كممر إنساني، تتكدس عشرات آلاف العائلات القادمة من رفح والمناطق الشرقية والغربية والجنوبية للقطاع، لكن ما يُعاش هناك هو كارثة إنسانية حقيقية”.
الأسواق شبه خالية، والأسعار مرتفعة بشكل جنوني، في ظل نقص حاد في السيولة، ما يجعل حتى شراء حبة طماطم حلمًا مستحيلًا للكثيرين. وتشير قديح إلى أن المستشفيات ممتلئة بالأطفال الرضع وكبار السن ممن يعانون من سوء تغذية حاد، ويُسجّل يوميًا عدد كبير من الوفيات نتيجة نقص الطعام والمكملات الغذائية.
وفي مراكز التوزيع القليلة، وخصوصًا في رفح، يتوافد المواطنون منذ ساعات الفجر الأولى طلبًا للمساعدات، لكن ما يحدث هناك يوصف بالفوضى، بل وتُسجّل حالات قتل بين المواطنين بسبب التدافع والانفلات الأمني. ” تؤكد قديح.
وتختتم الصحفية قديح بقولها: “النساء والأطفال يغامرون بالذهاب إلى ما يُسمى مناطق إنسانية للحصول على القليل من الغذاء، لكن كثيرين لا يعودون، فالدبابات الإسرائيلية تستهدفهم بشكل مباشر، لتتحول رحلة البحث عن الخبز إلى رحلة موت مؤكدة”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post المجاعة تضرب غزة ومساعدات تسرق وتباع بأسعار خيالية في الأسواق appeared first on الشروق أونلاين.