طائرات “الجوية الجزائرية” الجديدة.. اقتصاد للوقود وانبعاثات أقل

كشفت شركة “الخطوط الجوية الجزائرية”، أن طائراتها الجديدة، المنتظرة ضمن صفقة تشمل 15 وحدة، سيشرع في استقبالها قريبا، تستهلك وقودا أقل ما يتيح تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تقدّر بـ20 بالمائة.
واعتبرت الشركة، أن هذا التوجّه يعكس بوضوح إرادتها في التحوّل نحو نقل جوي أكثر احتراما للبيئة، حيث لا يقتصر ذلك على اقتناء طائرات حديثة، بل يشمل أيضا مختلف فروع المؤسسة، بما فيها الشحن، الإطعام والتموين.
وخلال دورة تكوينية نظمت صباح الأربعاء بمقر المديرية العامة لـ”الجوية الجزائرية” في باب الزوار لفائدة الصحفيين، تمهيدا لندوة “ذهنية خضراء في مجال الطيران” المقررة السبت المقبل، قدّمت آمال دروق، مساعدة الرئيس المدير العام المكلفة بالبيئة، عرضا تفصيليا حول خطة المؤسسة البيئية.
وأوضحت المتحدثة، أن الطائرات الجديدة التي اقتنتها “الجوية الجزائرية” مصمّمة لتكون أكثر كفاءة من حيث استهلاك الوقود، وتقلّل الانبعاثات بما لا يقل عن 20 بالمائة، ومعلوم أن أول طائرة من هذه الصفقة ينتظر أن تصل قريبا، وفق تصريحات سابقة للرئيس المدير العام، حمزة بن حمودة.
وأضافت دروق، أن انبعاثات الكربون الناتجة عن الطيران عالميا تتراوح بين 2 و3 بالمائة فقط، لكنها رغم ذلك، تبقى مؤثرة وتستلزم المعالجة، ومن هذا المنطلق، تعمل “الجوية الجزائرية” على تنسيق واسع مع مختلف الفاعلين، على غرار وزارة البيئة، وزارة النقل، و”سوناطراك”، من أجل تقليص البصمة الكربونية للنقل الجوي في الجزائر.
وتشمل الجهود أيضا الفروع غير المرتبطة مباشرة بالركاب، ففي فرع الشحن الجوي، تطبّق نفس المعايير البيئية المعتمدة في النقل التجاري للمسافرين، أما فرع التموين “كاترينغ”، فيعمل حاليا على استغلال الزيوت المستعملة، كما أطلق مشاريع بحث تهدف إلى إعادة تدوير البلاستيك وبقية أنواع النفايات، ضمن مقاربة دائرية لتقليص الأثر البيئي على جميع المستويات.
وعلى الصعيد الدولي، تندرج “الجوية الجزائرية” ضمن نظامين رئيسيين لمراقبة وتخفيض الانبعاثات، أولهما سوق انبعاثات الاتحاد الأوروبي، الذي تشارك فيه منذ 1 جانفي 2012، حيث تلتزم الشركة بإعداد خطة دقيقة لمراقبة الانبعاثات في رحلاتها نحو أوروبا، وتقديمها للهيئات المختصة، ثم شراء حصص كربونية لتغطية أي فائض.
أما النظام الثاني، فهو برنامج “كورسيـا”، وهو آلية عالمية لتعويض وتقليل الانبعاثات الناتجة عن الطيران المدني، تشرف عليها المنظمة الدولية للطيران المدني، حيث ترصد فيه الانبعاثات سنويا، ويطلب من الشركات شراء اعتمادات كربونية في حال تجاوز المستويات المرجعية لسنة 2020.
ولتنفيذ هذه الالتزامات، تبذل “الجوية الجزائرية” جهودا لمراقبة الانبعاثات وتحليل استهلاك الوقود في كل رحلة، كما وقّعت عقودا لإعادة تدوير الزيوت، واعتمدت إجراءات لتقليل وزن الأمتعة والشحن، ما يسهم بدوره في خفض استهلاك الوقود.
وفي انتظار دخول الطائرات الجديدة الخدمة، تستعد الشركة لتنظيم الندوة الوطنية حول الطيران المستدام يوم السبت المقبل، بحضور وزراء النقل، البيئة، والطاقة، إلى جانب متدخلين دوليين من منظمات وشركات طيران إفريقية وأوروبية. وتشمل الندوة محاضرات حول آفاق وقود الطيران المستدام، تجارب دولية في الاستدامة البيئية، وأثر التغيّر المناخي على عمليات الطيران.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post طائرات “الجوية الجزائرية” الجديدة.. اقتصاد للوقود وانبعاثات أقل appeared first on الشروق أونلاين.