غزة.. بحاجة إلى طوفان إنساني!
بدأت بعض التحركات الدولية عبر نشطاء سياسيين ومن المجتمع المدني في مساع مختلفة لفك الحصار المضروب على غزة، ولفت الانتباه إلى حرب الإبادة الأكثر بشاعة في تاريخ الأمم، عبر تسيير “قوافل الصمود” نحو معبر رفح؛ للمطالبة بوقف الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر في قطاع غزة، شعب يتعرض لكل أنواع القتل […] The post غزة.. بحاجة إلى طوفان إنساني! appeared first on الشروق أونلاين.


بدأت بعض التحركات الدولية عبر نشطاء سياسيين ومن المجتمع المدني في مساع مختلفة لفك الحصار المضروب على غزة، ولفت الانتباه إلى حرب الإبادة الأكثر بشاعة في تاريخ الأمم، عبر تسيير “قوافل الصمود” نحو معبر رفح؛ للمطالبة بوقف الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر في قطاع غزة، شعب يتعرض لكل أنواع القتل والتشريد والتهجير بمباركة من أمريكا التي أسقطت قرارا لمجلس الأمن مند أيام فقط، يطالب الكيان بالوقف الفوري لإطلاق النار. قافلة الصمود المغاربية التي ينتظر أن تنطلق من تونس وتجمع جزائريين وتوانسة وليبيين ونشطاء آخرين من باقي دول الشمال الإفريقي، واحدة من بين المبادرات التي يسعى أصحابها إلى لفت انتباه العالم لما يحدث في هذه البقعة من الأرض العربية والإسلامية على يد شرذمة من اليهود الصهاينة، سبقتها قافلة أخرى، انطلقت من إيطاليا عبر سفينة تابعة لأسطول الحرية، بهدف إيصال المساعدات إلى ما تبقى من سكان القطاع وفك الحصار الخانق على أهله. هذه الأخيرة التي لا تبعد كثيرا عن شواطئ فلسطين المحتلة، وجه بشأنها وزير ما يسمى “جيش الدفاع” الصهيوني تعليمات بمحاصرتها والحيلولة دون بلوغها غزة. وفي غياب الردع الدولي وحالة الإفلات من العقاب التي ألفها قادة الكيان الصهيوني، لا يستبعد أن يتم التدخل بعنف، لوقف مسيرة هذه الباخرة، كما سبق أن تصرفت هذه القيادة المارقة والنازية مع محاولات سابقة لأساطيل الحرية التي حاولت فك الحصار المضروب على غزة مند سنوات طويلة.
ورغم رمزية هذه المبادرات التي يقودها نشطاء من مختلف بقاع العالم، فإن الدول والحكومات في أغلبها تبقى متواطئة بشكل مباشر في عملية الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، من خلال تموين جيش الاحتلال بالسلاح والذخيرة والالتفاف على تطبيق قرارات الجنائية الدولية التي تعتبر بشكل أو بآخر نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت مجرمي حرب، وأمرت باعتقالهما، دون أن يتحقق ذلك لحد الآن، بسبب التواطؤ الدولي مع المجرمين. وحتى التهديدات الأخيرة لدول مثل فرنسا ودول أروبية أخرى بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، تبقى محاولة من محاولات عدم تسمية الأمور بمسمياتها، فما يتعرض له الشعب الفلسطيني حاليا، لا يمكن اعتباره غير “إبادة منظمة” من قبل جيش نازي وعنصري، وأولوية الدول الحقيقية والإنسانية إنما تكون بوقف الإبادة وليس طرح مبادرات الاعتراف بكيان مهدد أصلا في وجوده، إذا استمرت مخططات الترحيل والإبادة. وإذا كان هذا حال الدول الأوروبية وكثير من دول العالم، فإن حال المسلمين والعرب، ومواقفهم مما يحدث في غزة، يمثل قمة الخزي والمذلة والعار.. فأمة تقف في أقدس مقدسات الأرض؛ من أجل تأدية الركن الخامس من أركان الإسلام، ولا تستطيع الانتصار لإخوة لهم يقتلون على يد حفنة من الصهاينة، هي أمة لا تحركها قوافل الحرية بالتأكيد، ولا تغير في واقعها شيئا.
لقد ترك أهل غزة؛ وحدهم في مواجهة أعتى وأفتك الأنظمة النازية والاستعمارية التي شهدتها البشرية، وليس لهم إلا الإيمان بنصر من الله، ورغم أبواب الجحيم التي فتحها الغرب عبر طائراته وقنابله بطيارين يهود، فإن المقاومة لاتزال تقدم أروع الأمثلة في الجهاد والمواجهة والشهادة. وأما قوافل الحرية، فإنها ورغم رمزيتها لن تغير من واقع الإبادة في شيء، بقدر ما يحتاج فيه الفلسطينيون إلى طوفان إنساني إسلامي حقيقي يأخذ معه الغطرسة الصهيونية بعيدا .
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post غزة.. بحاجة إلى طوفان إنساني! appeared first on الشروق أونلاين.