لوبان تتهم ماكرون بالركوع أمام الجزائر وتدعو لوقف التأشيرات
قلما يخوض أيّ من زعماء اليمين المتطرف في فرنسا في السياسة الداخلية لبلاده، دون أن تكون الجزائر حاضرة في خطابه، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالمسؤولة الأولى عن هذا التيار، مارين لوبان، التي ولدت وترعرعت في بيت طبعه خطاب مشحون بالعداء للجزائر لاعتبارات موروثة من ماضي هذا التيار الذي ولغ في دماء الجزائريين حتى بعد إعلان […] The post لوبان تتهم ماكرون بالركوع أمام الجزائر وتدعو لوقف التأشيرات appeared first on الشروق أونلاين.


قلما يخوض أيّ من زعماء اليمين المتطرف في فرنسا في السياسة الداخلية لبلاده، دون أن تكون الجزائر حاضرة في خطابه، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالمسؤولة الأولى عن هذا التيار، مارين لوبان، التي ولدت وترعرعت في بيت طبعه خطاب مشحون بالعداء للجزائر لاعتبارات موروثة من ماضي هذا التيار الذي ولغ في دماء الجزائريين حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار.
زعيمة حزب “التجمع الوطني”، الوريث الشرعي لحزب “الجبهة الوطنية” اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، وفي خطاب لها بمدينة بوردو في الجنوب الغربي لفرنسا، حيث التأمت جامعتها الصيفية، أقحمت الجزائر في الصراعات السياسية الداخلية في فرنسا، بينما كانت بصدد تصفية حساباتها السياسية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي اتهمته بالفشل في إدارة شؤون الدولة الفرنسية.
لوبان اتهمت الرئيس الفرنسي بـ”الركوع” أمام الجزائر في الأزمة غير المسبوقة التي تعصف بالعلاقات الثنائية، كما زعمت رئيس المجموعة البرلمانية لحزبها في الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة السفلى للبرلمان) بأن الجزائر “تسيء” إلى سيد قصر الإيليزي و”تهينه يوميا”، على حد وصفها.
ولم تكشف المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية الفرنسية عن طبيعة “الإهانات اليومية”، التي يتعرض لها رئيس بلادها من قبل الجزائر على حد زعمها، غير أنه ومن خلال استرسالها في الكلام، تبين أنها تشير إلى عجز ماكرون عن إخضاع السلطات الجزائرية وإجبارها على الإفراج عن الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، والصحفي الرياضي، كريستوف غليز، اللذين يقضيان عقوبة خمس وسبع سنوات على التوالي سجنا، في قضايا تتعلق بالإضرار بالوحدة الترابية للجزائر بالنسبة للأول، والتورط في الإشادة بالإرهاب بالنسبة للثاني.
وقالت لوبان وهي تخاطب حشدا من مناضلي وإطارات حزبها المتطرف، الأحد 14 سبتمبر الجاري: “اسمحوا لي أصدقائي الأعزاء أن أوجه رسالة دعم إلى كاتبنا بوعلام صنصال المسجون في الجزائر، وبالطبع أيضا الصحفي الرياضي كريستوف غليز. إننا نفكر فيهما وسنستمر في المطالبة بالإفراج عنهما”.
ورغم حسم الوكالة الفرنسية للتنمية بأن الجزائر لم تتلق مساعدات مالية بعنوان التنمية من قبل فرنسا، إلا أن رموز اليمين المتطرف وعلى رأسهم مارين لوبان، يصرون في كل مرة على هذه الأكذوبة، التي كانت سببا في رفع الجزائر دعوى قضائية ضد مخترعتها، النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي، سارة كنافو، التي انتخبت في صفوف الحزب اليميني المجهري الأكثر تطرفا “الاسترداد”، الذي أسسه إيريك زمور.
وكان ريمي ريو، وهو المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية، قد كذب رسميا قضية المساعدات “المزعومة” الفرنسية للدولة الجزائرية، في شهر جويلية المنصرم، وأكد حينها: “ليس لدينا أي أنشطة في الجزائر. لا نقدم تمويلا. ما يعلن عنه كمساعدات يتعلق فقط بالمنح الدراسية المقدّمة للطلاب الجزائريين في فرنسا، وليس من مسؤولية الوكالة الفرنسية للتنمية.. الجزائر لا تقترض منا أموالا”.
ومن أجل مواجهة الموقف الجزائري الرافض لأية مساومة، تدعو مارين لوبان الرئيس الفرنسي إلى تبني “فكرة بسيطة للغاية” في الدفاع عن مصالح فرنسا ومواطنيها، وهي تفعيل ما سمته “الثلاثي الصفري” في مواجهة الدول التي ترفض استقبال رعاياها، وأشارت هنا إلى منع تقديم أي إعانات عمومية، ووقف التحويلات المالية من فرنسا، وفوق ذلك وقف إصدار التأشيرات.
وسبق لوزراء في حكومة فرانسوا بايرو الساقطة، وعلى رأسهم وزير الداخلية، برونو روتايو، أن اتهموا الجزائر بعدم استقبال رعاياها الذين صدرت بحقهم قرارات طرد من التراب الفرنسي، غير أن تلك الاتهامات تبيّن زيفها، لأن مصالح وزارة الداخلية الفرنسية تورطت في ترحيل جزائريين خارج القوانين والأعراف القنصلية التي تحكمها اتفاقيات ثنائية، وتؤطرها اتفاقية فيينا لسنة 1961 للعلاقات القنصلية.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post لوبان تتهم ماكرون بالركوع أمام الجزائر وتدعو لوقف التأشيرات appeared first on الشروق أونلاين.