محمد خلفاوي لـ “الوطنية تي في”:غويتا وقع في خطأ استراتيجي فادح مع الجزائر

وصف الخبير الأمني والعقيد المُتقاعد محمد خلفاوي، التحديات الأمنية في دول الجوار بـ “المُقلقة”، ووصف أيضًا التغير الحقيقي الذي حدث في اتجاهات الرأي المالي بـ “المُفاجأة السيئة وغير المتوقعة”.

وقال المتحدث، لدى نزوله ضيفًا على قناة “الوطنية تي في”: “أنا شخصيا لم أكن أنتظر أنه سيأتي اليوم الذي ستصعد فيه مالي لهجتها اتجاه الجزائر وهي البلاد التي كانت تحتضنها كالرضيع الذي يعاني من أمراض كثيرة لا سيما الإفلاس بسبب معاناتها من الاستعمار”، وفتح المُتحدث قوسا للحديث عن الاتهامات التي وجهها المجلس العسكري في مالي إلى الجزائر بمساندة الإرهاب، وقال إنها “سابقة لم نشهد لها مثيل في الوقت الذي قدمت لهم يد المساعدة باحتضانها لاتفاق السلام المبرم بين حكومة المالي وحركات الأزواد الشمال وهذا أمر طبيعي لأنها دولة مجاورة وانعدام الاستقرار فيها ينطوي على مخاطر تهدد سلامتنا الترابية”.

واعتبر العقيد المتقاعد محمد خلفاوي أن “المجلس العسكري في مالي تسرع في اتخاذ قرار إنهاء اتفاق السلام والمُصالحة الوطنية الذي ترعاه البلاد لأنه أنقذها من الانقسام سابقا بالنظر إلى النزعة الانفصالية التي كانت مطروحا عام 2012 “.

ويرى المتحدث أن “أسيمي غويتا قائد المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعدة سلسة من الانقلابات العسكرية في عامي 2020 و 2021 وقع في خطأ استراتيجي فادح مع الجزائر التي كانت تسعى دائما لتهدئة الأوضاع، وبتصنيفه حركات الأزواد التي تتمركز في منطقة شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر تنظيمات إرهابية يكون قد بلغ نُقطة اللاعودة والسؤال المطروح اليوم هو: كيف سيعود ويعدل عن قراره اليوم”.

وحول انسحاب مُقاتلي شركة “فاغنر” من مالي واستبدالها بالفيلق الإفريقي الرُوسي وتصوراته حول السيناريوهات المُقبلة، يُؤكد الخبير الأمني والعقيد المتقاعد محمد خلفاوي أننا “اليوم مطالبين بتجاوز هذه الأوضاع لا سيما وأن البلدان الثلاثة المكونة حاليا لتحالف دُول الساحل: بوركينافسو، النيجر ومالي هي دول ضعيفة والسؤال الملح الذي يحضر اليوم: من يقف ورائهم؟ ورئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سبق له وأن تحدث حول هذا الأمر وأعطى تشخيصه على المدى الطويل حول من يقف ورائهم وماذا يريدون؟ ونحن نعلم جيدا أنها ليست الإمارات التي تُزعجنا ولا المخزن أيضا هُو من يقلقنا ويُزعجنا لأنها مجرد مكاتب أعمال”، وبتعبيره “الجزائر تتمتع بكامل القدرات والقوة اللازمة من أجل تجاوز هذه التجاوزات”.

وفي رده على سؤال حول ما “إذا يجب على الجزائر أن تنتظر تغييرا من الداخل المالي والنيجيري؟”، قال المتحدث: “نعم بإمكاننا ترقب تغيير داخلي” وعاد للحديث عن طريقة تولي أسيمي غويتا زمام الأمور في مالي، وتساءل عن الضمانات التي تلقاها هذا الأخير وكيف تطاول ليُوظف “التوارق” ضمن المناكفة السياسية مع البلاد مع العلم أن النمط القبلي الموجود في تلك المنطقة يبقي على التشابك والترابط بين العائلات المقيمة فيها وهذا أمر معروف وشائع“.

The post محمد خلفاوي لـ “الوطنية تي في”:غويتا وقع في خطأ استراتيجي فادح مع الجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.