إيران في مواجهة محور الشر

تمكّنت إيران من امتصاص صدمة الضربة الأولى التي وجّهها الكيان الصهيوني المخادع، والتقطت أنفاسها لترد بقوة على العدوان الغاشم وتدك الأراضي الفلسطينية المغتصبة برشقات صاروخية غير مسبوقة، جعلت ملايين الصهاينة لا يخرجون من ملجأ إلا لدخول آخر. ورغم التعتيم الإعلامي والحصار الذي يضربه جيش الكيان على المناطق التي استهدفتها الجمهورية الإيرانية في قلب الكيان، فإن […] The post إيران في مواجهة محور الشر appeared first on الشروق أونلاين.

يونيو 14, 2025 - 22:12
 0
إيران في مواجهة محور الشر

تمكّنت إيران من امتصاص صدمة الضربة الأولى التي وجّهها الكيان الصهيوني المخادع، والتقطت أنفاسها لترد بقوة على العدوان الغاشم وتدك الأراضي الفلسطينية المغتصبة برشقات صاروخية غير مسبوقة، جعلت ملايين الصهاينة لا يخرجون من ملجأ إلا لدخول آخر.
ورغم التعتيم الإعلامي والحصار الذي يضربه جيش الكيان على المناطق التي استهدفتها الجمهورية الإيرانية في قلب الكيان، فإن ما تسرب من صور وتقارير، يقدّم صورة واضحة عن الأضرار التي ألحقتها الصواريخ الفرط صوتية والبالستية في سياق “الوعد الصادق 3” بقلب يافا- تل أبيب.
لقد مارس الكيان الصهيوني خداعا إستراتيجيا، عبر الولايات المتحدة الأمريكية التي فاوضت إيران لمدة شهرين، بمسقط، ولكنها كانت في الواقع تفسح المجال أمام الموساد لاستكمال استعداداته لضرب المواقع النووية والقضاء على البرنامج النووي الإيراني، الذي يهدف إلى مد العالم الإسلامي بقنبلة نووية ثانية بعد قنبلة باكستان. هذا الخداع ظهر بشكل جلي في تصريحات “تاجر العقارات” ترامب الذي بدأ منذ أسبوعين بسلسلة من التصريحات، تمهّد للضربة الصهيونية وتشوّش على كل محاولة لاستقراء النيّات الغربية والصهيونية، تجاه إيران في هذا التوقيت بالذات.
لقد جرى العدوان في وقت كانت فيه الولايات المتحدة الأمريكية تتلاعب بالمفاوضات، عبر إطلاق التهديدات وتشتيت الجهود الإيرانية في حصر المخاطر، ولكن إيران، التي فقدت بعض التوازن في الضربة الأولى بفعل ما خسرته من قيادات عسكرية من الصف الأول، زيادة على زبدة العلماء، وحالة الذهول التي يمكن استشفافها من صمت الدفاعات الجوية، قبل أن تعود لتدوي في سماء طهران بعد ساعات من العدوان، استطاعت نقل الرعب إلى الطرف الآخر ودكّ أركان الكيان ومن معه.
وبغض النظر عن الخسائر التي سجلتها إيران، خاصة من الشهداء، فإن الرد جاء متناسبا نسبيا مع العدوان وسقط عدد من الصهاينة قتلى أو جرحى وسط “تل أبيب”.
الرئيس الأمريكي سارع إلى التعبير عن فرحته بالعدوان ودعمه للكيان، كما سارع رؤساء الدول الاستعمارية وإمبراطوريات الشر القديمة المتجدّدة، إلى مؤازرة النازية الصهيونية، بداية بماكرون ومستشار ألمانيا الجديد وغيرهما من دعاة القضاء على كل ما هو إسلامي.
ولكن المفاجأة أخرست ألسنتهم بعد الرد الإيراني، ردّ حمل قدرة كبيرة على التكيّف مع الوضع الجديد وامتصاص الصدمات، واستعادة المبادرة عبر الهجوم بالصواريخ البالستية والمسيّرات والغواصات. لقد كان واضحا أن الجميع يسعى إلى تمكين الكيان من توجيه ضربة قاتلة إلى إيران، حتى يسهل بعدها الإطاحة بالنظام وإغراق البلد في الفوضى. لكن مساعي الكيان ومحور الشر الواقف معه تبخّرت وخسر الجميع الرهان إلى حد الآن، فالمعروف أن الإيرانيين متحكّمون فيما يسمّونه “الصّبر الإستراتيجي” الذي يسمح لهم بالعودة بهدوء إلى المواجهة عبر نظرية “توازن الرعب”، في انتظار ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية التي سارعت إلى إرسال بارجة حربية أخرى إلى المنطقة للدفاع عن حليفتها، رغم المسارعة إلى نفي المشاركة في العدوان.
والخلاصة التي يمكن الخروج بها الآن بعد ساعات من العدوان الصهيوني على إيران، يمكن حصرها في أن إيران بعمقها الإستراتيجي وقدراتها العسكرية، لا يمكن أن تكون لقمة سائغة لليهود الصهاينة.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post إيران في مواجهة محور الشر appeared first on الشروق أونلاين.