الحياة.. قدر ضغط كبير (كيكوطة) وكل يوم يزيد “الضغط حبة حبة”

أيها الإخوة الكرام، ويا رفقاء الدرب الطويل الذي لا ينتهي ! إن حياتنا هذه أشبه ما تكون بقدر ضغط عملاق( كيكوطة) كما تسمى في بعض المناطق، كل يوم تضاف إليها “حبة ضغط” جديدة من مسؤوليات وهموم، ونحن بدورنا نحاول أن نتظاهر بأن “الصفارة” لم تنطلق بعد او على الاقل نحاول التحكم فيها او محاولة تاخير […] The post الحياة.. قدر ضغط كبير (كيكوطة) وكل يوم يزيد “الضغط حبة حبة” appeared first on الجزائر الجديدة.

مايو 12, 2025 - 15:11
 0
الحياة.. قدر ضغط كبير (كيكوطة) وكل يوم يزيد “الضغط حبة حبة”

أيها الإخوة الكرام، ويا رفقاء الدرب الطويل الذي لا ينتهي ! إن حياتنا هذه أشبه ما تكون بقدر ضغط عملاق( كيكوطة) كما تسمى في بعض المناطق، كل يوم تضاف إليها “حبة ضغط” جديدة من مسؤوليات وهموم، ونحن بدورنا نحاول أن نتظاهر بأن “الصفارة” لم تنطلق بعد او على الاقل نحاول التحكم فيها او محاولة تاخير انطلاقها وعندها ستكون الكارثة .

تخيل نفسك أيها القارئ العزيز داخل هذه “الكيكوطة” المسماة “الدنيا”. أول “حبة ضغط” ترمى نفسها عليك بكل ثقلها هي مسؤولية العمل ومشاكله التي لا تنتهي ابدا ، مشكل مع العمال فيما بينهم وعلى امور تافهة في اغلب الاحيان ، ومشاكل مع المسؤولين احيانا اخرى وانت تقول “ربي يرزقني الصبر”.

الثانية هي فواتير الكهرباء الغاز والماء والكراء و التي تصيب جيبك بالشلل التام وتدمر اعصابك ، وانت تقول “ربي يجيب الخير”. الثالثة زحمة الطرقات التي تستنزف الأعصاب وسياقة بعض الشباب وحتى بعض كبار السن المتهورة والخطيرة ،و انت تتمتم و تقول في نفسك “ربي يهديهم ان شاء الله “.

وهكذا تستمر “حبات الضغط” في التراكم حتى يمتلئ القدر او ما يسمى (الكوكوطة) عن آخره، ونحن ما زلنا نبتسم قائلين الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ونقول في سرنا وحتى بصوت مرتفع مصحوب بتنهيدة من اعماق القلب يسمعها من حولنا ونحن نقول “كل شيء على ما يرام”!.

في “مطبخ” الحياة الزوجية، تبدأ “الحرارة” بالارتفاع تدريجيًا. فبعد يوم عمل شاق و مرهق، تجلس لتستريح قليلاً في بيتك لتشاهد مباراة كرة قدم او حتى متابعة اخبار العالم ومايدور حولك ، فتسمع صوت “الشريك” وهنا المقصود به الزوجة والتي تكون المسكينة غارقة طوال اليوم في تسيير شؤون البيت وتنظيم اموره وتنظيفه زيادة على مراجعة دروس الاولاد واصطحابهم الى المدرسة في اغلب الاحيان .

هذا الزوجة المسكينة المغلوبة على امرها والتي ليس لها الوقت للتنفس الا عندما ترجع انت من العمل ودون ان تشعر تبدء في سرد احداث يومها الشاق ومشاكلها مع اهلك ان كان تقيم بينهم ومعهم او مشاكل اهلها وانت ترد بعصبية ليس الان وهنا وفي هذه اللحظة بالضبط تشتعل الامور بينكم ويبدء الشجار اليومي كمسلسل تلفزيوني بحلقات لا تنتهي و الدراما تزيد يوما بعد يوم . هنا تشعر بالضغط يصعد إلى خمسة بار وأنت تتمتم في داخلك “يا رب صبرني!”.

أما مع “الحبات” الصغار، واقصد بذلك الاولاد مهما كان عددهم فحدث ولا حرج! يتحول البيت إلى ساحة معركة بالوسائد، وكل دقيقة يأتي أحدهم يشكو أخاه او اخته، فتشعر بـ “صفارة” رأسك تكاد تنطلق وأنت تحاول عبثًا لعب دور الأب الحكيم الهادئ. وفي “سوق” الحياة اليومية، حيث نسعى لقضاء حاجاتنا، يزداد الضغط بشكل ملحوظ. تقف في طوابير لاتنتهي عند شراء الخبر وفي مراكز التسوق وفي انتظار دورك عند الطبيب او في المستشفى لسويعات او حتى اليوم كله احيانا ، ثم يأتي احدهم الذي يظن نفسه أذكى من الجميع ويحاول أن يتقدم الصف او الطابور ( يحرق لاشان) بحجة “عندي برك حاجة خفيفة!”. هنا تشعر بالضغط يغلي كالزيت في المقلاة.

أما في “معترك” العمل، فحدث ولا حرج ! يتصل بك “صاحب العمل” في آخر لحظة ويطلب منك إنجاز ملف مستعجل قبل نهاية اليوم، فتشعر بالضغط يلتف حول عنقك كحبل مشدود. ويزيد الطين بلة زميلك الذي يبدأ بسرد “قصة حياته” المملة بينما انت غارق في انهاء ما طلبه منك مديرك قبل نهاية اليوم .

أما في “علب السردين” المسماة “الترانسبور” بمعنى وساءل النقل المختلفة من حافلة او قطار او مترو او غيره ، فالوضع لا يختلف كثيرًا. تجد نفسك محشورًا بين الركاب كـ “السمكة “، أحدهم يعطس في وجهك بلا أدنى احترام للآخرين، والآخر تفوح منه رائحة عطر “قاتلة” او راءحة العرق التي تحبس الانفاس .

هنا تشعر بالضغط يخنقك ويلتف حول عنقك. وفي الحي الذي تقيم فيه المسمى “الزنقة”، تسير بهدوء وفجأة تجد سائقًا يدور بسيارته حولك بحثًا عن موقف ويكاد يصدمك من الخلف. هنا تشعر بالضغط يلاحقك كـ “كلب مسعور”. وأخيرًا، في دهاليز “الإدارة” الرسمية، تذهب للحصول على ورقة بسيطة، فيبدأون برميّك من مكتب إلى آخر، وكل موظف يقول لك “هذا ليس من اختصاصي!”.

هنا تشعر بالضغط يحاصرك كمتاهة لا مخرج منها. يا إخوتي الأعزاء، هذه مجرد “عينات” بسيطة من “الضغط اليومي” الذي نعيشه و نتجرع بسببه “الهم والغم”. ولكن ماذا عسانا أن نفعل؟ نضحك على أنفسنا قليلًا، ونقول “الدنيا هكذا”، ونستمر في “الجهاد” داخل هذه “الكيكوطة” المسماة “الحياة” سلاحنا الوحيد فيها هو الصبر .

لعل وعسى يأتي يوم “الفرج” وتنقص “حبات الضغط” او ربما تختفي نهائيا ( وهذا لن يحدث ابدا طبعا) ونستريح قليلًا! الأهم ألا ندع “الكيكوطة” تنفجر بنا وبمن حولنا!. استمتع بحياتك داخل هذه الكيكوطة المسماة الدنيا وكان الله في عونك وعوننا جميعا وانا هنا واحد منكم ولا تنسى اخي المكافح والمقاوم ان تصمد قدر المستطاع و تذكر داءما ان الصبر هو مفتاح الفرج .

الاستاذ بوعلام زيان

 

The post الحياة.. قدر ضغط كبير (كيكوطة) وكل يوم يزيد “الضغط حبة حبة” appeared first on الجزائر الجديدة.