الرئيس تبون في ليوبليانا: الجزائر تفتح بوابة الشراكة مع شرق أوروبا
في خطوة دبلوماسية غير مسبوقة، شرع اليوم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في زيارة رسمية إلى جمهورية سلوفينيا، بدعوة من نظيرتها ناتاشا بيرتس موسار. وتُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى دولة من أوروبا الشرقية منذ سقوط جدار برلين، ما يعكس البعد الاستراتيجي الذي توليه الجزائر لتعزيز حضورها في الفضاء الأوروبي الناشئ. حركية [...] ظهرت المقالة الرئيس تبون في ليوبليانا: الجزائر تفتح بوابة الشراكة مع شرق أوروبا أولاً على الحياة.

في خطوة دبلوماسية غير مسبوقة، شرع اليوم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في زيارة رسمية إلى جمهورية سلوفينيا، بدعوة من نظيرتها ناتاشا بيرتس موسار.
وتُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى دولة من أوروبا الشرقية منذ سقوط جدار برلين، ما يعكس البعد الاستراتيجي الذي توليه الجزائر لتعزيز حضورها في الفضاء الأوروبي الناشئ.
حركية متصاعدة في العلاقات الثنائية
شهدت العلاقات الجزائرية السلوفينية في السنوات الأخيرة طفرة نوعية، تجسدت من خلال فتح سفارتين في الجزائر وليوبليانا، وتكثيف الزيارات رفيعة المستوى، بما يعكس الإرادة المشتركة في دفع العلاقات نحو آفاق أرحب.
وتأتي زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس تبون كتتويج لهذا المسار، وفرصة لتعميق التشاور السياسي، واستكشاف آفاق تعاون جديدة ضمن خطة عمل مشتركة.
تعزيز التنسيق الدولي والعلاقات متعددة الأطراف
عزّز البلدان التنسيق في المحافل الدولية، وخاصة داخل مجلس الأمن الدولي، حيث يتقاسمان عضوية غير دائمة، ويجمعهما التزام مشترك بإيجاد حلول سلمية للنزاعات وتعزيز الاستقرار.
كما يشترك الطرفان في رؤية موحدة تجاه قضايا محورية، مثل القضية الفلسطينية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، انطلاقاً من قيم تاريخية مشتركة.
محطات بارزة في المسار الثنائي
نوفمبر 2023: في إطار هذه الرؤية التوافقية، وبمناسبة الزيارة التي قام بها وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد أحمد عطاف، إلى ليوبليانا، أكد رئيس الجمهورية في رسالة لنظيرته السلوفينية، حرصه على العمل معها لاستغلال كافة الفرص المتاحة للارتقاء بالعلاقات الجزائرية-السلوفينية إلى أسمى المراتب المتاحة.
- ماي 2023: زيارة وزيرة الخارجية السلوفينية تانجا فاجون إلى الجزائر، وُقعت خلالها اتفاقيات، منها الإعفاء من التأشيرات الدبلوماسية.
- ماي 2024: زيارة رئيس الوزراء السلوفيني روبرت غولوب، شملت اتفاقيات في الطاقة، البيئة، الذكاء الاصطناعي، والتعليم العالي، وإنشاء لجنة مشتركة.
- أوت 2024: زيارة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إلى ليوبليانا، تُوجت بإعلان تعاون في الذكاء الاصطناعي، الرقمنة، الطاقة، والفضاء.
- نوفمبر 2024: عطاف ينقل رسالة من الرئيس تبون إلى نظيرتها السلوفينية، تؤكد الحرص على ترقية العلاقات.
- فيفري 2025: وفد سلوفيني مختص في تكنولوجيا الفضاء يزور الجزائر.
- مارس 2025: مصادقة مجلس الوزراء على مرسوم الإعفاء المتبادل من التأشيرات الدبلوماسية.
آفاق التعاون بين الجزائر وسلوفينيا
تشمل مجالات التعاون الاستراتيجي بين الجزائر وسلوفينيا:
- الطاقة: الجزائر من أبرز مزودي سلوفينيا بالغاز، وشهدت صادراتها في 2024 ارتفاعًا بـ200 مليون متر مكعب.
- الطاقات المتجددة: الهيدروجين الأخضر، الطاقة الشمسية، والرياح.
- الرقمنة والذكاء الاصطناعي: تبادل خبرات ومذكرات تفاهم.
- الفضاء: شراكات بين الوكالة الفضائية الجزائرية ومؤسسات سلوفينية.
- التعليم العالي والبحث العلمي: برامج تبادل أكاديمي وتعاون علمي.
البُعد البرلماني والدبلوماسي الشعبي
عرف التعاون البرلماني دفعًا قويًا منذ تنصيب مجموعة الصداقة الجزائرية–السلوفينية في أكتوبر 2022.
وتوّج بزيارة رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي إلى سلوفينيا، ثم زيارة رئيسة الجمعية الوطنية السلوفينية أورشكا كلاكوتشار زوبانتشيتش إلى الجزائر في سبتمبر 2024، حيث تم التأكيد على القيم المشتركة والدفاع عن العدالة.
في ذات السياق، أجرت رئيسة سلوفينيا في رسالة تهنئة لرئيس الجمهورية، إثر انتخابه لعهدة ثانية في سبتمبر الفارط، نوهت بالعلاقات الثنائية “المتميزة” بين البلدين، كما عبرت عن تطلعها لمواصلة العمل معه، في ظل ما تحقق من إنجازات على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف، لاسيما بمجلس الأمن الدولي.
نحو شراكة متجذرة
تعكس هذه الزيارة عزم البلدين على ترسيخ شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، قائمة على الاحترام المتبادل وتطابق الرؤى حول التحديات الإقليمية والدولية. ومن المنتظر أن تُشكل محطة حاسمة لتوسيع التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، خصوصًا ضمن مجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة.
ظهرت المقالة الرئيس تبون في ليوبليانا: الجزائر تفتح بوابة الشراكة مع شرق أوروبا أولاً على الحياة.