الشيخ سي الصديق بن اعراب, قائد المقاومة الذي أخضع "مارشالات" الجيش الاستعماري
تيزي وزو - منذ 168 سنة خلت, اعتقد الجيش الاستعماري الفرنسي أن احتلال الجزائر كان أمرا نهائيا ومكسبا لا ينضب, حين أشعل الشيخ سي الصديق بن اعراب فتيل انتفاضة زعزعت يقين الجيش الاستعماري أمام الالتزام الوطني للشعب الجزائري, ذلك الالتزام الذي لم ينفك عن إخضاع "مارشالات" فرنسا. وقد شكل الشيخ سي الصديق بن اعراب, المدعو "سي الصديق ولد الشيخ اعراب"، خلال سنة 1857 "روح الانتفاضة بمنطقة القبائل", وفق ما ذكره الباحث في التاريخ الدكتور عبد الناصر بلعيد, خلال لقاء نظمه اليوم الاثنين المجلس الشعبي البلدي لتيزي راشد, مسقط رأس هذا البطل في سنة 1815. ولفت الدكتور بلعيد, الذي يعكف حاليا على تحضير كتاب حول هذا القائد الاستثنائي, إلى أن الشيخ الصديق بدأ نشاطاته المناهضة للجيش الاستعماري منذ يناير 1855, حيث نجح في فرض حدود لا يسمح للجيش الفرنسي بتجاوزها, وهو الأمر الذي اعترف به المارشال راندون في العديد من تقاريره. ولم يكتف الشيخ الصديق بالحدود التي رسمها بنفسه, بل خاض عدة معارك خارج قواعده بدراع الميزان، بوغني، مشطراس وواضية, حيث لم يكن ينتظر قدوم العدو لمواجهته, يقول الدكتور بلعيد, وهو دبلوماسي سابق, مشيرا إلى وجود تقارير سرية فرنسية تفيد بوجود الشيخ الصديق بوادي الصومام. كما أكد وجود تنظيم وتنسيق كبيرين بين الشيخ الصديق ولالة فاطمة نسومر وسي الحاج اعمر (مقدم الطريقة الرحمانية), بعد وفاة الشريف بوبغلة في 1854, سيما عقب الانتصارات التي حققها بوبغلة ولالة فاطمة نسومر والشيخ الصديق ضد الحملة التي قادها راندون سنة 1854، وهي الحملة التي أصيب خلالها المارشال باتريس دي ماك ماهون الذي أصبح لاحقا رئيسا للجمهورية الفرنسية سنة 1873. ووفقا للدكتور بلعيد, فإن الشيخ الصديق هو الوحيد الذي استطاع, إلى جانب الأمير عبد القادر, البقاء في حالة حرب دائمة مع الجيش الفرنسي لمدة أكثر من شهر. وقد انتهت ملحمة الشيخ الصديق بهزيمة في معركتي إيشيريدن (25 يونيو 1857) وأمون إيزم (30 يونيو 1857), حيث تم توقيفه في اليوم الموالي واعتقاله بتيزي وزو قبل نقله إلى الجزائر العاصمة ومن ثم ترحيله إلى فرنسا ليسجن بحصن جزيرة سانت مارغريت. وقد جرى الحديث عن عودة محتملة للشيخ إلى الجزائر بشرط تعهده بعدم حمل السلاح مجددا, لكنه رفض ذلك وفاء لشعاره "أنرز والا نكنو" (الموت ولا الركوع). ووفقا لوثيقة للجيش الاستعماري الفرنسي, يحوز الدكتور بلعيد على نسخة منها, فإن المارشال راندون لم يكتفِ بنفي الشيخ سي الصديق, بل "أقصاه من الجزائر".

تيزي وزو - منذ 168 سنة خلت, اعتقد الجيش الاستعماري الفرنسي أن احتلال الجزائر كان أمرا نهائيا ومكسبا لا ينضب, حين أشعل الشيخ سي الصديق بن اعراب فتيل انتفاضة زعزعت يقين الجيش الاستعماري أمام الالتزام الوطني للشعب الجزائري, ذلك الالتزام الذي لم ينفك عن إخضاع "مارشالات" فرنسا.
وقد شكل الشيخ سي الصديق بن اعراب, المدعو "سي الصديق ولد الشيخ اعراب"، خلال سنة 1857 "روح الانتفاضة بمنطقة القبائل", وفق ما ذكره الباحث في التاريخ الدكتور عبد الناصر بلعيد, خلال لقاء نظمه اليوم الاثنين المجلس الشعبي البلدي لتيزي راشد, مسقط رأس هذا البطل في سنة 1815.
ولفت الدكتور بلعيد, الذي يعكف حاليا على تحضير كتاب حول هذا القائد الاستثنائي, إلى أن الشيخ الصديق بدأ نشاطاته المناهضة للجيش الاستعماري منذ يناير 1855, حيث نجح في فرض حدود لا يسمح للجيش الفرنسي بتجاوزها, وهو الأمر الذي اعترف به المارشال راندون في العديد من تقاريره.
ولم يكتف الشيخ الصديق بالحدود التي رسمها بنفسه, بل خاض عدة معارك خارج قواعده بدراع الميزان، بوغني، مشطراس وواضية, حيث لم يكن ينتظر قدوم العدو لمواجهته, يقول الدكتور بلعيد, وهو دبلوماسي سابق, مشيرا إلى وجود تقارير سرية فرنسية تفيد بوجود الشيخ الصديق بوادي الصومام.
كما أكد وجود تنظيم وتنسيق كبيرين بين الشيخ الصديق ولالة فاطمة نسومر وسي الحاج اعمر (مقدم الطريقة الرحمانية), بعد وفاة الشريف بوبغلة في 1854, سيما عقب الانتصارات التي حققها بوبغلة ولالة فاطمة نسومر والشيخ الصديق ضد الحملة التي قادها راندون سنة 1854، وهي الحملة التي أصيب خلالها المارشال باتريس دي ماك ماهون الذي أصبح لاحقا رئيسا للجمهورية الفرنسية سنة 1873.
ووفقا للدكتور بلعيد, فإن الشيخ الصديق هو الوحيد الذي استطاع, إلى جانب الأمير عبد القادر, البقاء في حالة حرب دائمة مع الجيش الفرنسي لمدة أكثر من شهر.
وقد انتهت ملحمة الشيخ الصديق بهزيمة في معركتي إيشيريدن (25 يونيو 1857) وأمون إيزم (30 يونيو 1857), حيث تم توقيفه في اليوم الموالي واعتقاله بتيزي وزو قبل نقله إلى الجزائر العاصمة ومن ثم ترحيله إلى فرنسا ليسجن بحصن جزيرة سانت مارغريت.
وقد جرى الحديث عن عودة محتملة للشيخ إلى الجزائر بشرط تعهده بعدم حمل السلاح مجددا, لكنه رفض ذلك وفاء لشعاره "أنرز والا نكنو" (الموت ولا الركوع).
ووفقا لوثيقة للجيش الاستعماري الفرنسي, يحوز الدكتور بلعيد على نسخة منها, فإن المارشال راندون لم يكتفِ بنفي الشيخ سي الصديق, بل "أقصاه من الجزائر".