جمعية العلماء المسلمين الجزائريين – شعبة عين ولمان سطيف – الملتقى الوطني الثاني عشر دور المؤسسات التربوية والجامعية في صناعة الإنسان: نحو نموذج وطني نهضوي بالمركز الثقافي مفدي زكرياء يوم السبت 03 جمادى الأولى 1447 هـ/ 25 أكتوبر 2025

أولًا: ديباجة الملتقى لم تكن صناعة الإنسان عبر التاريخ مجرّد عملية تعليمية أو تدريبية، بل كانت مشروعًا حضاريًا متكاملًا تتداخل فيه المعرفة والقيم والمهارة، وتتفاعل فيه التربية والتعليم مع الثقافة والاقتصاد والسياسة. والأمم التي بلغت الريادة كانت تلك التي أحسنت بناء إنسانها قبل عمرانها، فأنتجت أجيالًا تحمل مشروعًا فكريًا وأخلاقيًا، وتملك أدوات الإبداع والإنتاج. واليوم، …

سبتمبر 17, 2025 - 16:25
 0
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين – شعبة عين ولمان سطيف – الملتقى الوطني الثاني عشر دور المؤسسات التربوية والجامعية في صناعة الإنسان: نحو نموذج وطني نهضوي بالمركز الثقافي مفدي زكرياء يوم السبت 03 جمادى الأولى 1447 هـ/ 25 أكتوبر 2025

أولًا: ديباجة الملتقى
لم تكن صناعة الإنسان عبر التاريخ مجرّد عملية تعليمية أو تدريبية، بل كانت مشروعًا حضاريًا متكاملًا تتداخل فيه المعرفة والقيم والمهارة، وتتفاعل فيه التربية والتعليم مع الثقافة والاقتصاد والسياسة. والأمم التي بلغت الريادة كانت تلك التي أحسنت بناء إنسانها قبل عمرانها، فأنتجت أجيالًا تحمل مشروعًا فكريًا وأخلاقيًا، وتملك أدوات الإبداع والإنتاج. واليوم، في ظل تحوّلات كبرى تعصف بالعالم — من الثورة الصناعية الرابعة، الذكاء الاصطناعي، التحولات المناخية والعولمة الثقافية، إلى إعادة تشكيل خرائط القوة والنفوذ — تبرز صناعة الإنسان كقضية استراتيجية تتجاوز البعد التعليمي لتصبح خيارًا مصيريًا في تحديد موقع الدول في سلّم الحضارة.
بالنسبة للجزائر، التي تمتلك رصيدًا حضاريًا عميقًا وطاقات بشرية واعدة، يشكّل هذا التحدي فرصة تاريخية لإعادة صياغة منظومتها التربوية والجامعية، بحيث تتحوّل من مؤسسات ناقلة للمعرفة إلى مؤسسات صانعة للإنسان النهضوي: إنسان راسخ الهوية، واسع الأفق، قادر على الابتكار ومتفاعل إيجابيًا مع محيطه المحلي والعالمي. ويتطلّب ذلك الاستفادة الواعية من التجارب العالمية الناجحة والنماذج الإسلامية الرائدة، مع تكييفها وفق الخصوصيات القيمية والاجتماعية الوطنية، لضمان بناء أجيال تصنع المستقبل ولا تستهلكه.

ثانيًا: إشكالية الملتقى
رغم تعدّد مبادرات الإصلاح التربوي والجامعي في الجزائر، لا تزال المخرجات بعيدة عن تحقيق التكامل المنشود بين المعرفة والقيم والمهارة، وعن إعداد الإنسان القادر على مواكبة التحولات العالمية وصياغة مشروع نهضوي وطني. وفي المقابل، تفرض السياقات الدولية تحديات جديدة تتعلق بقدرة المنظومات التعليمية على الاندماج في الاقتصاد المعرفي، التكيّف مع التحول الرقمي والتعامل مع الضغوط القيمية الناتجة عن العولمة. وينطلق هذا الملتقى من التساؤل المركزي:
كيف يمكن أن تتحول المؤسسات التربوية والجامعية الجزائرية إلى منصات استراتيجية لصناعة الإنسان النهضوي، من خلال تكامل القيم والمعرفة والمهارة، استلهام التجارب العالمية والإسلامية الرائدة وتكييفها مع بيئتنا الثقافية والاجتماعية؟
ويتفرع عن هذا التساؤل الرئيسي أسئلة فرعية، منها:
– ما الفلسفة التربوية الأنسب لصناعة الإنسان في الجزائر المعاصرة؟
– كيف يمكن استلهام النماذج الدولية والإسلامية الرائدة دون فقدان الهُوية أو الوقوع في الاستنساخ؟
– ما السياسات المؤسسية التي تضمن ارتباط التعليم بمشاريع التنمية الوطنية، وتعزز وظيفة الجامعة كمحرك للإبداع والابتكار؟

ثالثًا: أهداف الملتقى
– تحليل فلسفي وحضاري لمفهوم صناعة الإنسان وأبعاده في السياق التربوي والجامعي.
– تفكيك التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية في الجزائر في ظل التحولات العالمية.
– استعراض نقدي للتجارب العالمية والإسلامية الناجحة في الربط بين التعليم وصناعة الإنسان.
– بلورة نماذج تطبيقية قابلة للتكييف مع السياق الجزائري، تضمن تكامل القيم والمعرفة والمهارة.
– صياغة مقترحات عملية حول السياسات التربوية والجامعية الكفيلة ببناء الإنسان النهضوي.

رابعًا: محاور الملتقى
المحور الأول: الأسس الفلسفية والحضارية لصناعة الإنسان.
– دراسة الجذور الفكرية لمفهوم صناعة الإنسان في الحضارات الإنسانية.
– المقارنة بين التصور المادي الغربي والرؤية القيمية الإسلامية.
– البعد الأخلاقي والروحي كشرط لاستدامة النهضة.
– إسهامات الفكر الجزائري (مالك بن نبي نموذجًا) في تحديد مركزية الإنسان في مشروع النهضة.
المحور الثاني: دور المؤسسات التربوية في بناء الشخصية القيمية والإبداعية.
– المناهج التعليمية بين التلقين والتحفيز على التفكير النقدي والإبداعي.
– دور المعلم في الانتقال من ناقل للمعرفة إلى مُوجّه ومُلهم.
– التربية القيمية في المدرسة الجزائرية: تحديات وإمكانات التطوير.
المحور الثالث: الجامعة كمحرك للتنمية المعرفية والابتكار
– البحث العلمي التطبيقي كجسر بين الجامعة والصناعة.
– إصلاح هياكل الجامعة الجزائرية لتعزيز الاستقلالية والمرونة.
– الحاضنات التكنولوجية ومراكز الابتكار كأدوات لبناء اقتصاد المعرفة.
المحور الرابع: تحديات صناعة الإنسان في الجزائر في ظل الثورة الصناعية الرابعة والعولمة الثقافية – – التحول الرقمي وأثره على مهارات الإنسان المستقبلية.
– العولمة الثقافية وتهديد الهوية الوطنية: استراتيجيات التحصين والانفتاح الواعي.
– التوازن بين التمكين التكنولوجي والحماية القيمية.
المحور الخامس: التجارب الدولية والإسلامية الرائدة في صناعة الإنسان عبر التربية
– إمكانية تكييف عناصر من هذه النماذج في الجزائر عبر إصلاح المناهج، تأهيل الكوادر، ربط التعليم بسوق العمل وتعزيز المحتوى القيمي والثقافي.
المحور السادس: السياسات التربوية والجامعية المستقبلية في الجزائر – نحو نموذج وطني لصناعة إنسان النهضة
– بلورة نموذج تربوي جزائري جامع بين الأصالة والمعاصرة.
– التخطيط الاستراتيجي للتعليم في ضوء الرؤية الوطنية للتنمية.
– التشريعات والسياسات العمومية كأدوات داعمة لمشروع صناعة الإنسان.
– نحو ميثاق وطني للتربية والجامعة يعيد الاعتبار لمركزية الإنسان.