غزّةُ تُصنَعُ على عينِ الله

د.خديجة عنيشل/ الناظرُ في الشأنِ اليهودي داخلَ الكيانِ الصهيوني يرى ملامحَ تدميرِ هذا الكيان الغاصب؛ النتن ياهو يُدمّرُ دولتَهُ بيديه. وإنَّ هذه الدولةَ المجرمةَ التي تُبيدُ غزة هي في الأصلِ تُبادُ بلا رجعة. غير أن غزةَ تحيا رغم آلةِ الموت، وتستيقظُ رغم إرادة الشرِّ التي تحيقُ بها وتريدها أن تصمتَ إلى الأبد . غزةُ تصنعُ …

أبريل 28, 2025 - 14:07
 0
غزّةُ تُصنَعُ على عينِ الله

د.خديجة عنيشل/

الناظرُ في الشأنِ اليهودي داخلَ الكيانِ الصهيوني يرى ملامحَ تدميرِ هذا الكيان الغاصب؛ النتن ياهو يُدمّرُ دولتَهُ بيديه. وإنَّ هذه الدولةَ المجرمةَ التي تُبيدُ غزة هي في الأصلِ تُبادُ بلا رجعة. غير أن غزةَ تحيا رغم آلةِ الموت، وتستيقظُ رغم إرادة الشرِّ التي تحيقُ بها وتريدها أن تصمتَ إلى الأبد . غزةُ تصنعُ على عينِ الله يهيِّــؤُها اللهُ للفتحِ القادم.. ولدولةِ الإسلامِ القادمة التي تُمكِّن للعدل ِوللحقِّ وللجمالِ والخير وللسلمِ والإيمان.
النتن ياهو اليوم برغمِ ادِّعائهِ القوةَ ملاحَقٌ طريد منبوذٌ في كل مكان لأنه قاتلُ الأطفال والأبرياء، وتوثيقُ جرائمِه واحدةٌ من اللعنات التي تلاحقه إلى الأبد فلا مجالَ للصهيونيِّ اليوم أن يخادعَ ويُخاتِلَ ويزوّرَ الحقائقَ كما فعلَ منذ نشأةِ سرطانِ الاحتلال. وسبحانَ الذي جعلَ كيدَ النتن في نحره؛ فقد ظنَّ أنه يقدرُ على إبادةِ غزةَ بجبروتِ طيرانهِ الحربيِّ الذي قتلَ ألوفَ الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ والرجال، وشرَّدَ ألوفَ العائلات وهدَّمَ عشراتِ المشافي والمدارسِ والبنايات .. لم يترك هذا الطيرانُ المجرمُ مفسدةً من المفاسدِ إلا وفعَلَها طيلةَ قرابة العامين دون توقّف. ومع كلِّ ذلك لم ينتصر المحتلُّ ولم يُحقق عسكَرُهُ هدفاً سوى القتل والترويع؛ وقد شهدَ بهذه الحقيقةِ شاهدٌ من الكيانِ نفسِه وهو الخبيرُ العسكريُّ آفي أشكنازي حيث قال قبل أيام: «إن الجيشَ الإسرائيليَّ فقد الاحترافيةَ ويتحوَّلُ إلى ميليشيا قتلٍ بلا أخلاقٍ وقيم». من كان يظنُّ أن رئيسَ حكومةِ هذا الجيش قاتلَ الأطفال ومجرمَ الحرب صار اليوم مُتَّهماً بتدمير دولته؟ !! فهذا الكاتبُ الصحفيُّ يوري مسغاف يكتبُ في صحيفةِ معاريف مقالاً يقولُ فيه بالحرف: إن النتن ياهو « لم يُدمر قطاعَ غزة فحسب، بل دمّر (إسرائيل) أيضا». وصيحاتُ العدوّ القادمة من بيت العنكبوت تُثبتُ أنَّ هذا العدوَّ بالفعلِ يتضعضعُ وينحسر ويتوجّع كما بشّرَ القرآنُ جُنودَهُ ورجالَه حين خاطَبهم خطابَ العزّةِ والنصرِ والتثبيت: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ}. وكلُّ المؤشّرات تدلُّ على أن هذا النتن ياهو الأرعن سيكونُ بعدَ استبسالِ المقاومة وجهادَها الكبير سبباً في اندثار دولةِ الكيان الصهيوني المجرمة،
ولعلَّ هذا ما دفعَ برئيسِ دولةِ الاحتلال إسحاق هرتسوغ في كلمته قبل يومين بمناسبة (ذكرى الهولوكوست) 27 أفريل قائلا: «لن يغفر التاريخُ لمن يتصرفون بعدمِ مسؤوليةٍ ويحاولون تفكيكَنا من الداخل، ولمن يهدمون الأرض تحت دولتنا…» وهذه الصيحةُ من رئيس الدولة تعني بالفعلِ أن مجتمعَ الكيانِ قد أصابهُ طاعونُ التفكُّك فهو يتكلَّمُ عن حالٍ واقعة، وسيظلُّ الصهاينةُ يتصايحون خشيةَ التفكك لأنهم شرذمةٌ ليس لهم جامع ولا تربطهم عروةٌ وُثقى، فهم ورمٌ زُرِعَ زرعاً في الجسدِ العربيِّ وسيبقى سرطاناً نشازاً لا حلَّ له إلا الاستئصال والكيّ، وهذا الحلُّ كان ليكونَ سهلاً ميسوراً لو دُعِمَ رجالُ المقاومة بموقفٍ رُجوليٍّ من دولِ الطوق التي تُحاصرُ أنظمتُها السياسيةُ المقاومةَ وتُسهمُ في تجويع أهلِ غزةَ وحصارهم، فهؤلاء الرجال قادرون على كسرِ شوكةِ المحتل لأنهم أعدُّوا ما استطاعوا فأرهَبوا العدو وصدّقوا قولَ الله فيهم: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} .
واليوم؛ بفضلِ طوفان الأقصى تحيا قضيةُ القدس وفلسطين في الوجدان العالمي استعداداً للفتحِ العظيم الذي يصنعُهُ قانونُ الاستبدالِ الربّاني حيثُ يحملُ لواءَ عقيدةِ الإسلامِ السمحة أهلُها الحقيقيّون: رجالُها الأنقياء الأصفياء ونساؤُها العاقلاتُ الطيّبات، سيقولُ التاريخُ ذاتَ يوم: إن أسودَ طوفانِ الأقصى من تحتِ الأرضِ في غزة بلا هواءٍ كافٍ ولا طعامٍ مُشبع ولا ماءٍ عذب وقد خذلهم الأخُ والقريب وحاصرَهم العدوُّ من كل صوب دافعوا عن شرفِ أمةٍ كاملة ولم يرضوا السقوط في عَفنِ المهانة والذلة والاستسلام، وفتحوا قلوبَ الناس في العالمِ أجمع على سماحةِ الإسلام .. وقوّةِ شريعته .. وجمالِ عقيدته، وعرَّفوا البشريةَ كلَّها على شعبٍ علَّمَها كيف يستمسكُ صاحبُ الحقِّ بحقِّه، وكيف يقبضُ المجاهدُ على جمرِ أرضه الطاهرة، وكيف يصبرُ الأحرار كلَّ هذا الصبر الأسطوري الذي لم تعرفهُ الدنيا من قبل.
بفضلِ الله ثم فضلِ رجال المقاومة وأهل الصبرِ في غزة صار العالَمُ يصدحُ بصوتِ فلسطين، ومن حيثُ أراد النتن ياهو إبادةَ غزة أحياها الله كنبتٍ أخرجَ شطأه، ومن حيثُ أرادَ جيشُ الاحتلال قتلَ الحياةِ في غزة أيقَظَها الله مثلَ فجرٍ تولَدُ به أمةٌ كاملة. أين من غزةَ كوريا الجنوبية؟؟؟ مسافةً وجنسيةً ومعتقداً وو ولكنَّنا صرنا نستفيقُ على خبرٍ يقول: نُشطاءُ كوريّون مؤيّدون لفلسطين يقتحمون مطعماً بداخلهِ سفير الكيان الصهيوني في كوريا الجنوبية رافي هارباز ويقطعونَ عليه أكلَه ويهتفون في وجهه: فلسطين حرة أوقفوا الإبادة وهم يرفعون الكوفية الفلسطينيةَ يطالبونَهُ بالمغادرة !!..وحين يخرج طلابُ جامعة ييل الأمريكية في تظاهرةٍ احتجاجية ضدَّ زيارة وزير الأمن القومي الصهيوني بن غفير وتدنيسه الحرم الجامعي ويرددون طيلةَ ليلةٍ كاملة «فلسطين حرة..غزة حرة» فاعلم أنَّ العالَمَ لم يعد كما كان . برغم التضحياتِ الجِسام وبرغمِ أبحرِ الدماء التي تروي دربَ الحريةِ في فلسطين سينبجسُ فجرُ الانتصار وتعودُ غزةُ ومعها كلُّ فلسطين عاصمةً للحقِّ ولدينِ الحق، وملاذاً آمناً لكلِّ البشر وعداً من الله {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} وبشارةً للمستضعفين من عباده {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} .