قمة الصين وقمة.. “الجزائر‪”!‬‬

في تزامن لافت، اجتمعت آسيا في بكين وإفريقيا في الجزائر، وكأن القدر أراد أن يبعث رسالة مزدوجة للعالم مختزلها، أن الهيمنة الأمريكية والوصاية الأوروبية ليسا قدراً محتوماً، فكما رفع التنين الصيني صوته في وجه العولمة الأمريكية ليعلن أن العالم أوسع من حدود واشنطن، رفعت الجزائر بدورها راية الثورة القديمة-الجديدة في وجه أوروبا، لتقول بصراحة: إفريقيا …

سبتمبر 5, 2025 - 17:27
 0
قمة الصين وقمة.. “الجزائر‪”!‬‬

في تزامن لافت، اجتمعت آسيا في بكين وإفريقيا في الجزائر، وكأن القدر أراد أن يبعث رسالة مزدوجة للعالم مختزلها، أن الهيمنة الأمريكية والوصاية الأوروبية ليسا قدراً محتوماً، فكما رفع التنين الصيني صوته في وجه العولمة الأمريكية ليعلن أن العالم أوسع من حدود واشنطن، رفعت الجزائر بدورها راية الثورة القديمة-الجديدة في وجه أوروبا، لتقول بصراحة: إفريقيا ليست مزرعة للرجل الأبيض، بل قارة لأبنائها، بسيادتها وقرارها واقتصادها‪.‬‬
قمتان بصوتين متباعدين جغرافياً، لكنهما يلتقيان في جوهر واحد: صناعة البديل. الصين جسّدت مشروعاً آسيوياً ينهض من رحم القوة الاقتصادية، والجزائر أعادت إلى إفريقيا روح التحرر من التبعية، مؤكدة أن القرار لم يعد يُصنع خارج حدودها‪.‬‬
إنها لحظة فارقة، لم تعد مجرد لقاءات دبلوماسية بروتوكولية، بل إعلان ثورة جديدة بأدوات العصر. ثورة قارتين قررتا أن تكتبا مساراً مختلفاً عن إملاءات واشنطن وباريس وبروكسل. قمتان، في الشرق والجنوب، جمعتا رسالة واحدة: العالم يتغيّر.. ومن لا يفهم لغة البدائل سيبقى أسيرا للتبعية والاحتواء .