مـجازر 8ماي 1945م و دورها في بعث الحركة التحررية في الجزائر

د. محمد سيف الإسلام بوفلاقة*/ لا يختلف اثنان على أن مجازر 8 ماي1945م،- على وجه أخصّ- قد حظيّت بعناية فائقة، واهتمام بالغ؛ قلّ أن نجد نظيراً له، ولا أدلّ على ذلك من المؤتمرات، والنّدوات، والأيّام الدّراسية التي نُظّمت في شتّى المدن الجزائرية، ويُضاف إلى هذه التّظاهرات العلميّة والثقافيّة؛ الكتب والمقالات، والأبحاث والدّراسات، التي نُشرت بشأنها، …

مايو 12, 2025 - 14:01
 0
مـجازر 8ماي 1945م و دورها في بعث الحركة التحررية في الجزائر

د. محمد سيف الإسلام بوفلاقة*/

لا يختلف اثنان على أن مجازر 8 ماي1945م،- على وجه أخصّ- قد حظيّت بعناية فائقة، واهتمام بالغ؛ قلّ أن نجد نظيراً له، ولا أدلّ على ذلك من المؤتمرات، والنّدوات، والأيّام الدّراسية التي نُظّمت في شتّى المدن الجزائرية، ويُضاف إلى هذه التّظاهرات العلميّة والثقافيّة؛ الكتب والمقالات، والأبحاث والدّراسات، التي نُشرت بشأنها، فقد نهض ثُـلَّة من المؤرخين والدارسين والباحثين على اختلاف توجّهاتهم بمهمّة مُقاربة تلك المجازر الرهيبة، درساً وتحليلاً؛ والحقيقة أننا لا نستغـرب أن تحظى شتَّى ذكريات ثورة التحرير المظفرة بعناية كبيرة؛ حيث إن ذكريات الثورة الجزائرية العظيمة كثيرة، ومتنوعة، بحيث لا يكاد يخلو شهر من الشهور من ذكريات خالدة، قدَّم فيها الشعب الجزائري تضحيات مجيدة، تفتخر بها الأجيال على مَـرِّ العصور والأزمنة، وعندما يُذكر شهر ماي يتبادر إلى أذهان الجزائريين تلك المظاهرات العارمة، وتلك المجازر الرهيبة والبشعة التي ارتكبتها قوات الاستدمار الفرنسي، وكانت لها جملة من الآثار والانعكاسات العميقة على مسار التاريخ الجزائري الحديث؛ إنها مجازر رهيبة لم يشهد التَّاريخ لها مثيلاً من قبل، إلى درجة أن عدداً غير قليل من المؤرخين، والدارسين يُشبهونها بمجازر أصحاب الأخدود في التاريخ القديم؛ فتلك المذابح الفظيعة لم تعرف الإنسانية لها نظيراً قطّ ، فيما شهدته من مذابح، وهمجيّات ارتكبها الجيش الفرنسي بوحشية خلال يوم واحد هو ثامن مايو من سنة خمسٍ وأربعين وتسعمائة وألفٍ؛ إنه يوم وياله من يوم حالك السّواد، ودامي الدّمع(1)؛ حيث إنه لا يُمكن أن نتصوّر شعباً تعرّض للإبادة الجماعيّة، ودون مبّررات يقتنع بها عاقل، ومتحضّر، وإنسان، أمام أنظار العالم المتعامي، والمتواطئ على الضّعفاء، وعلى مرأى من التّاريخ الخامل، كما تعرّض الشّعب الجزائريّ للتّقتيل منذ اليوم الأوّل الذي وطئت فيه أقدام الاستدمار الفرنسي أرض الجزائر، وعبر فترات مُتلاحقة من التّقتيل، تخفّ، وتقلّ حيناً، لتعود فتشرس وتتكاثر أحياناً أخرى؛ فقد بلغت الإبادة الجماعيّة، الهمجية، العنصرية أوجها في ثامن مايو1945م (2).
وقد أبدع العلاّمة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في وصف ذلك اليوم الرهيب، في مقال وسمه بـ: « ذكرى الثامن ماي»، ومن بين ما جاء في وصفه وإحاطته بما وقع في ذلك اليوم الحزين:« يوم مظلم الجوانب بالظلم، ومطرز الحواشي بالدماء المطلولة، مقشعر الأرض من بطش الأقوياء، مبتهج السماء بأرواح الشهداء؛ خلعت شمسه طبيعتها فلا حياة ولا نور، وخرج شهره عن طاعة الربيع فلا ثمر ولا نور، وغبنت حقيقته عند الأقلام فلا تصوير، ولا تدوين. يوم ليس بالغريب عن(رزنامة) الاستعمار الفرنسي بهذا الوطن، فكم له من أيام مثله، ولكن الغريب فيه أن يُجعل-عن قصد- ختاماً لكتاب الحرب، ممن أنهكتهم الحرب…؛ ولو كان هذا اليوم في أوائل الحرب لوجدنا من يقول: إنه تجربة، كما يجرب الجبان القويّ سيفه في الضعيف الأعزل… يا يوم… لله دماء بريئة أريقت فيك، ولله أعراض طاهرة انتهكت فيك، لله أموال محترمة استيبحت فيك، ولله يتامى فقدوا العائل الكافي فيك، ولله أيامى فقدن بعولتهن فيك، ثم كان من لئيم المكر بهنّ أن مُنعن من الإرث والتزوج، ولله صبابة أموال أبقتها يد العائثين، وحُبست فلم تُقسم على الوارثين.
يا يوم… لك في نفوسنا السمة التي لا تُمحى، والذكرى التي لا تُنسى، فكن من أية سنة شئت فأنت يوم8ماي وكفى. وكل مالك علينا من دَين أن نُحيي ذكراك؛ وكل ما علينا لك من واجب أن نُدوّن تاريخك في الطروس لئلا يمسحه النسيان من النفوس» (3) .
كما نبّه فرحات عبّاس إلى أن مجازر8ماي1945م، قد عادت بالجزائر إلى القرون الوسطى، والحروب الصليبية؛ بل وإلى أخطر من ذلك فيما يخص فرنسيي الجزائر، حيث رأينا أن فئة من نخبتهم تُعذّب، و يُنكل بها، وكيف أن الأبرياء قتلوا على مدار أسابيع عدة ببرودة، ووحشية، و الاستدمار الفرنسي ارتكب هذه الجرائم الفظيعة، لأنه ينظر إلى الجزائري على أنه شخص حقير، وعدو لدود، وإنسان منحط، وبالنسبة إلى المسلمين، فقد تمّ استيعاب حقيقة أن مبادئ أنظمة الحكم القديمة تجاوزها الزمن، حيث لم يعد المسلمون اليوم بحاجة إلى أصحاب الطرقية، وشيوخ الزوايا، فالجزائر بحاجة إلى وطنيين غيورين على بلادهم، ومتشبعين بمسؤولياتهم الاجتماعية، ومهمتهم الإنسانية(4).
ومن أعظم العبر التي استخلصت من هذه المذبحة أن الفرقة السياسية ليس فيها أي خير لشعب جزائري يريد أن يتحرر من ربقة الاستدمار الفرنسي، ويثور على سلطانه، ولذلك نجد جميع الأحزاب السياسية، والهيئات الوطنية المختلفة، تذوب كلها بعيد قيام ثورة التحرير الكبرى، وتنضوي تحت لواء حزب واحد:هو حزب جبهة التحرير الوطني، ما عدا مصالي الحاج الذي أبت طائفة من أتباعه الانضمام إلى صفوف الجبهة التي قادت الكفاح المسلح (5).
لقد نُفذت تلك المجزرة الفظيعة، تحت هذا الشعار: «LA CHASSE A L’ ARABE»، والحقيقة أن هذا الشعار يكشف النقاب عن الظروف التي نفذت فيها مجازر8ماي1945م؛ حيث كانت فرنسا-في بداية الحرب العالمية الثانية- قد تلوثت سُمعتها، وتلطخت، ونُكِّس رأسها، وأرغم أنفها، وأّذلَّ كبرياؤها، ومُرِّغ شرفها؛ حيث إنها لم تصمد -حكومة، وجيشاً، وشعباً- أمام القوات الألمانية إلا يوماً أو بعض يوم، ففر جنودها، وأطلق ضباطها لأرجلهم العنان، وقد كانوا أسرع من الريح المرسلة، وجنح الشعب الفرنسي إلى الاستسلام المُهين دون إبداء أدنى مقاومة، كما احتلت عاصمتها في رمشة عين، ولمح بصر، ورفة طرف، ولقد سعى الجنرال(دوغول) إلى استعادة بعض سمعة فرنسا، وعمل من أجل إحياء الشعور بالكرامة عند الفرنسيين، فلم يُفلح إلا بعد مساعدة الأمريكيين، وقد جاءت مناسبة8ماي1945م؛ فاستغلها لإظهار فرنسا بمظهر الدولة العظمى، فأطلق العنان لجيشه المدجج بأسلحة الإنجليز والأمريكان، حتى يستأسد على الشعب الجزائري الأعزل، وقد اعتبرت فرنسا ما ارتكبته من مجازر رد اعتبار للشرف الفرنسي الذي عبث به الألمان، وجعلوا فرنسا أضحوكة الأمم، وسخرية الشعوب، وأحدوثة الزمان، وهل من الشرف الإنساني والعسكري أن تنفذ الطائرات الفرنسية300طلعة جوية في اليوم، ضد شعب لا يملك حتى بنادق الصيد؟ وهل من الشرف الإنساني والعسكري أن تتحرك البوارج الحربية الفرنسية لتقصف الأكواخ، والقرى، والمداشر؟(6).
ومن يتأمَّل في الإطار التاريخي العام يُدرك أن الفترة الممتدة ما بين:1945م، و1954م؛ قد اتسمت بالصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي من أجل الاستحواذ على العالم، والسيطرة على مختلف الدول، حيث عرفت هذه المرحلة أزمات حادة، مثل: أزمة براغ(1948م)، وحرب كوريا(1950م)؛ التي كادت أن تؤدِّي إلى قطيعة حادة، كما سيّطر شبح نشوب حرب عالمية جديدة على العقول من جديد، وفي ظل هذا الوضع المتميّز بحدة التوتر المتواصل والحرب الباردة؛ فإن الدول الحديثة ألفت نفسها أمام خيارين يبدو أن أحلاهما مرّ، طرحتهما الدول العظمى: الانضمام إلى المُعسكر الغربي، أو الانضواء تحت راية المعسكر الشيوعي، بيد أن بعض الدول كالهند ومصر وأندونيسيا ويوغسلافيا خاصة، فضلت عدم الانحياز، ورفضت الخيارات المطروحة إبان تلك الفترة، ونأت بنفسها، ورأت أن أفضل الحلول هو الحياد، حيث إنها اعتبرت أن التطوُّر الاقتصادي ومكافحة الاستعمار يجب أن تحتل الصدارة في اهتمامات الدول الكبرى، وبعد التوقيع على الهدنة في كوريا يوم:27جويلية/تموز1953م؛ شهدت فترة التوتر والحرب الباردة ضموراً لتوهجها، وقد نبّه العديد من المؤرخين إلى أن ذلك كان سبباً رئيساً في عودة المشاكل الاستعمارية إلى تصدر الأحداث بعد أن وقع إهمالها وتجاهلها، إضافة إلى أن بعض الدول قد استخدمتها لأغراض تسلطيّة بحتة، وقد كانت فرنسا الدولة الوحيدة من بين الدول الأوروبية الكبيرة التي لم تدرك مدى التحولات الواقعة في العالم، وحجم التغيرات الحاصلة في المستعمرات، وقد كانت فرنسا متخوّفة من أن تحلّ الدول العظمى الأخرى محلّها؛ وهو الأمر الذي منعها من النهوض بتقييم تجربتها الاستعمارية تقييماً موضوعياً، كما حرمها من قياس الطاقة الانفجارية لحركات التحرير الوطنية قياساً دقيقاً وصحيحاً؛ وهكذا فقد أتى مؤتمر برازافيل(جانفي/كانون الثاني1944م) بعيداً كلّ البعد عن ما تطمح إليه الشعوب التي ترزح تحت نير الاستدمار، والتي لم يُدع ممثلوها إلى جلسات هذا المؤتمر، والتغييرات التي كانت منتظرة لم تحدث بعد تحرير فرنسا من الاحتلال الألماني، ويُضاف إلى هذا الأمر أن الانقسامات الكبيرة التي عرفها المجتمع الفرنسي أدّت إلى قيام حُكم يرتكز على تحالفات هشّة، ومن ثمة فالنتيجة هي عدم القدرة على اختيار نهج واضح والسير به إلى الأمام؛ ولذلك فقد تشبثت فرنسا بفكرة الإمبراطورية، التي جعلتها تُعالج المشاكل الفورية، وتترك لولاتها الذين كانوا تحت أوامر المُعمرين مهمّة تحديد سياستها في الدول التي تحتلها، ومن بينها وأهمها الجزائر، وهكذا فقد وجد المسؤولون الفرنسيون أنفسهم في مواجهة أزمات متراكمة ومتلاحقة، و ليست لديهم القدرة على معالجتها، كما أنهم لا يستطيعون التحكم فيها، وقد قاموا بتزكية مبادرات ولاتهم؛ فكانت مجازر 8 ماي1945م، وكان الشروع في إعادة احتلال الهند الصينية بداية من عام:1946م، إضافة إلى القمع الوحشي لثورة شعب مدغشقر سنة:1947م(7).
والذي يُلاحظ في الجزائر أن جذور انتفاضة08مايو1945م، ترجع إلى نضج الشعور بضرورة الانتفاضة انطلاقاً من المؤتمر الإسلامي الجزائري؛ وهناك من يذهب إلى أن جذورها تعود إلى تلك الانتفاضات والتمردات التي نهض بها بعض الجنود، والوحدات الجزائرية في صفوف الجيش الفرنسي؛ ومنها تمرد جنود جزائريين في مدينة سكيكدة، وقد تباينت المصادر في تحديد أسباب انتفاضة8 ماي1945م، بيد أنها تظل منعطفاً حاسماً في تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية، كما تُمثِّـل حلقة في سلسلة طويلة من المعاناة الرهيبة التي عاشها أبناء الشعب الجزائري منذ دخول قوات الاستدمار الفرنسي سنة:1830م، والحقيقة أن ما وقع في8ماي شكَّل محطة حاسمة في تاريخ الكفاح الجزائري ضد الوجود الاستعماري الفرنسي، حيث لا يختلف اثنان على أنه يُمثل المخاض العسير السابق لاندلاع ثورة نوفمبر1954م، التي لا يُمكن فصلها عن هذا اليوم الفظيع؛ الذي شكّل ميلاد الحالة الثورية السابقة لانفجار ثورة التحرير المظفرة، وقد اتضح هذا الأمر من خلال الاستجابة الشعبية الكبيرة لنداء أول نوفمبر1954م الصادر عن مجموعة غير معلنة الأسماء، وعن جبهة التحرير الوطني التي لم يسبق أن عرفتها الساحة السياسية، وقد تخلَّت مجموعات كبيرة من المناضلين في صفوف الحركات السياسية-القائمة يومئذ-عن ارتباطاتهم الحزبية، وانضم العديد من المناضلين إلى صفوف الحركة التي دعت إلى العمل المسلح دون الاستفسار عن التيار السياسي أو القوى الاجتماعية، أو الشخصيات الحزبية التي تقف وراء هذا التنظيم(8).
لقد شكّلت مجازر8ماي1945م، بالنسبة إلى جلّ أبناء الجيل الذي فجَّر ثورة نوفمبر العظيمة، وخاض غمارها، نقطة تحوّل شامل على شتى الأصعدة؛ ونستشهد في هذا المضمار بما ذكره المجاهد و الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد(9) في مذكراته، حيث يقول: « شكّلت حوادث8ماي1945م، بالنسبة إليّ وإلى أبناء جيلي، تحوّلاً هاماً على أكثر من صعيد. وبدأت أدرك تحت تأثير الوالد أن الأمور لن تسير في الجزائر، فيما هو قادم من أيام، كما في السابق. ووجدت نفسي انخرط في العمل السياسي بعد أن كنت اعتبر السياسة حكراً على الكبار، وكنت الوحيد من بين أترابي الذي يُسمح له بالجلوس مع الكبار، وكانوا يسمونني الأمين، كان الكبار، ومنهم والدي، يتحدثون عن حل: أحباب البيان والحرية، وعن الأحكام العرفية وعن اعتقال فرحات عباس، ونفي مصالي الحاج، والشيخ البشير الإبراهيمي. وبعد عام بالضبط من تلك الحوادث أنشأ فرحات عباس الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، وحاول هذا الحزب استخلاص الدروس من تلك الحوادث الأليمة، وأصبح يطرح شعارات أكثر واقعية تُطالب بالإصلاح وبناء دولة قوية وعادلة تحت راية الديمقراطية…».

الهوامش:
(1) عبد الملك مرتاض: أدب المُقاومة الوطنية(1830-1962م) :رصد لصور المقاومة في النثر الفني،سلسلة منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر1954م،الجزائر،2003م،ص:175.
(2) عبد الملك مرتاض: أدب المُقاومة الوطنية(1830-1962م) :رصد لصور المقاومة في النثر الفني،ص:175.
(3)محمد البشير الإبراهيمي: عُيُون البصائر: مجموع المقالات التي كتبها افتتاحيات لجريدة البصائر الخاصة، منشورات دار المعارف، القاهرة، مصر، 1963م، ص:361 وما بعدها.
(4)فرحات عباس:ليل الاستعمار، ترجمة: فيصل الأحمر، منشورات وزارة المجاهدين طبعة خاصة ضمن سلسلة المترجمات، الجزائر، 2010م، ص:155.
(5) عبد الملك مرتاض:فنون النثر الأدبي في الجزائر(1931-1954م)،منشورات ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر،1983م،ص:22.
(6) محمد الهادي الحسني: من وحي البصائر، منشورات دار الأمة للطباعة والنشر والتوزيع، ط:01، الجزائر، 2004م، ص: 266.
(7) محمد حربي: الثورة الجزائرية سنوات المخاض، ترجمة: نجيب عياد وصالح المثلوثي، منشورات موفم للطباعة والنشر والتوزيع، ط:01، الجزائر، 1994م، ص: 5 وما بعدها.
(8)عامر رخيلة: 8ماي1945م المنعطف الحاسم في مسار الحركة الوطنية، منشورات ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،1995م، ص: 12.
(9)الشاذلي بن جديد: مذكرات ،الجزء الأول1929-1979م، منشورات دار القصبة للنشر، الجزائر، 2011م، ص:47.

* كلية الآداب واللُّغات، جامعة عنابة، الجزائر