مكانة الغاز الجزائري تتعاظم في السوق العالمية

تؤشر ضغوط انتاج الغاز في منطقة شرق البحر المتوسط و كذا حروب المنطقة ، التي تسبب فيها الكيان الصهيوني ضد ايران و حزب الله وحركة حماس، إلى ان مكانة الغاز الجزائري مرشحة للتعاظم خلال السنوات المقبلة لاسيما في ظل استمرار التوترات الجيو – سياسية و تلويح طهران المتكرر بغلق مضيق هرمز  الذي يمر من خلاله ربع الغاز المسال في العالم.

تعتبر الشقيقة قطر صاحبة اليد الطولى في إنتاج هذه الكمية الضخمة من الغاز المسال الى درجة انها اصبحت تعتبر من اللاعبين الدوليين الرئيسيين في هذا المجال من خلال تصدير الغاز عبر الناقلات البحرية العملاقة غير ان هذه المكانة التي يتمتع بها الغاز القطري تسير جنبا الى جنب مع مكانة الغاز الجزائري القريب من الاسواق الاوروبية و الذي ازدادت أهميته بعد تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية المندلعة في فيفري من سنة 2022 و ما تبعها من رغبة الدول الأوربية في التحرر من التبعية نحو إمدادات الغاز الروسي.

ومن المرجح ان تزداد اهمية الغاز الجزائري اكثر خلال السنوات القليلة المقبلة في السوق العالمية عموما و السوق الاوروبية على وجه الخصوص بالنظر الى استمرار التوترات في الشرق الاوسط و لكن ايضا بسبب قلة الاكتشافات الغازية الجديدة في منطقة شرق البحر الابيض المتوسط ، ومؤخرا قدرت منصة ” الطاقة” المتخصصة في شؤون النفط و الغاز ان الاكتشافات المحققة في المنطقة خلال السنوات الاخيرة (مصر و لبنان واليونان وقبرص)لاتزال بعيدة عما تملكه الجزائر من احتياطات تصل الى اكثر من 4 الاف مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.

وفضلا عن ذلك فإن نفس الوسيلة الإعلامية تشير إلى ان الجزائر تتميز بامتلاكها بنية تحتية قوية في مجال تمييع الغاز في كل من سكيكدة و ارزيو بوهران وذلك فضلا عن خطوط أنابيب ممتدة من عمق مناطق الإنتاج في الصحراء الجزائرية بعضها متصل بأنبوبين لنقل الغاز الطبيعي المتوسطيين نحو أوروبا وأخرى يتدفق منها الغازالطبيعي نحو منشآت تمييع الغاز في الشمال.

وتبرز الجزائر كقطب إقليمي كبير للطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وبالرغم من ان انتاجها الحالي يفوق المائة مليار متر مكعب سنويا، نصفه

موجه للتصدير، إلا ان البلاد تسعى الى بلوغ رقم أكبر يصل الى 200 مليار متر مكعب سنويا على المدى القصير الامر الذي يعمل عليه مسؤولو القطاع على قدم وساق من خلال تطوير الحقول الغازية في عمق الصحراء الجزائرية الكبرى.

وتملك الجزائر حظوظا وافرة لتعزيز مكانتها كممون مهم بالغاز للقارة الأوروبية و حتى لدول مثل تركيا و كوريا الجنوبية و الهند و الصين حيث ما فتئ إنتاج البلاد من الغاز يتطور من سنة الى أخرى .

واحتلت الجزائر المرتبة السابعة عالميا من حيث كميات الغاز الطبيعي المصدرة في عام 2023 بإجمالي 52 مليار متر مكعب وفقا لما أورده الاتحاد الدولي للغاز في أحدث تقرير له.

وبعد سنتين من إعلان الرئيس تبون في سنة 2022 عن هذا الهدف ببلوغ إنتاج يصل الى 200 مليار متر مكعب سنويا ، بادر المجمع العمومية النفطي ” سوناطراك” الى تجسيد مرحلة مهمة من مشاريع رفع الطاقة الإنتاجية للغازفي الجزائر حيث  أطلقت سوناطراك مؤخرا مرحلة جديدة لمشروع “تعزيز قدرات حاسي الرمل” بحضور المدير العام للشركة، رشيد حشيشي.

ويمثل هذا الحقل حوالي ربع إنتاج الجزائر اليومي من الغاز، ووفقًا لمنصة “انيرجي نيوز” الأمريكية فقد تم استرجاع حوالي 80% من الغاز القابل للاستغلال في هذا الحقل عبر مرحلتين سابقتين اكتملتا في 2004 و2009 في حين ان المرحلة الحالية تهدف إلى إنشاء ثلاث محطات ضغط غازي بحلول عام 2027، مما يضمن إطالة عمر الحقل وزيادة حجم الإنتاج.

ويتزامن هذا المشروع الهام لتطوير الحقل الغازي العملاق بحاسي رمل ، الرابع من حيث الاحتياطات في العالم ، مع اكتشافات جديدة في مجالي النفط و الغاز ما فتئت الجزائر تعلن عنها من سنة الى أخرى.

وفي نهاية شهر ماي من السنة الماضية 2024 ، قال وزير الدولة ، وزير الطاقة والمناجم و الطاقات المتجددة  محمد عرقاب إن شركة سوناطراك المملوكة للدولة حققت 8 اكتشافات مهمة للنفط والغاز خلال النصف الأول تقريبا من نفس السنة 2024 .

و تضاف هذه الاكتشافات الى حوالي 35 اكتشاف حققتها الجزائر بين سنتي 2020 و 2022 غالبيتها بالمجهود الذاتي لمجمع سوناطراك وذلك بحجم إجمالي قُدّر بـ307 ملايين طن ما يعادل 2.2 مليار برميل من النفط المكافئ.

كما ابرمت سوناطراك أيضا عقودا مهمة مع شركات عالمية عملاقة في مجالي النفط و الغاز شملت في جانب منها كلا من العملاقين الامريكيين ” شيفرون” و ” ايكسون موبيل” من اجل تطوير حقول للغاز ومكامن للمحروقات بشكل عام.

ع . ل

The post مكانة الغاز الجزائري تتعاظم في السوق العالمية appeared first on الجزائر الجديدة.