إشراك الأولياء والتلاميذ لمحاربة الغش في الامتحانات

احتضن مجلس قضاء تيبازة، مؤخرا، يوماً دراسياً حول مكافحة الجرائم المرتكبة بمناسبة الامتحانات النهائية للتعليم المتوسط والثانوي، بمشاركة ممثلين عن قطاع العدالة والتربية والأمن، إلى جانب فاعلين من المجتمع المدني، وتم خلال هذا اللقاء التفاعلي تقديم ثلاث مداخلات رئيسية من قبل رئيس مصلحة الامتحانات والمسابقات بمديرية التربية لولاية تيبازة، ضابط شرطة قضائية، ونائب عام مساعد لدى مجلس قضاء تيبازة، تناولت الإجراءات القانونية والتنظيمية المعتمدة وآليات الوقاية وأساليب التحري وصولاً إلى المعالجة القضائية للجرائم المرتبطة بفترة الامتحانات.
وخلص المشاركون إلى جملة من التوصيات العملية التي تهدف إلى التصدي بحزم لظاهرة الغش وتسريب المواضيع، والتي أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً لمصداقية الشهادات الوطنية ومبدأ تكافؤ الفرص.
وأكدوا على ضرورة توسيع نطاق التوعية القانونية من خلال شرح وتبسيط مواد قانون العقوبات ذات الصلة، خاصة المواد من 253 مكرر 6 إلى 12، بطريقة تبرز أن القانون لا يفرق بين مرتكب الجريمة والمحرض عليها أو المتواطئ فيها مع عرض أمثلة واقعية توصل الرسالة بوضوح إلى مختلف الفئات المستهدفة.
وشدد المتدخلون على أهمية إشراك التلاميذ وأوليائهم والأساتذة والإداريين في جهود التوعية، خاصة في ظل حالات التستر أو التغاضي التي قد تحدث داخل بعض المؤسسات التربوية، واقترحوا تنظيم حملات تحسيس مستمرة تشمل ورشات عمل وتوزيع منشورات، مع توظيف وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي لتوسيع دائرة التأثير، وتجنيد المؤثرين والفاعلين المحليين فضلاً عن إشراك الجمعيات والمساجد في توجيه الخطاب التربوي والأخلاقي.
ومن بين المقترحات العملية التي برزت خلال هذا اللقاء، الدعوة إلى إنشاء منصات رقمية تفاعلية توفر فضاءً آمناً للطلبة وأوليائهم لطرح الاستفسارات حول الامتحانات، وتقديم توضيحات شفافة حول الإجراءات المعتمدة لضمان النزاهة وتم التحذير من الآثار النفسية والسلوكية السلبية التي قد تصيب التلميذ نتيجة الانخراط في ممارسات الغش، على غرار فقدان الثقة بالنفس، التواكل، والشعور بالاستحقاق، وهي كلها عوامل تضعف المنظومة التربوية وتسيء إلى سمعة الدولة.
وفي الشق الإداري والوقائي، أوصى المشاركون بتعزيز آليات الرقابة داخل مراكز الامتحان من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل كاميرات المراقبة وأجهزة التشويش الإلكتروني، إلى جانب اعتماد آلية ترميز أوراق الإجابة وتشفير قواعد البيانات الخاصة بالمواضيع، لحمايتها من أي اختراق أو تلاعب، كما تمت الدعوة إلى تجهيز القاعات بشكل ملائم يمنع حالات الغش، وتشديد العقوبات الإدارية، وتوسيع دائرة التجريم لتشمل الوسائل التقليدية كالقصاصات، تبادل الأوراق، أو التفاهم الشفهي بين المترشحين.
وأكدت التوصيات على أهمية التنسيق المحكم بين مختلف المتدخلين، خاصة بين قطاع التربية، وزارة العدل، وأجهزة الأمن، من أجل ضمان سرعة تبادل المعلومات والتدخل الفوري عند الاشتباه بأي سلوك مخالف، مع إشراك أولياء الأمور كعنصر فاعل في هذه العملية،كما تمت الإشارة إلى أهمية الاطلاع على التجارب الناجحة في دول أخرى، واستلهام الممارسات التي أثبتت نجاعتها في تقليص الغش وتحقيق الشفافية في الامتحانات الرسمية.
ولم يغفل المشاركون ضرورة الاهتمام بالجانب التربوي والنفسي، من خلال ترسيخ قيمة المعرفة كغاية لا مجرد وسيلة لنيل الشهادة وتشجيع التلاميذ على الاجتهاد والثقة بالنفس وتعزيز القيم الأخلاقية كالنزاهة والصدق في نفوسهم باعتبارها أساس تكوين جيل مسؤول قادر على رفع تحديات المستقبل بإرادة واستحقاق.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post إشراك الأولياء والتلاميذ لمحاربة الغش في الامتحانات appeared first on الشروق أونلاين.