الشيخ أحمد ابراهيمي :جمعية البركة خاضعة لدولة ذات سيادة.. والعقوبات غير مُؤسسة
قال رئيس جمعية البركة أحمد إبراهيمي وهُو أيضًا رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، في رده على العُقوبات الأمريكية التي فُرضت على جمعية البركة الجزائرية إن “الجمعية خاضعة لدولة ذات سيادة، والدولة الجزائرية هي الوحيدة التي لها حق إيقاف الجمعية وجميع العُقوبات التي فُرضت عليها ليست صحيحة وغير مُؤسسة”، وقال المتحدث لدى نُزوله ضيفًا على […] The post الشيخ أحمد ابراهيمي :جمعية البركة خاضعة لدولة ذات سيادة.. والعقوبات غير مُؤسسة appeared first on الجزائر الجديدة.

قال رئيس جمعية البركة أحمد إبراهيمي وهُو أيضًا رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، في رده على العُقوبات الأمريكية التي فُرضت على جمعية البركة الجزائرية إن “الجمعية خاضعة لدولة ذات سيادة، والدولة الجزائرية هي الوحيدة التي لها حق إيقاف الجمعية وجميع العُقوبات التي فُرضت عليها ليست صحيحة وغير مُؤسسة”، وقال المتحدث لدى نُزوله ضيفًا على “الوطنية تي في” إن “أعمالهم الإنسانية لم تقتصر على غزة فقط بل سبق لهم واشتغلوا في الزلازل والحرائق وفي الهند وبنغلاداش وباكستان وأفغانستان وسوريا وحتى في زلزال الحوز في المغرب 2023 قدمت الجزائر مساعدات، فالمساعدات لا تقدم على أساس الأنظمة المؤيدة للدولة أو المعارضة لها فالجزائر تفكر في العمل الإنساني الخيري قبل كل شيء وهنا نستثني الكيان الصهيوني”.
في خضم ما يحدث على المُستوى الدولي كثر النقاش حول قانون التعبئة العامة والذي رافقته الكثير من التفسيرات ما قرائتك في هذه التفسيرات وطبيعة الخطاب الذي صاحبه؟
هذا الخطاب لا ينفي وُجود مخاطر مُحدقة بنا ولكن لا يجب ربط كل ما يحدث في العالم بالجزائر، ورغم ذلك يفسح لنا المجال واسعًا من أجل التفكير في كيف نُقوي شاننا ونستقبل القادم ونواجهه مهما كانت شدة المخاطر وهو ما ينطبق على الوضع اليوم، فمثلا الجزائر استبقت الأوضاع بقانون التعبئة إذ يعتبر تهيئة لما هُو قادم، وبالنسبة لي جاء هذا القانون في الوقت المناسب لا سيما وأن الأوضاع قد تغيرت ولم تعد مبنية على حقوق الإنسان والقانون الدُولي بل يجب أن ننتقل إلى النظرية الواقعية حتى نواجه الواقع بما يُطرح فيه اليوم من قيم وخطاب وتحديات جديدة، وهُنا يمكن الإشارة إلى التطورات الأخيرة فبالأمس ضُربت سوريا رُغم أنها لم تتعد على الكيان الصُهيوني سواء في النظام السابق أم الحديث وقبلها ايران وسط صمت دُولي باستثناء الجزائر التي سعت جاهدة عبر مجلس الأمن الدولي لوقف النظام الخاص الذي يتمتعُ به الكيان الصُهيوني ولكنها وجدت نفسها تواجد فيتو الدول الكُبرى.
والأخطار المحدثة بالجزائر ليست مُجرد كلام بل هو واقع، وهنا يمكن الإشارة إلى ابتلاع الصهاينة للمغرب، فالتطبيع الذي حدث منذ 40 سنة مع مصر مثلا يختلفُ تماماً عن التطبيق الذي حدث مع المغرب إذ تكشف بعض الإحصائيات والأرقام الرسمية أن 57 ألاف عائلة صهيونية قدمت إلى المغرب واستوطنت فيها وهذا مباشرة بعد الحرب التي شُنت على ايران، واليوم صارت الأراضي تُشترى وتُنزع من سكانها الأصليين هناك، ويُمكن الإشارة أيضًا إلى المخاطر التي تُهدد الجزائر من الساحل الإفريقي.
فالحديث عن المخاطر ليس مدعاة للخوف بل حتى نشد أحزمتنا لمُواجهة ما هُو قادم وتصحيح ما يجب تصحيحه.
في سياق حديثك عن تغير المفاهيم على المستوى الدولي وتبلور رُؤية جديدة في العالم اليوم، هل نحن مُطالبون اليوم بتغيير العقيدة الجزائرية في التعاطي مع ما يحدث على المُستوى الدولي؟
نحن اليوم في حاجة ماسة إلى خُبراء ولجان، كل طرف يشتغل في تخصصه، فمثلا العقيدة الجزائرية تتمثلُ في الدفاع عن الوطن واستقلاله وسيادته وسلامة أراضيه، وقد تقتضي المرحلة المُقبلة ضرب الخطر أينما كان، حاليًا نحن في مرحلة تفكير وحاسمة وحازمة، فلم يكن أحد يتوقع أن الكيان الصهيوني سيضرب عدة دول مثل اليمن لبنان وسوريا وقبلها ايران وبالنسبة لها هي مُجرد هُدنة وستعود المواجهة لا محالة.
هناك دعوات كثيرة صدرت عن جمعيات المجتمع المدني والأحزاب السياسية لتقوية الجبهة الداخلية ورئيس الجمهورية بالمُقابل أعلن عن إطلاق جوار وطني، كيف ترى أهمية تعزيز الجبهة الداخلية في ظل كل هذه المخاطر والتحولات؟ وكيف سيكون الحوار الوطني؟
اليوم هناك حقيقة لا مفر منها وهي أن الحاكم الحقيقي والسلطة الحاكمة هي التي تفكر اليوم في التصالح مع الشُعوب ولذلك الشعب هو الحامي للدول فلا مكان للحُلفاء اليوم، وهُنا يمكن الإشارة إلى وضع موسكو والدول الأوروبية، والجزائر اليوم قد استبقت هذه التحولات بسن قانون التعبئة، وهنا يجب التركيز على أمر مهم وهُو أن هذا القانون لا يخصُ الجانب العسكري والأمني فقط لأن هذان العاملين غير كافيين، فالأحزاب والجمعيات والبرلمان يلعبون جميعهم دور مهم للغاية، وبالنسبة لي أرى أنه من الصواب أن يُشارك الجميع في الحوار في مواجهة الخطر القادم بعيدًا عن التخويف والترعيب والمزايدات.
أين تكمن أهمية تعديل قانوني الأحزاب والجمعيات؟
في الحقيقة لم أطلع كثيرا على قانون الأحزاب باعتباري رئيس جمعية، ولكن بالنسبة لقانون الجمعيات فالقانون السالف الذكر يتضمن نقاط إيجابية كثيرة كما يتضمن بعد النقائص، وقد قدمنا سابقًا اقتراحات حول هذا القانون ومما اقترحناه أن تخترق الجمعيات عالم الاستثمار والأوقاف حتى تُصبح الجمعيات تعتمدُ على نفسها في التمويل وحتى بإمكانها استحداث فُروع لها في الخارج وتدخل الجمعيات في إدارة الأزمات داخل أو خارج الوطن.
كيف تُقيم نشاط جمعية البركة اليوم في ظل كل التحولات والتهديدات والتضييقات؟
أولا هناك أمر يجب تفسيره: جمعية البركة هي جميعة جزائرية أنشأت بموجب القانون الجزائري، ومنذ استحداثها تطورت الجمعية عبر مراحل كثيرة وخدمت دُول الساحل والمشرق العربي ومن الطبيعي أن تُواجه عقبات وتحديات على الصعيد الدولي ولكن رُغم ذلك حققنا العديد من الإنجازات، لكن على المستوى المحلي لم نواجه أي تضييقات من طرف السلطات والدليل على ذلك التسهيلات التي حصلنا عليها من أجل تقديم يد المساعدة عندما ضرب زلزال الحوز في المغرب بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر في 8 سبتمبر 2023، فمساعدتنا لا تقدم على أساس الأنظمة المؤيدة للدولة أو المعارضة لها فالجزائر تفكر في العمل الإنساني الخيري قبل كل شيء وهنا أستثني في حديثي الكيان الصهيوني، فمثلا من أجل إيصال المساعدات إلى غزة نتعامل مع التجار والأطباء في الضفة الغربية او من مصر أن عن طريق الشركات الدولية التي تربطنا بالمنظمات الكبرى فهُناك مثلا بضائع نُدخلها إلى غزة عن طريقها.
الجميع على علم بالعقوبات الأمريكية التي فُرضت على جمعية البركة، هل أثرت هذه على نشاطكم؟ والسؤال الأهم والمهم ما هي طبيعة هذه العُقوبات؟
سأجيبك بإجابة مقررة الأمم المتحدة: أمام ما يسقط من نساء وأطفال وشيوخ قتلى في غزة والجوع الذي ينخر أجسادهم اليوم مهم بالنسبة لي على العُقوبات التي لم تُؤثر علينا لأن جمعيتنا خاضعة لدولة ذات سيادة، والدولة الجزائرية هي الوحيدة التي لها حق إيقاف الجمعية، وجميع العقوبات التي فُرضت عليها ليست صحيحة وغير مُؤسسة لأننا اشتغلنا في الزلازل والحرائق وإنقاذ أرواح الناس، إذ اشتغلنا في الهند وبنغلاداش والفيضانات في باكستان والزلزال الذي ضرب أفغانستان واشتغلنا أيضًا في سوريا فنحن نخدم الإنسان أينما يُوجد.
هُم يزعمون أنكم مولتم حركة حماس؟
يقولون ما يشاؤون، أنا أعمالي واضحة على الأرض، ومنذ متى أصبحت الأعمال الإنسانية جريمة.
هل نشاطات الجمعية مُتواصلة اليوم في قطاع غزة؟
المُؤكد اليوم أنه ومنذ انطلاق المعركة والإبادة الوحشية لم نغب يومًا واحدًا بل بالعكس أنشطتنا تأخذ منحى تصاعدي يومي والدليل على ذلك أننا ننشر 60 انجازًا في اليوم، وهُناك تحدي واحد يعترض مسارنا اليوم هو تراجع دخل الجمعية، وهنا يمكنني الاستدلال بمثال مهم قبل أسبوع من هذا التاريخ كان الأطفال يتضورون جوعًا بدُون حليب وعندما سألنا مكتب الجمعية هُناك ابلغونا أن السعر الغالي وهُو يُضاهي 70 دولارًا للعلبة، وبالنسبة لنا لا يهما هذا السعر بل ما يهمنا هو عدم توقف الدعم حتى نستمر في نشاطاتنا الخيرية هُناك والمهم بالنسبة لنا هُو إنقاذ الأرواح ورُوح الإنسان غالية ولا تُقدرُ بثمن ونحن شعب وُلد من الثورة.
وأؤكد أن عمل جمعية البركة هو عمل إنساني محض ولنا 90 شهيدًا من أبناء البركة آخرهم الرجل المعروف بـ “سقيا الماء” قضوا عليه رفقته عائلته بأسرها، وقبل ثلاثة أيام استهدفوا مطعم في خزاعة ارتقى فيه 3 شباب إلى بارئهم.
في كل مرة نشاهد جبهات تُفتح في الشرق الأوسط، وشاهدنا ما حدث في الساعات الأخيرة في سوريا لكننا لا نرى رُدود فعل دُولية، فالمجتمع الدولي قريبا غائب عما يحدث هناك، ما قراءتك في هذا؟
النظام العالمي في السابق كان يقال عنه إنه قائم على العدالة والعدل واحترام حقوق الإنسان لكن في حقيقة الأمر كان يستعملها لمصلحته وُهو ما أدلى به الرئيس الأمريكي ترامب حيث قال إن جميع القوانين التي وضعت لا تنطبق علينا”، هناك اختلال في القيم والدليل على ذلك ما قاله نتنياهو حول أنهم يخوضون حرب وجود وهو ما يؤكد الدوس على القيم والمبادئ وانتهاك المساجد.
فؤاد ق
The post الشيخ أحمد ابراهيمي :جمعية البركة خاضعة لدولة ذات سيادة.. والعقوبات غير مُؤسسة appeared first on الجزائر الجديدة.