المرأة والأسرة في رحاب جمعية العلماء المسلمين
أ.د حجيبة أحمد شيدخ/ حياك الله وبياك أيتها الجمعية، فلولاك ما كنا لنبصر النور أو نرى الضوء…كانت هذه الكلمات خاتمة لمقال، زليخة إبراهيم عثمان، الذي كتبته بمناسبة افتتاح أول مدرسة لتعليم البنات بتلمسان : مدرسة عائشة … في رحاب جمعية العلماء المسلمين، كانت الانطلاقة الصحيحة للمرأة المسلمة، عن طريق توجيه الاهتمام إلى تعليم البنات، فقد …

أ.د حجيبة أحمد شيدخ/
حياك الله وبياك أيتها الجمعية، فلولاك ما كنا لنبصر النور أو نرى الضوء…كانت هذه الكلمات خاتمة لمقال، زليخة إبراهيم عثمان، الذي كتبته بمناسبة افتتاح أول مدرسة لتعليم البنات بتلمسان : مدرسة عائشة …
في رحاب جمعية العلماء المسلمين، كانت الانطلاقة الصحيحة للمرأة المسلمة، عن طريق توجيه الاهتمام إلى تعليم البنات، فقد رأى ابن باديس أن تعليم الفتاة هو منقذ الأجيال القادمة، انطلاقا من قناعته أن: من علم بنتا فقد علم أمة. فعملت الجمعية على تمكين المرأة عبر النهوض بها بطرق كثيرة، فبعد الدعوة إلى تعليمها وتأسيس المدارس الخاصة لها، فتحت الجمعية للبنات فرصة الكتابة في جريدة البصائر، فبرزت على صفحاتها بعض الأسماء لتعبر عن اهتمامات المرأة، فكتبت فيها: العالية بوعلي و زهور ونيسي وليلى بن دياب، وزليخة عثمان …
وطرقن مسائل واهتمامات كثيرة أهمها: مستقبلهن بعد التعليم في مدارس الجمعية … كما فتحت الجمعية المجال للمتعلمات للتدريس فيما بعد بمعاهد ها، وبرز الاهتمام بالمرأة والأسرة من خلال تتبع أحوال المرأة في العالم، والمقارنة بين المرأة المسلمة والمرأة الغربية، ومناقشة قضايا المرأة والأسرة مثل : قضية الحجاب والتعدد وتربية الأبناء …وكان كثير من الدعاة يكتبون عن المرأة والأسرة على صفحات جرائد الجمعية، ذلك لأن المرأة والأسرة أساس النهوض بالأمة، كما كانوا يعلنون عن الاصدارات الجديدة في هذا المجال مثل : كتاب نداء للجنس اللطيف في يوم المولد النبوي الشريف. لمحمد رشيد رضا، وكتاب: امرأتنا في الشريعة والمجتمع للطاهر الحداد …وكانوا يحذرون من الأفكار الهادمة للمرأة والأسرة والمجتمع. لأن التحدي كان كبيرا ..
لم تتخل الجمعية بعد الاستقلال، عن سعيها للتمكين السليم للمرأة والأسرة، وذلك من خلال لجنة المرأة والأسرة والطفولة، وكلفت المرأة عبر ربوع الوطن برئاستها، لتبرمج النشاطات التي تراها مناسبة لما تحتاجه في واقعها، وذلك من خلال الورشات التدريبية في مختلف المجالات؛ في الإرشاد الأسري وتأهيل المقبلات على الزواج، والندوات التوعية بمخاطر عولمة المرأة والأسرة، ومعالجة القضايا المختلفة : مثل : العلاقات الأسرية، وصلة الأرحام، وأسباب انتشار الطلاق والخلع، وعلاقة الآباء بالأبناء والأبناء بالآباء والملتقيات الدولية والوطنية …
كما فتحت المجال واسعا للمرأة للكتابة في صحافتها وبخاصة البصائر التي برزت فيها أقلام نسوية رسالية كثيرة، وخصصت فيها صفحة لمعالجة قضايا الأسرة ومستجداتها. وتوجت هذه الجهود بمجلة خاصة بقضايا المرأة والأسرة والطفولة، وهي «مجلة آصرة» التي أنشأتها مجموعة من الباحثات الجزائريات، متفرعة عن مجلة الربيئة التابعة لجمعية العلماء المسلمين، وقد صدر العدد الأول منها سنة 2021م.
هذه المجلة أنشئت للتمكين للأسرة، والمرأة بمنهج إسلامي أصيل، وفي لمبادئ جمعية العلماء المسلمين، وقد استقطبت أقلاما كثيرة من داخل الوطن وخارجه، كانت منصة لمناقشة قضايا المرأة وحضورها في زمن النبوة وبعده، وصفة المرأة والأسرة في القرآن الكريم، كما ناقشت قضايا المرأة في الفكر الحداثي، وفي مقالات كثيرة منها تركز الحديث عن مقاصد البناء الأسري، وما يهدد الأسرة من الأفكار المتطرفة. كما اهتمت بالحوار مع نساء رائدات في العالم الإسلامي، بقصد الفاعلية والقدوة، لحماية بناتنا من التأثر بالحداثيات. فحاورت العالمة زينب عبد العزيز، والداعية حنان لحام…
وفي رحاب الجمعية تستشرف العاملات في فضائها إنشاء مركز للبحوث والدراسات متحصص في قضايا المرأة والأسرة والطفولة، ليكون حصنا منيعا ضد ما يهدد المجتمع من تحديات على المستوى النظري والواقعي. ومن هنا نؤكد أن نجاح الجمعية في زماننا يحتاج إلى الإخلاص والاجتهاد في العمل، فالجمعية قديما نجحت بتناغم أعضائها وتفانيهم في أداء الواجب والتفكير في مصلحة الوطن والأمة قبل أي شيء …ودامت الجمعية بيتا يجمعنا على الخير والإصلاح.