حكم قراءة القرآن جماعة للتكرار والتعلم والتدبر

الشيخ محمد مكركب أبران mohamed09aberan@gmail.com/ الفتوى رقم:769/ الســــــــــــؤال قالت السائلة: إنها مع زميلاتها يدرسن القرآن عند مرشدة، وتدربهن على قراءة القرآن جماعة، هي تقرأ الآية وهن يرددن نفس الآية حتى يحفظن، أو يراجعن. قالت: أيجوز لهن ذلك. وسؤال ثان ما معنى قول الرسول: [مثل الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه]؟ الجـــــــــــواب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد …

مايو 28, 2025 - 11:23
 0
حكم قراءة القرآن جماعة للتكرار والتعلم والتدبر

الشيخ محمد مكركب أبران
mohamed09aberan@gmail.com/

الفتوى رقم:769/

الســــــــــــؤال
قالت السائلة: إنها مع زميلاتها يدرسن القرآن عند مرشدة، وتدربهن على قراءة القرآن جماعة، هي تقرأ الآية وهن يرددن نفس الآية حتى يحفظن، أو يراجعن. قالت: أيجوز لهن ذلك. وسؤال ثان ما معنى قول الرسول: [مثل الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه]؟

الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: قراءة القرآن للحفظ والتدبر:
بين القراءة الفردية والقراءة الجماعية. إذا كان المسلم رجلا أو امرأة يرتل القرآن تعبدا، فيقرؤه مفردا أو يسمعه من غيره. ولا يقرؤه جماعة لأن القراءة الجماعية الهدف منه تذليل صعوبة النطق، والتدرب على حسن الترتيل، والتحفيز على الحفظ، وليس التعبد. ومنه فإذا كان المسلم يقرأ القرآن للتدبر والتعلم والحفظ. يجوز تكراره جماعة للتعلم، سواء كان المتعلمون مع المعلم أم وحدهم. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم. فالنص ورد بالعموم في ذكر مدارسة القرآن الكريم. ففي الحديث الشريف. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه] (مسلم: 38/2699) قال النووي: {وَفِي هَذَا دَلِيلٌ لِفَضْلِ الِاجْتِمَاعِ عَلَى تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ فِي الْمَسْجِدِ} (شرح النووي على مسلم:17/21) ثم قال: {وهو مذهبنا ومذهب الجمهور وقال مالك يكره، وتأوله بعض أصحابه. قال النووي: ويلحق بالمسجد في تحصيل هذه الفضيلة الاجتماع في مدرسة، ورباط ونحوهما، إن شاء الله تعالى. والتقييد في الحديث (بالمساجد) خرج على الغالب لا سيما في ذلك الزمان فلا يكون له مفهوم يعمل به.} والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: معنى الحديث الخاص بالمتعتع:
ورد في صحيح مسلم. في باب فضل الماهر في القرآن، والذي يتتعتع فيه. عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران] مسلم:244/798). والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم. ومعنى الحديث: قال محمد فؤاد عبد الباقي: {(الماهر بالقرآن) هو الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة لجودة حفظه وإتقانه (مع السفرة الكرام البررة) السفرة جمع سافر ككتبة وكاتب والسافر الرسول والسفرة الرسل لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله وقيل السفرة الكتب والبررة المطيعون من البر وهو الطاعة (ويتتعتع فيه) هو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه فله أجران أجر بالقراءة وأجر بتتعتعه في تلاوته ومشقته]} والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.