ربع صفقات التجارة البينية يعود إلى الجزائر...النسخة الرابعة المنصة التي وضعت إفريقيا على سكة التعاون

تحاليل الجمهورية: في ختام الطبعة الرابعة للمعرض الإفريقي للتجارة البينية الذي استضافته الجزائر على مدار سبعة أيّام تبيّن أن التضامن القاري من أجل استشراف المستقبل للأجيال المقبلة ليس أمرا صعبا عندما تتوفر الإرادة السياسية و يتفق قادة السمراء على صناعة و اتخاذ قرار موحد، بعيدا عن الإملاء أو الأنانية .. في زمن لم يترك للاِنفراد بالرأي السياسي أو السلطة الاقتصادية مكانا بل تبرهن الرهانات الحالية أنّ التضامن و الانصهار في بوثقة العمل الجماعي هو الملاذ الآمن... بإفريقيا التي تنام على كل ثروات العالم تنقصها الشجاعة السياسية و الاطلاع الجيّد و المعمّق على كيفية إدارة الاستراتيجيات، خاصة أن موقعها المتوسط بين القارات و البحار و المحيطات جعل منها محط أطماع و تخطيطات لضرب استقرارها و تفويت فرص التنمية و النجاعة عليها من قبل الجماعات المتطرفة و كرتلات الإرهاب المتربصة بها.. و قد كان معرض إفريقيا في الجزائر قاعدة سرى حولها عدد هائل من المتعاملين و الشركاء و المستثمرين ناهيك عن المنصات الحية اقتصادية التي تابعت الحدث القاري الأبرز في إفريقيا عن بعد و انخرطت في شراكات بينية بقيمة مالية كبيرة و من أجل إطلاق مشاريع في السمراء أو الإشراف عنها و كان أيضا عدد الشركات العالمية في هذا المعرض معتبرا ، كلها تسعى إلى اقتناص الفرص . النسخة الاقتصادية ببعدها القاري أكدت من خلالها الجزائر أنها أهل للثقة الإفريقية و أنها واحد من اللاعبين الأساسيين في تطوير القارة و رفع استثماراتها و تنويع اقتصادها بما يكفل للأفارقة الاكتفاء الذاتي عندما تتوفر إرادة القادة و وترجم في ميدان التنفيذ. الصفقات و الأرقام المنجزة في هذه الطبعة لم تسبقها إليها طبعات سابقة فقد تجاوزت ما كان متوقعا ، إذ انهال على المعرض الإفريقي للتجارة البينية عدد غفير من الباحثين على فرص الاستثمار و توقيع الصفقات. و ثمّن كلهم هذه الفرصة التي فتحتها الجزائر أمامهم. و إذا كانت النسخة الرابعة قد اختتمت على وقع توقيع اتفاقات تجارية و اقتصادية بقيمة مالية فاقت 48 مليار و 300 مليون دولار ، ربعها لصالح الجزائر أي ما يفوق 11 مليار دولار، و هي سابقة حقيقية في مجال التبادل و المبادلات فإنّ التنظيم المحكم و تسيير أوراش العمل و الحوار كان عاملا مهما في الوصول إلى هذا الحجم من الصفقات. و تبقى النسخة الجزائرية التي استغرق التحضير لها سنتين كاملين إلى حد الآن الأكبر باعتراف إفريقي و دولي من حيث المشاركين و الزائرين و الندوات و النقاشات و عدد الصفقات التي تمخضت عن هذا الموعد الاقتصادي الاستراتيجي في السمراء. تعزيز الحضور الجزائري في أسواق إفريقيا و توجه القارة إلى تبادل بيني حقيقي من أجل تكامل اقتصادي لديه كل مقومات الثبات و النجاح و الاستمرار محطة مفصلية في هذه الطبعة التي إرادتها الجزائر انطلاقة جديدة و حاسمة لصالح شعوب إفريقيا . و تكريسا لمسعى الجزائر من أجل الوصول إلى التكامل الإفريقي كانت الرسائل التي تضمنها خطاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال الافتتاح معبرة عن ضرورة توفر الإرادة الجماعية من أجل المضي بأهداف القارة نحو التنفيذ، و أثبتت الجزائر من خلال مشاريعها الهيكلية الكبرى ذات البعد القاري عن انسجامها مع الخطة الإفريقية للتنمية و التطوير ناهيك عن تعزيز وسائل التواصل بين كل البلدان عبر البنية التحتية من طرق و سكك حديدية و خطوط جوية و بحرية و أيضا مناطق العبور و رفع الرسم الجمركي و تطبيق آلية المعالجة السريعة لمرور البضائع. و هي كلها تدارك للتأخر و السلبيات كما قال رئيس الجمهورية . الذي أضاف أن عمق الالتزام و الترسخ داخل القارة يعكسه الوفاء بالتعهد و الحرص على الدفاع عن مصالح القارة في كل المنابر فنهضة إفريقيا من نهضة الجزائر و العكس أيضا صحيح. سبعة أيام كانت كفيلة بجمع أكثر من 35 ألف زائر و مئات العارضين من أكثر من 140 بلاد أغلبهم من القارة السمراء تحلقوا حول نقاشات جادة امتدت من الصناعات الخفيفة و المؤسسات المتوسطة إلى الصناعات الثقيلة و من الحديث عن البنى التحتية إلى التوقيع على صفقات ضخمة بقيم مالية غير مسبوقة كان روادها شركات كبرى على غرار سوناطراك الجزائرية الرائدة في مجال المحروقات و الاستكشافات الكبرى ، ما أكد أنّ إفريقيا حقا جسر تواصل تنموي بامتياز و جامع لكل الضفاف.

سبتمبر 13, 2025 - 14:22
 0
ربع صفقات التجارة البينية يعود  إلى الجزائر...النسخة الرابعة المنصة التي وضعت إفريقيا على سكة التعاون
تحاليل الجمهورية:
في ختام الطبعة الرابعة للمعرض الإفريقي للتجارة البينية الذي استضافته الجزائر على مدار سبعة أيّام تبيّن أن التضامن القاري من أجل استشراف المستقبل للأجيال المقبلة ليس أمرا صعبا عندما تتوفر الإرادة السياسية و يتفق قادة السمراء على صناعة و اتخاذ قرار موحد، بعيدا عن الإملاء أو الأنانية .. في زمن لم يترك للاِنفراد بالرأي السياسي أو السلطة الاقتصادية مكانا بل تبرهن الرهانات الحالية أنّ التضامن و الانصهار في بوثقة العمل الجماعي هو الملاذ الآمن... بإفريقيا التي تنام على كل ثروات العالم تنقصها الشجاعة السياسية و الاطلاع الجيّد و المعمّق على كيفية إدارة الاستراتيجيات، خاصة أن موقعها المتوسط بين القارات و البحار و المحيطات جعل منها محط أطماع و تخطيطات لضرب استقرارها و تفويت فرص التنمية و النجاعة عليها من قبل الجماعات المتطرفة و كرتلات الإرهاب المتربصة بها.. و قد كان معرض إفريقيا في الجزائر قاعدة سرى حولها عدد هائل من المتعاملين و الشركاء و المستثمرين ناهيك عن المنصات الحية اقتصادية التي تابعت الحدث القاري الأبرز في إفريقيا عن بعد و انخرطت في شراكات بينية بقيمة مالية كبيرة و من أجل إطلاق مشاريع في السمراء أو الإشراف عنها و كان أيضا عدد الشركات العالمية في هذا المعرض معتبرا ، كلها تسعى إلى اقتناص الفرص . النسخة الاقتصادية ببعدها القاري أكدت من خلالها الجزائر أنها أهل للثقة الإفريقية و أنها واحد من اللاعبين الأساسيين في تطوير القارة و رفع استثماراتها و تنويع اقتصادها بما يكفل للأفارقة الاكتفاء الذاتي عندما تتوفر إرادة القادة و وترجم في ميدان التنفيذ. الصفقات و الأرقام المنجزة في هذه الطبعة لم تسبقها إليها طبعات سابقة فقد تجاوزت ما كان متوقعا ، إذ انهال على المعرض الإفريقي للتجارة البينية عدد غفير من الباحثين على فرص الاستثمار و توقيع الصفقات. و ثمّن كلهم هذه الفرصة التي فتحتها الجزائر أمامهم. و إذا كانت النسخة الرابعة قد اختتمت على وقع توقيع اتفاقات تجارية و اقتصادية بقيمة مالية فاقت 48 مليار و 300 مليون دولار ، ربعها لصالح الجزائر أي ما يفوق 11 مليار دولار، و هي سابقة حقيقية في مجال التبادل و المبادلات فإنّ التنظيم المحكم و تسيير أوراش العمل و الحوار كان عاملا مهما في الوصول إلى هذا الحجم من الصفقات. و تبقى النسخة الجزائرية التي استغرق التحضير لها سنتين كاملين إلى حد الآن الأكبر باعتراف إفريقي و دولي من حيث المشاركين و الزائرين و الندوات و النقاشات و عدد الصفقات التي تمخضت عن هذا الموعد الاقتصادي الاستراتيجي في السمراء. تعزيز الحضور الجزائري في أسواق إفريقيا و توجه القارة إلى تبادل بيني حقيقي من أجل تكامل اقتصادي لديه كل مقومات الثبات و النجاح و الاستمرار محطة مفصلية في هذه الطبعة التي إرادتها الجزائر انطلاقة جديدة و حاسمة لصالح شعوب إفريقيا . و تكريسا لمسعى الجزائر من أجل الوصول إلى التكامل الإفريقي كانت الرسائل التي تضمنها خطاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال الافتتاح معبرة عن ضرورة توفر الإرادة الجماعية من أجل المضي بأهداف القارة نحو التنفيذ، و أثبتت الجزائر من خلال مشاريعها الهيكلية الكبرى ذات البعد القاري عن انسجامها مع الخطة الإفريقية للتنمية و التطوير ناهيك عن تعزيز وسائل التواصل بين كل البلدان عبر البنية التحتية من طرق و سكك حديدية و خطوط جوية و بحرية و أيضا مناطق العبور و رفع الرسم الجمركي و تطبيق آلية المعالجة السريعة لمرور البضائع. و هي كلها تدارك للتأخر و السلبيات كما قال رئيس الجمهورية . الذي أضاف أن عمق الالتزام و الترسخ داخل القارة يعكسه الوفاء بالتعهد و الحرص على الدفاع عن مصالح القارة في كل المنابر فنهضة إفريقيا من نهضة الجزائر و العكس أيضا صحيح. سبعة أيام كانت كفيلة بجمع أكثر من 35 ألف زائر و مئات العارضين من أكثر من 140 بلاد أغلبهم من القارة السمراء تحلقوا حول نقاشات جادة امتدت من الصناعات الخفيفة و المؤسسات المتوسطة إلى الصناعات الثقيلة و من الحديث عن البنى التحتية إلى التوقيع على صفقات ضخمة بقيم مالية غير مسبوقة كان روادها شركات كبرى على غرار سوناطراك الجزائرية الرائدة في مجال المحروقات و الاستكشافات الكبرى ، ما أكد أنّ إفريقيا حقا جسر تواصل تنموي بامتياز و جامع لكل الضفاف.
ربع صفقات التجارة البينية يعود  إلى الجزائر...النسخة الرابعة المنصة التي وضعت إفريقيا على سكة التعاون