روتايو رئيسًا لحزب لم يعد يصنع الرؤساء في فرنسا

اعتلى وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، رئاسة حزب “الجمهوريون” اليميني، واضعا نصب عينيه التربع على عرش قصر الإيليزي، في الانتخابات الرئاسية لسنة 2027، غير أن هذا الحزب الذي صنع أكثر من رئيس في السابق، لم يعد اليوم قادرا على صناعة الرؤساء في فرنسا. وتزامن وصول هذا السياسي إلى رئاسة الحزب اليميني، مع أزمة سياسية ودبلوماسية […] The post روتايو رئيسًا لحزب لم يعد يصنع الرؤساء في فرنسا appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 19, 2025 - 20:46
 0
روتايو رئيسًا لحزب لم يعد يصنع الرؤساء في فرنسا

اعتلى وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، رئاسة حزب “الجمهوريون” اليميني، واضعا نصب عينيه التربع على عرش قصر الإيليزي، في الانتخابات الرئاسية لسنة 2027، غير أن هذا الحزب الذي صنع أكثر من رئيس في السابق، لم يعد اليوم قادرا على صناعة الرؤساء في فرنسا.
وتزامن وصول هذا السياسي إلى رئاسة الحزب اليميني، مع أزمة سياسية ودبلوماسية حادة مع الجزائر، وأصبح هذا الرجل في نظر الكثير من السياسيين المعتدلين في الجزائر وفرنسا، سبب تعميق حالة الانسداد التي تعاني منها العلاقات الجزائرية الفرنسية منذ الصائفة المنصرمة، والتي شهدت قرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تحريف موقف بلاده من القضية الصحراوية بالانحياز الصارخ للنظام المغربي.
وتحدث الكثير من المراقبين عن طموحات برونو روتايو السياسية وتداعياتها على العلاقات مع الجزائر، مشيرين هنا إلى احتمال أن يتقدم للترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية، غير أن هذا الاحتمال يبقى برأي المراقبين مستبعدا جدا، بالنظر لضعف حزبه الذي احتل المرتبة الرابعة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بواقع 46 مقعدا فقط في الجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة السفلى للبرلمان)، في الوقت الذي حقق فيه تيار اليسار أو ما يعرف بـ”الجبهة الوطنية الجديدة” 182 مقعد.
ويتكون التيار اليميني بشقيه التقليدي والمتطرف حاليا في فرنسا، من أربعة أحزاب، هي “التجمع الوطني”، سليل حزب الجبهة الوطنية المتطرفة، التي أنشأها جون ماري لوبان، ثالث أكبر الأحزاب السياسية استنادا إلى نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، وحزب “الجمهوريون”، وحزب “اتحاد اليمين من أجل الجمهورية”، الذي أسسه الرئيس المنشق عن حزب “الجمهوريون”، إيريك سيوتي، فضلا عن حزب صغير آخر وهو حزب الاسترداد (روكونكات)، الذي أسسه اليهودي المتطرف، إريك زمور.
وبالنسبة للدبلوماسي مصطفى زغلاش، فإن اعتلاء برونو روتايو سدة قصر الإيليزي، يبقى من الصعوبة بمكان، بالنظر إلى حالة التشرذم التي يعاني منها تيار اليمين واليمين المتطرف، فضلا عن تراجع حزب “الجمهوريون” في المشهد السياسي الفرنسي، جراء الانقسامات التي تعرض لها، والتي كان آخرها الصائفة المنصرمة، عندما قرر رئيسه السابق، الانشقاق والتحالف مع حزب “الجبهة الوطنية” المتطرفة.
وكان أول تصريح يصدر عن روتايو بعد إعلان فوزه برئاسة “الجمهوريون”، هو التأكيد على أن همه سينصب من أجل توحيد شتات التيار اليميني، غير أن التناقضات على الأرض تبدو أكبر بكثير مما يحلم به، وهو ما يجعل من هذه المهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة.
وقال زغلاش في تصريح لـ”الشروق”، حتى وإن “كان الوقت سابقا لأوانه، واحتمال خوض روتايو سباق الانتخابات الرئاسية وفوزه مزعج للجزائر ولمصالحها، إلا أنه من الصعوبة بمكان تحقيق ما يحلم به، لأن المشهد السياسي في فرنسا تغير كثيرا، وحزبه لم يعد ذو شأن كبير، كما كان في السابق”.
ومعلوم أن حزب “الجمهوريون”، الذي كان يحمل اسم “الاتحاد من أجل حركة شعبية” قبل أن يغير تسميته في سنة 2015، الذي يحمل القيم الديغولية التي لم يتبق منها إلا الإسم، أوصل العديد من الرؤساء إلى سدة قصر الإيليزي، من أمثال الجنرال دي غول، وجاك شيراك وآخرهم نيكولا ساركوزي، غير أن اليوم لم يعقد قادرا حتى على احتلال المرتبة الثانية أو الثالثة في الانتخابات التشريعية أو المحلية، وهو ما يؤكد صعوبة مهمة برونو روتايو، في الاعتماد على هذا الحزب لتحقيق ما يحلم به.
وتحدث الدبلوماسي السابق عن حتمية التحالفات في الفوز بمنصب الرئيس في فرنسا، كما أن وجود شخصيات يمينية لها طموح سياسي كبير مثل جوردان بارديلا رئيس حزب “التجمع الوطني”، بعد منع مارين لوبان من الترشح، من شأنه أن يعقد مهمة روتايو، الذي سيواجه في الجهة المقابلة تحالف اليسار الذي يكن له الكثير من العداء والخصومة.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post روتايو رئيسًا لحزب لم يعد يصنع الرؤساء في فرنسا appeared first on الشروق أونلاين.