مجيد براهمي، الشهيد الرمز لإضراب الطلبة في مايو 1956
بجاية ـ شكل استشهاد الطالب مجيد براهمي، أسابيع قليلة قبل الاضراب العام للطلبة في 19 مايو 1956، رمزا لانتفاضة الطلبة في الثانويات والجامعات في بجاية وخارجها ضد الاستعمار الفرنسي. وكان مجيد صاحب ال17 عاما، تلميذا في السنة الأخيرة بالمتوسطة المعاصرة لبجاية (ثانوية ابن سينا حاليا) عندما استشهد أسابيع قليلة قبل الاضراب العام للطلبة, تاركا أثرا عميقا في نفوس زملائه ليؤجج غضبهم وثورتهم ضد الاستعمار الفرنسي ويعزز إيمانهم بأن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحرير بلدهم. لقد استشهد الطالب الرمز حرقا على يد قوات الاستعمار في ليلة 26 الى 27 مارس 1956 خلال هجوم استهدف منزل عائلته وكل قرية بوبركة في منطقة توجة الواقعة على بعد 30 كلم شمال بجاية, وتسبب ذلك في إشعال فتيل ثورة الشباب التي استمرت دون انقطاع إلى أن استقلت الجزائر. كان مجيد يومها يقضي أيام عطلة الربيع في قريته عندما تعرضت هذه الأخيرة لهجوم من مفرزة من الجيش الاستعماري الذي هجمها بحثا عن مجاهدين يكونون قد اختبؤوا بها. وكانت قائمتهم تحتوي بالبنط العريض على اسم المجاهد دبوز أعراب من الولاية التاريخية الثالثة,وهو المقاتل الذي كان المستعمر يحسب له ألف حساب لأنه أذاقهم الأمرين. وبعد أن شعر الجنود بالإحباط لعدم تمكنهم من العثور عليه أو حتى الحصول على أي معلومات عنه, قرروا بأمر من قائدهم الضابط الذي كان يدعى سنسيك, إضرام النار في القرية. وفي مشهد مرعب, قتلوا زوجة أعراب, فاطمة دبوز, التي كانت حاملا ولم تكن قد بلغت العشرين من العمر, حرقا وهي حية بعد أن سكبوا عليها البنزين. ولقد استشهدت فاطمة دبوز بهذه الطريقة اللانسانية أمام عيني زوجها الذي ذهل من روع ما شهده من مخبأ قريب من مكان الجريمة المهولة. ولازال عبد القادر مدور الذي كان يبلغ من العمر عشر سنوات يوم الهجوم على القرية, يتذكر تفاصيل ذلك اليوم و قال أن ذلك كان "مرعبا على الاطلاق". فلقد شهد بأم عينيه كيف استشهد والده وابن عمه وخاله في وقت واحد على يد الاستعمار الذي أطلق عليهم النار بالرشاشات أثناء عودتهم من الحقول. كما شهد استشهاد حفيظ دبوز, شقيق أعراب, وابنته, اللذان أعدما بدافع نفس الكراهية. لقد سقط في ميدان الشرف يومها ما لا يقل عن 14 شخصا بنفس الطريقة الوحشية, إما رميا بالرصاص أو حرقا حتى الموت داخل منازلهم. كما حدث لعائلة براهمي التي فقدت, بالإضافة إلى مجيد, كلا من إبراهيم والده, وسعيد شقيقه, وشقيقتيه ملعز وصليحة, بعد ثلاث ساعات من عنف منقطع النظير وصفه عبد القادر مدور بـ"الجحيم", قائلا أنه لا يزال يعاني الى اليوم من آثار الصدمة التي تلقاها حينها. لقد خرج دبوز العربي من مخبئه وأطلق النار صوب صدر قائد المفرزة العسكرية الفرنسية التي هاجمت القرية في ظلام الليل. وقد أثار مقتله على الفور رد فعل الجيش الاستعماري الذي قام بعد ساعات قليلة من ذلك بتطويق المنطقة بأكملها وقصفها بكل انواع الأسلحة بما فيها قنابل النابالم. في نهاية العطلة, لم يعد الطلبة الذين أدمت قلوبهم هذه الجرائم, متحمسين لمواصلة دراستهم والتحقوا تلقائيا بالثورة المظفرة استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني, اقتناعا منهم بأن الشهادات التي سيحصلون عليها في نهاية الدراسة لن تجعل منهم جثثا أفضل.

بجاية ـ شكل استشهاد الطالب مجيد براهمي، أسابيع قليلة قبل الاضراب العام للطلبة في 19 مايو 1956، رمزا لانتفاضة الطلبة في الثانويات والجامعات في بجاية وخارجها ضد الاستعمار الفرنسي.
وكان مجيد صاحب ال17 عاما، تلميذا في السنة الأخيرة بالمتوسطة المعاصرة لبجاية (ثانوية ابن سينا حاليا) عندما استشهد أسابيع قليلة قبل الاضراب العام للطلبة, تاركا أثرا عميقا في نفوس زملائه ليؤجج غضبهم وثورتهم ضد الاستعمار الفرنسي ويعزز إيمانهم بأن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحرير بلدهم.
لقد استشهد الطالب الرمز حرقا على يد قوات الاستعمار في ليلة 26 الى 27 مارس 1956 خلال هجوم استهدف منزل عائلته وكل قرية بوبركة في منطقة توجة الواقعة على بعد 30 كلم شمال بجاية, وتسبب ذلك في إشعال فتيل ثورة الشباب التي استمرت دون انقطاع إلى أن استقلت الجزائر.
كان مجيد يومها يقضي أيام عطلة الربيع في قريته عندما تعرضت هذه الأخيرة لهجوم من مفرزة من الجيش الاستعماري الذي هجمها بحثا عن مجاهدين يكونون قد اختبؤوا بها.
وكانت قائمتهم تحتوي بالبنط العريض على اسم المجاهد دبوز أعراب من الولاية التاريخية الثالثة,وهو المقاتل الذي كان المستعمر يحسب له ألف حساب لأنه أذاقهم الأمرين.
وبعد أن شعر الجنود بالإحباط لعدم تمكنهم من العثور عليه أو حتى الحصول على أي معلومات عنه, قرروا بأمر من قائدهم الضابط الذي كان يدعى سنسيك, إضرام النار في القرية. وفي مشهد مرعب, قتلوا زوجة أعراب, فاطمة دبوز, التي كانت حاملا ولم تكن قد بلغت العشرين من العمر, حرقا وهي حية بعد أن سكبوا عليها البنزين.
ولقد استشهدت فاطمة دبوز بهذه الطريقة اللانسانية أمام عيني زوجها الذي ذهل من روع ما شهده من مخبأ قريب من مكان الجريمة المهولة.
ولازال عبد القادر مدور الذي كان يبلغ من العمر عشر سنوات يوم الهجوم على القرية, يتذكر تفاصيل ذلك اليوم و قال أن ذلك كان "مرعبا على الاطلاق". فلقد شهد بأم عينيه كيف استشهد والده وابن عمه وخاله في وقت واحد على يد الاستعمار الذي أطلق عليهم النار بالرشاشات أثناء عودتهم من الحقول. كما شهد استشهاد حفيظ دبوز, شقيق أعراب, وابنته, اللذان أعدما بدافع نفس الكراهية.
لقد سقط في ميدان الشرف يومها ما لا يقل عن 14 شخصا بنفس الطريقة الوحشية, إما رميا بالرصاص أو حرقا حتى الموت داخل منازلهم. كما حدث لعائلة براهمي التي فقدت, بالإضافة إلى مجيد, كلا من إبراهيم والده, وسعيد شقيقه, وشقيقتيه ملعز وصليحة, بعد ثلاث ساعات من عنف منقطع النظير وصفه عبد القادر مدور بـ"الجحيم", قائلا أنه لا يزال يعاني الى اليوم من آثار الصدمة التي تلقاها حينها.
لقد خرج دبوز العربي من مخبئه وأطلق النار صوب صدر قائد المفرزة العسكرية الفرنسية التي هاجمت القرية في ظلام الليل. وقد أثار مقتله على الفور رد فعل الجيش الاستعماري الذي قام بعد ساعات قليلة من ذلك بتطويق المنطقة بأكملها وقصفها بكل انواع الأسلحة بما فيها قنابل النابالم.
في نهاية العطلة, لم يعد الطلبة الذين أدمت قلوبهم هذه الجرائم, متحمسين لمواصلة دراستهم والتحقوا تلقائيا بالثورة المظفرة استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني, اقتناعا منهم بأن الشهادات التي سيحصلون عليها في نهاية الدراسة لن تجعل منهم جثثا أفضل.