تحرّك حكومي لفرض قطع الغيار الجزائرية

مشاركة 70 متعاملا وعقد لقاءات ثنائية وزيارة ميدانية لمصنع طفراوي
اتفاقيات جديدة وجدول موحّد للإدماج لأجل دفع عجلة التصنيع الوطني

في محاولة لترسيخ صناعة سيارات حقيقية في الجزائر، بعيدة عن نماذج “النفخ في العجلات” التي طبعت مرحلة النظام السابق، تسعى السلطات العمومية، وعلى رأسها وزارة الصناعة، إلى رفع نسبة الإدماج بشكل تدريجي ومدروس، وفق مقاربة تعتمد على الإنتاج الفعلي والتصنيع الحقيقي لمكوّنات السيارات داخل الوطن.
وفي هذا الإطار، تفرض الحكومة توقيع اتفاقيات تموين بين المصنعين المحليين لقطع الغيار ومصنّعي السيارات، وعلى رأسهم “ستيلانتيس”، في انتظار الانتهاء من إعداد جدول دقيق لكيفية حساب نسبة الإدماج، تشرف عليه لجنة مختصة أنشئت لهذا الغرض.
وضمن هذه الرؤية، تنعقد بداية من الثلاثاء  فعاليات “أيام ستيلانتيس” بوهران، حيث ستشهد مشاركة واسعة لمستثمرين محليين وأجانب “70 متعاملا”، وتوقيع عقود جديدة تهدف إلى تعزيز شبكة المناولة ودفع عجلة التصنيع الوطني.
وفي السياق، تنعقد بداية من هذا الثلاثاء 20 ماي بولاية وهران، فعاليات ملتقى موردي شركة “ستيلانتيس” العالمية لصناعة السيارات، حيث سيمتد على مدار يومين إلى غاية الأربعاء 21 ماي 2025، بمشاركة واسعة من المستثمرين والخبراء في قطاع تصنيع السيارات والمناولة، تحت شعار التعاون والشراكة من أجل بناء صناعة قوية ومستدامة في الجزائر ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وستشهد هذه الأيام توقيع عدد من عقود التموين الجديدة بين الشركة وشركائها، وذلك بتوصية من السلطات الجزائرية، وعلى رأسها وزارة الصناعة، في سياق تعزيز نسبة الإدماج ورفع قدرات الإنتاج المحلي، التزامًا بما ينص عليه دفتر الشروط المنظم لنشاط تصنيع السيارات.
وحسب مصادر “الشروق”، فإن هذه الأيام الصناعية ستشهد حضور نحو 70 مستثمرا في مجال قطع الغيار، من بينهم 39 شركة أجنبية متخصصة في أنظمة العادم (نقل الغازات الناتجة عن احتراق الوقود)، ميكانيكا السيارات، سجاد المركبات وقطع أخرى، إلى جانب شركات جزائرية تبحث عن فرص شراكة وتوطين صناعي جديد.
وتندرج هذه الفعالية في إطار التظاهرات السنوية التي تنظمها “ستيلانتيس” لتعزيز التعاون بين المصنع والمناولين، والاتفاق على خطة العمل، وعقد لقاءات ثنائية “B2B” تهدف إلى تحديد موردين جدد وشركاء في مجال المناولة.
ويتضمن البرنامج، حسب الدعوة الرسمية التي تلقتها المؤسسات المشاركة، عدة محطات، أبرزها جلسات مائدة مستديرة، وجلسات عامة لعرض الرؤية الاستراتيجية للشركة، بالإضافة إلى زيارة ميدانية لمصنع طفراوي بوهران، حيث سيتم تنظيم جولة تفصيلية للاطلاع على سلسلة التصنيع ومجالات التعاون الممكنة مع المناولين المحليين والأجانب.
وسيتم، بالموازاة مع الملتقى، توقيع اتفاقيات تعاون جديدة مع مناولين جدد، ما يعكس توجه “ستيلانتيس” نحو رفع نسبة الإدماج المحلي وتوطين أكبر عدد ممكن من سلاسل التوريد داخل الجزائر، في إطار مخطط استثماري واسع يمتد إلى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويأتي هذا التوجه في سياق الالتزام الصارم بما ينص عليه دفتر الشروط الجديد المنظم لنشاط تصنيع المركبات، والذي يفرض تحقيق نسب إدماج تدريجية ابتداء من السنة الأولى، ويشجع على بناء شبكة وطنية من المناولين والموردين المحليين، بما يضمن استقلالية حقيقية للصناعة الوطنية وتخفيض فاتورة الاستيراد على المدى المتوسط والبعيد.
وفي ذات السياق، علمت “الشروق” أن وزير الصناعة سيحل ضيف شرف على فعاليات اليوم الثاني من الملتقى، حيث سيُشرف على الجلسة الختامية رفقة الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى “ستيلانتيس”، بحضور جميع المدعوين وممثلي الشركات المشاركة.
وتزامنا مع هذه الفعالية، احتضنت وزارة الصناعة السبت الماضي اجتماعا تقنيا خصص لملف تصنيع السيارات، حيث تضمن جدول الأعمال حساب نسبة الإدماج في السيارات المركبة محليا، وإنشاء لجنة لتقويم العملية، ومعالجة سبعة ملفات أساسية، من بينها إعداد بطاقية وطنية للمناولين، ورسم خارطة طريق لإنتاج السيارات، إلى جانب تحديد المعايير والتقنيات المعتمدة في التصنيع وصياغة جدول إدماج موحد يراعي قدرات السوق المحلية والتزامات المتعاملين.
ويُنتظر أن يشكل ملتقى “ستيلانتيس” بوهران محطة هامة في مسار الاندماج في خطة إعادة بعث صناعة السيارات بالجزائر، حيث تراهن الحكومة على استقطاب الشركاء الجادين، ورفع نسبة الإدماج المحلي، بما ينسجم مع مضامين مرسوم تصنيع السيارات الجديد، وتوجهات الدولة في تعزيز التصنيع وتقليص فاتورة الاستيراد.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post تحرّك حكومي لفرض قطع الغيار الجزائرية appeared first on الشروق أونلاين.