سيغولين روايال تحذر من نتائج خطيرة لسياسة وزير الداخلية

بينما شرع وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، في وضع استراتيجيته الموسومة بـ”العنصرية” بسبب استهدافها لجالية ذات خلفية دينية واحدة وهي الإسلام، تتعالى الأصوات السياسية والأكاديمية محذرة من ترك المجال واسعا أمامه كي يعبث باستقرار وانسجام المجتمع الفرنسي الهش، بسبب تعدد أعراقه ودياناته وتضارب إيديولوجياته. وفي هذا السياق، حذرت الوزيرة والمرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية الفرنسية لسنة […] The post سيغولين روايال تحذر من نتائج خطيرة لسياسة وزير الداخلية appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 26, 2025 - 20:05
 0
سيغولين روايال تحذر من نتائج خطيرة لسياسة وزير الداخلية

بينما شرع وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، في وضع استراتيجيته الموسومة بـ”العنصرية” بسبب استهدافها لجالية ذات خلفية دينية واحدة وهي الإسلام، تتعالى الأصوات السياسية والأكاديمية محذرة من ترك المجال واسعا أمامه كي يعبث باستقرار وانسجام المجتمع الفرنسي الهش، بسبب تعدد أعراقه ودياناته وتضارب إيديولوجياته.
وفي هذا السياق، حذرت الوزيرة والمرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية الفرنسية لسنة 2007، سيغولين روايال، من مخاطر استهداف الجالية المسلمة بمشاريع سياسية تفتقد إلى الإجماع في فرنسا، ونبهت إلى أن اتخاذ مهاجمة الإسلام ومن يدينون به، كمشروع سياسي، أمر ينطوي على الكثير من الخطورة على الانسجام المجتمعي.
ووصفت السياسية اليسارية التي مثلت الحزب الاشتراكي وواجهت الرئيس الأسبق، نيكولا ساركوزي، ما يحدث في المشهد السياسي الفرنسي بـ”الكوميديا”، وذلك بينما كانت تعلق على التقرير الذي أعدته وزارة الداخلية الفرنسية حول “الإخوان المسلمون” أو ما يصطلح عليه “التسلل الإسلامي”، في برنامج حواري لقناة “بي آف آم تي في”.
وقالت سيغولين روايال: “لا نحتاج إلى تقرير واجتماع لثلاثة وزراء.. هذه كوميديا”، علما أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، كان قد جمع الأربعاء المنصرم الوزير الأول، فرانسوا بايرو، وزراء السيادة، الداخلية بقيادة برونو روتايو، والخارجية التي يقودها جون نويل بارو، والعدل بقيادة جيرالد موسى دارمانان، وخصص هذا الاجتماع لبحث التقرير حول ما يصفونه بـ”التسلل الإسلامي”، والذي سبق لمصالح برونو روتايو أن سربته لأغراض سياسيوية محضة.
وبموازاة ذلك، ترأس وزير الداخلية الذي أصبح، مؤخرا، رئيسا لحزب “الجمهوريون” اليميني، الاثنين 26 ماي 2025، اجتماعا في نانتير خصص لمكافحة “جماعة الإخوان المسلمين”، حيث وعد “بجعل الدولة أكثر فعالية في حربها ضد الإسلام السياسي”، وذلك تحسبا لإعداد تقرير مفصل قبل تسليمه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحلول بداية شهر جويلية المقبل.
ويدعو برونو روتايو إلى إنشاء منظمة هرمية، مدعمة بالاستخبارات الإقليمية، لتحديد “النظم البيئية الإسلامية” المكونة من الجمعيات أو الشركات أو الأعمال التجارية. كما يقترح أيضًا توسيع نطاق أسباب حل الجمعيات، وهو الإجراء الذي يعتبره فعالاً على الرغم من الانتقادات التي تلاحقه من قبل الكثير من الوجوه السياسية والخبراء في الإسلام في فرنسا.
وقد ردت سيغولين روايال على برونو روتايو، متهمة إياه بالتخلي عن المسؤوليات التي تقع على عاتقه والانخراط في مشاريع سياسية لا تخدم إلا مصالحه الشخصية، وشددت في حوارها للقناة التلفزيونية على أن “المسؤولية السياسية هي حل المشاكل وليس تجنين الشباب واتهام جالية بعينها”، على حد تعبيرها.
وحذرت المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية من مخاطر الاستمرار في استهداف الجالية المسلمة، الأمر الذي شجع بعض المتطرفين من اليمين، على مهاجمة النساء والنساء المسنات: “هناك من أصبح يتجرأ على نزع الخمار في الشارع من على رأس النساء بمن فيهن المتقدمات في السن.. انظروا أين وصلنا!”.
ويستهدف الزعيم الجديد لليمين الفرنسي (وزير الداخلية) تعزيز تدابير تشدد الخناق على ما يصفه “التسلل الإسلامي”، وهو نظام خلايا مكافحة الإسلام المتطرف (CLIR)، وهي التدابير التي توجد في جميع الإدارات، وتضم ممثلين من مختلف الخدمات الحكومية، من وزارة التعليم إلى الصحة، وتهدف إلى “معالجة النظم البيئية الإسلامية”، أما الهدف فهو إجراء “تشخيص للظاهرة الإسلاموية” في الإدارة، و”تجميع” المعلومات للتعامل معها.
ويريد برونو روتايو أن يذهب إلى أبعد من ذلك من خلال نشر قوات التدخل السريع المعززة في الأقسام الأكثر تضررا من “التسلل الإسلامي”. ويهدف هذا الإجراء إلى تعزيز الرقابة الميدانية بشكل أكبر، على سبيل المثال في الأندية الرياضية أو الجمعيات الثقافية ومؤسسات التربية.
وتعتبر الوزيرة السابقة والقيادية في الحزب الاشتراكي، أن ما يقوم به وزير الداخلية ومن يدعمه في توجهه هذا، عبثا، لأن “الفتيات لم يضعن الخمار وهو غير موجود في المدارس”، غير أنها بالمقابل، شددت على “أن الأمهات اللواتي يأتين لمرافقة أبنائهن من وإلى المدارس يمكنهن وضع الخمار”.
كما حذرت سيغولين روايال من نتائج عكسية للسياسة العنصرية التي تستهدف الجالية المسلمة: “دعونا نتذكر جميعًا أن هذا هو ما أسس لمعاداة السامية بسبب القمع الرهيب بين الحربين (العالميتين الأولى والثانية)، كانت نفس الكلمات، وكانت نفس الطريقة في فعل الأشياء، وكانت نفس النتائج أيضا”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post سيغولين روايال تحذر من نتائج خطيرة لسياسة وزير الداخلية appeared first on الشروق أونلاين.