علوم ومسلمات عصر النهضة الإيديولوجيا وسحر الرياضيات

د.خميس بن عاشور */ في كثير من الأحيان تتجاوز الفرضيات الخطوة الأساسية في المنهج العلمي وهي التجربة واستخلاص القوانين، وغالبا ما يقع هذا التجاوز بسبب النتائج السلبية المتكررة داخل المجالات المخبرية المفتوحة أو المغلقة أو بسبب المحاولات الجادة للتفنيد والدحض التي تتعرض لها باستمرار منذ نشأتها، وعلى الرغم من تلك التحديات فقد تصبح بعض الفرضيات …

يوليو 28, 2025 - 19:10
 0
علوم ومسلمات عصر النهضة الإيديولوجيا وسحر الرياضيات

د.خميس بن عاشور */

في كثير من الأحيان تتجاوز الفرضيات الخطوة الأساسية في المنهج العلمي وهي التجربة واستخلاص القوانين، وغالبا ما يقع هذا التجاوز بسبب النتائج السلبية المتكررة داخل المجالات المخبرية المفتوحة أو المغلقة أو بسبب المحاولات الجادة للتفنيد والدحض التي تتعرض لها باستمرار منذ نشأتها، وعلى الرغم من تلك التحديات فقد تصبح بعض الفرضيات أو النظريات أكثر إشعاعا وجاذبية للمنطق التعليمي الجماهيري المخدوع بعِلميتها الزائفة والمغلفة بأوصاف رياضية صورية لا تهتم بصحة المعطيات أو خطئها ولكن فقط لأنها تحقق أهدافا لبعض الإيديولوجيا الواسعة الانتشار وذات التأثير الكبير على سلوك ومعتقدات الأفراد والمجتمعات -غير الإسلامية خاصة – من مثل نظرية التطور أو بعبارة أدق الفكر التطوري أو من مثل ما يمكن تسميته بالعِلمانوية (نسبة للعلم الزائف المؤدلج). الذي يركز على الأهداف أيا كانت ولا يفرق بين النظرية العلمية والقانون الطبيعي أو فلسفة العلم.
منذ حوالي خمسة قرون بدأ ت إرهاصات ما يسمى بعصر النهضة الأوروبية وذلك بعد السقوط المدوي للقسطنطينية سنة 1453م عاصمة المسيحيين الشرقية في أيدي المسلمين وما نتج عنه من هجرة عدد كبير من العلماء والأدباء والفنانين إلى إيطاليا خاصةً حيث بدأت بواكير نهضة علمية حضارية شاملة.
في سنة 1492م استرجع الأوروبيون شيئا من هيبتهم بسقوط الأندلس عاصمة الحضارة في الغرب الإسلامي حيث امتزج الدين بالعلم في تناسق وتكامل وانسجام على العكس مما تميزت به الحضارة الغربية الحديثة منذ نشأتها من صراع بين الدين والعلم وبين الدين والعقل، ومما لا شك فيه فقد تأثرت أوروبا بالثقافة العربية وبالتراث الإسلامي، حيث انتقلت هذه الثقافة إلى العالم الغربي، عبر بلاد الأندلس وجزيرة صقلية (جنوب إيطاليا)، وأيضاً عبر الحروب الصليبية التي استهدفت بلاد المشرق وخاصة فلسطين والشام.
لعب المستعربون دوراً مهماً في نقل الحضارة الإسلامية إلى العالم الغربي، والمستعربون هم فئة من المسيحيين واليهود من أطياف الشعب الأندلسي تشبهوا بطباع المسلمين من حيث اللغة والعادات والأخلاق مع الاحتفاظ بديانتهم.
كان الجو العام الذي صاحب النهضة الأوروبية متميزا بتلك الخصومة والجدال بين الدين والعقل العلمي ومما ساهم في ذلك انحراف وفساد رجال الكنيسة الفكري والأخلاقي وسيطرتهم على عقول العامة ومنافستهم للأمراء والملوك في حياة البذخ وأكل أموال الناس بالباطل، وكان ذلك من أسباب ظهور حركات الإصلاح الديني التي نشأ على إثرها مذهب مسيحي جديد هو البروتستانتية، بالإضافة إلى مذاهب راديكالية أخرى مثل حركة جون كالفن [الكالفينية] التي كانت رد فعل لذلك الفساد من ظهور الانحلال الخلقي والسحر والشعوذة وغيرها من الآفات الاجتماعية داخل المجتمع، في ذات الوقت الذي بدأ يعج بالفلاسفة والعلماء والعباقرة الذين ظهرت بفضلهم كبرى الاختراعات والنظريات العلمية والفلسفات الاجتماعية..
لم تكن إرادة أغلب هؤلاء العلماء والفلاسفة إظهار التنافر والمعاداة مع الدين ولكن كان الاتجاه الغالب هو محاولات التوفيق بين العقل واللاهوت المسيحي اليهودي مثلما كان شأن رينيه ديكارت فمعه اعتمدت أوربا على العقل مطلقا حتى في مسائل الإيمان وهو أمر كان جيدا، وأما إسحاق نيوتن فقد تفرغ في أواخر حياته للدراسات اللاهوتية التي قادته إلى رفض التثليث والإيمان بإله واحد ..وربما شذ باروخ سبينوزا ببعض الآراء وأهمها، فصل العقل عن الإيمان وأن لكل منهما مجاله فالعقل والفلسفة مجالهما الحقيقة، والإيمان مجاله الطاعة والتقوى ومع ذلك فالدين ضروري لقيادة وسياسة العامة لأنه يخاطب مشاعرهم وعواطفهم أكثر مما يخاطب عقولهم.1
كما تميز سبينوزا بنقده للتوراة في جرأة غير معهودة لولا أن الغربيين تعلموا ذلك من المسلمين في الأندلس وما ذكره سبينوزا في نقده نجده مفصلا في كتاب الفصل لابن حزم وهو دليل على اقتباسه لذلك بطريقة غير مباشرة، ربما عن طريق الحاخام ابن عزرا الغرناطي الذي كان يجيد اللغة العربية أيضا.
كانت الاتجاهات الأولى التي صاحبت عصر النهضة على الرغم من ذلك الصراع الخفي أو المعلن بين الدين والعلم اتجاهات توفيقية غالبا – كما سبق- سواء عن قناعة أو خوفا من سطوة محاكم التفتيش التي حاكمت أحد أهم علماء عصر النهضة وهو غاليليو غاليلي رغم صداقته لعدد من رجال الدين الذين كان لهم الفضل في تخفيف الحكم عليه بسبب ما اعتبر انحرافا وهرطقة بعد تأييده لآراء كوبرنيكوس حول مركزية الشمس.
غير أن الإلحاد ومعاداة الدين والتدين كان له وجود أيضا منذ البداية لا سيما بعد أن تكونت الدول الوطنية في أوربا وبدأ الانفصال التدريجي عن نفوذ رجال الكنيسة وصار الملوك والأمراء يقدمون الحوافز للفلاسفة والأدباء والعلماء والمستكشفين حيث صارت المسلمات السائدة محل نقاش ونقد وتفنيد في أهم المجالات المعرفية وخاصة العلمية منها والدينية أيضا.
كان لظهور المذهب الطبيعي أيضا في مجالي العلوم والفلسفة أثر كبير في إرساء قاعدة الإيمان المطلق بالعلم المادي، والمقصود به أن الطبيعة هي الوجود كله، وأن لا وجود إلا للطبيعة، أي للحقيقة الواقعية المؤلفة من الظواهر المادية المرتبطة بعضها ببعض على النحو الذي نشاهده في عالم الحس والتجربة، ومعنى ذلك أن المذهب الطبيعي يفسر جميع ظواهر الوجود بإرجاعها إلى الطبيعة، ويستبعد كل مؤثر يجاوز حدودها أو يفارقها. 2
استغلت الإيديولوجيا – خاصة الإلحادية منها – مثل هذه المفاهيم بسبب عدم التفريق بين العلم التجريبي والمذهب الطبيعي (Naturalism)، بادعاء أنه أمر لازم للعلم التجريبي، أو أنه لا يمكن أن يتقبّل الإنسان الفكر العلمي إلا بتقبّل المذهب الطبيعي، أو أن الفلسفة الطبيعية هي الفلسفة الوحيدة الملائمة للمنهج العلمي، وبالتالي فإن العلم يبطل كل ما هو ميتافيزيقي غيبي ومن ذلك المعتقدات الدينية.
هناك بعض التطبيقات ربما من شأنها توضيح ما سبق من مقدمات نظرية وتتمثل في معرفة الجهود العملية المتعلقة بتلك العلوم والاكتشافات الثورية ودراستها الوصفية التحليلية التي من شأنها المساعدة على الفصل بين الزائف منها وبين ما تحول إلى إيديولوجيا دعائية مضادة للإيمان وللعقائد الدينية تلحفت بلباس الصيغ والأوصاف الرياضية البحتة، ثم الادعاء بأن الرياضيات لا تخطئ والتلبيس بذلك على الجم الغفير الذين اعتبروا تلقي المعارف العلمية مسلمات مطلقة لا تقبل نقدا ولا تفنيدا مما يتصادم مع المنهج العلمي نفسه الذي لا يغفل تأثير المعطيات المحتملة السابقة والمستجدة مهما كانت درجة قوتها أو ضعفها، فالمنهج العلمي أهم من النظريات وأهم من القوانين العلمية ذاتها لأن مبدأ نسبية العقل البشري يجعل هذه القوانين نسبية أيضا وقابلة للمراجعة أو التعديل وربما النقض إذا تبين أنها بنيت على معطيات لا تصح.
كانت الرياضيات وعلم الفلك والفيزياء والعلوم الكونية عامة مرتعا خصبا ومجالا واسعا للدراسات والبحوث والتجارب العلمية للعلماء، كانت تلك العلوم متناغمة مع الفلسفة أيضا، وكمثال على ذلك كتاب: الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية لإسحاق نيوتن الذي بلغ حد الغلو فيه إلى درجة اعتباره أعظم كتاب ألفه بشر على الإطلاق مع العلم أن نيوتن نفسه كان متواضعا ومعترفا بفضل من سبقه وأنه إنما وقف على أكتافهم كما قال، ويقصد كوبرنيكوس وجاليليو ويوهانس كبلر وغيرهم.3
هناك مواضيع فرضت نفسها في تلك الفترة دون غيرها بسبب الجو العام للصراع العقلاني بين العلماء والفلاسفة من جهة وبين رجال الدين وأعضاء الكنيسة المتمسكين بدوغمائيات الكتاب المقدس من جهة أخرى، وكان بعض الحكام من الأمراء والملوك يتعاطفون في كثير من الأحيان مع العلماء ولكن من دون إغضاب رجال الدين ذوي النفوذ المعنوي الكبير على الجماهير الذي يثير مخاوفهم.
في هذا الزمن من عمر الحضارة الغربية السائدة إلى اليوم، كانت الظروف مواتية لتكوين المسلمات الصحيحة والخاطئة أيضا والتي ستدوم لأجيال قادمة في غياب العقل الناقد العلمي وسيطرة الدوغمائيات العلمية والتضليل الإيديولوجي على حساب العلوم البحتة -إلا قليلا-، مسلمات طالت جميع الميادين الكبرى، العلمية والاجتماعية والسياسية حيث بدأت الحقائق التجريبية تتأرجح بين العلوم والدعاية والغلو في العلماء ومؤلفاتهم ونظرياتهم، ومن أهم النماذج التي تجتمع فيها تلك التجاذبات بين العقل والعلم من جهة وبين مسلمات الكتاب المقدس من جهة أخرى نموذج مركزية الأرض والمسلمات الجديدة والثورية المعاكسة له وهي نظام مركزية الشمس.
منذ حوالي خمسة قرون بدأت حكاية النظام الشمسي مع أشهر علماء الفلك والفيزياء والرياضيات وعلى رأسهم كوبرنيكوس وجاليليو ثم يوهان كيبلر ثم إسحاق نيوتن ثم ألبرت أينشتين في العصر الحديث الذي اعتبر الجاذبية انحناءً في الزمكان وليست قوة كما هي في قانون الجذب العام لنيوتن، سلسلة متواصلة من الإنجازات العلمية والإخفاقات أيضا والتي كثيرا ما نشأت من وضع الحسابات الرياضية للفرضيات باستعمال مسطرة وقلم وبعض التيليسكوبات البدائية لمراقبة السماء بنجومها وأبراجها -مثلما فعل جاليليو- من أجل البحث عن حلول لإشكاليات موجودة على سطح الأرض.
ومنذ خمسة قرون أيضا تغيرت كثير من الحسابات والقوانين والأوصاف الرياضية التي صيغت من الفرضيات مباشرة باستثناء -ربما- بعض المحاولات التجريبية ذات المصداقية المتواضعة، ولكن النظام الشمسي ظل على حاله بالرغم من التطور المذهل للتكنولوجيا عامة وتكنولوجيا الرصد بصفة خاصة، والتي جعلت النظام الشمسي برمته محلا للتشكيك والدحض لكثير من مسلماته بسبب ذلك.
كان الحماس على أشده بين علماء الفلك والفيزياء والرياضيات من أجل دحض فكرة مركزية الأرض بينما وقف رجال الدين موقف المدافع ولكن في الغالب باستعمال سلاح الاتهام بالهرطقة وإصدار الأحكام الرادعة من سجن ومنع من ممارسة الحقوق وإقامة جبرية وغيرها، فيما كان سلاح رواد العلم والعقلانية هو الاستكشاف والتجارب ولغة الرياضيات والمنطق بما فيه الصوري.
لم يكن البحث العلمي بريئا في معظم الأحيان من ظاهرة الغلو في العلم حيث نجد ذلك حاضرا عند بعض العلماء أحيانا أو من المعجبين بهم من التلاميذ الأوفياء أو ممن لهم مآرب أخرى من الأوساط الفكرية والإعلامية وحتى السياسية أيضا من التي لا تتورع اليوم حتى من حجب المواقع التي تمجد المخالفين وتعترف بفضلهم وذلك بسبب تغليب المصالح المذهبية والتوجهات الانتهازية 4، فهذا يوهانس كبلر وهو أحد أعمدة الفيزياء الفلكية استعان بالخيال العلمي في روايته: الحلم، الذي لقب بسببه بـ : أبي الخيال العلمي، الخيال الذي جعله يتصور نظام المجموعة الشمسية كما هو معروف إلى يوم الناس هذا، كما ألف كتاب : السر المقدس للكون ، والذي تعتبر بعض الدوائر العلمية المؤدلجة أنه غيَّر النظام الكوني للأبد بمعنى أن ما فيه لايُنسخ! في مخالفة صريحة لحقيقة التطور العلمي ونسبية العقل، وعلى الرغم من مرور أكثر من أربعة قرون فلا يزال قانون كبلر الثالث يُدرس في الجامعات كما هو مع بعض التعديلات التي قام بها نيوتن، ومضمون هذا القانون يقول: مربع زمن دوران الكوكب حول الشمس يتناسب طرديًا مع مكعب نصف المحور الأكبر لمداره، وصيغته الرياضية هي: T²∝ a³  عدَّل نيوتن قوانين كبلر لدوران جسم حول جسم آخر ليصبح قانون كبلر الثالث بهذه الصيغة:
وبتعويض القيم والمعطيات الحسابية على هذا القانون فإنه صار بالإمكان رياضيا حساب دوران أي جسم حول جسم آخر مهما كان سواء تعلق الأمر بأقمار المشتري أو بالأرض مع الشمس أو بالأقمار الصناعية حول الأرض في منظومة متناغمة تخيلها كبلر ثم طورها نيوتن ولم يستطع العلم – حسب الزعم السائد – أن يجد بديلا عن هذه القوانين المقدسة إلى اليوم !

..وأما إسحاق نيوتن فلا تُذكر الجاذبية إلا مقرونة باسمه وهي أعظم إنجازاته إضافة إلى قوانينه الثلاثة الشهيرة ، وقد وضع للجاذبية قانونا عاما كونيا يطبق على المكونات الأرضية مثلما يطبق على الأجرام والكواكب السماوية، ومضمونه : توجد قوة تجاذب بين أي جسمين في الكون، تتناسب طرديًا مع حاصل ضرب كتلتيهما، وعكسيًا مع مربع المسافة بين مركزيهما، وصيغته الرياضية هي:

وبعد تطوير واكتشاف ثابت الجاذبية G توصل العلماء إلى معرفة وقياس كتلة الشمس وكتلة الأرض وكتلة أي جسم أرضيا كان أم كونيا وبالكيلوغرام أيضا!، وتمت المعرفة النظرية بأبعاد المسافات بين الأجسام والكواكب وكان ذلك ضروريا ولو صوريا لتستقيم الحسابات ، ولأن تعويض تلك القيم يساهم في تطبيق هذا القانون الذي يحكم العالم، والذي يعطي نتائج مبهرة في سحر رياضي منطقي صوري متين صَعُب الفكاك منه على كثير من العقلاء من العلماء وطلبة العلم فضلا عن الجماهير المندهشة، فالرياضيات لا تخطئ .. على الرغم من أنها لا تهتم بصحة المعطيات أو خطئها حيث تصل إلى النتيجة وفق خوارزمية القانون أو المعادلة أو أية صيغة أو وصف رياضي آخر، فعلى سبيل المثال، لو طُلب من التلميذ في المدرسة أن يجد الزمن الذي تحتاجه سيارة تسير بسرعة الضوء لقطع مسافة 100 ألف كلم فإنه مباشرة يطبق القانون: الزمن= المسافة/السرعة، وباعتبار السرعة معلومة والمسافة معلومة فتكون النتيجة: 0,33 ثانية والنتيجة صحيحة والعلامة كاملة للتلميذ، مع أن الواقع ينفي وجود مثل هذه السيارة أصلا !
إن التطور العلمي الذي تزامن مع بدايات عصر النهضة الأوروبية صاحبته جهود موازية تمثلت في تيارات الغلو في العلماء ومؤلفاتهم ونظرياتهم وقوانينهم لا لشيء إلا لاعتبار ذلك أحسن وسيلة لمواجهة دوغمائيات الكتاب المقدس وفساد رجال الدين وتسلطهم على الدولة والمجتمع،كان المنهج العلمي ضحية لتلك التيارات بسبب التعارض المصلحي الإيديولوجي وخاصة مع نشأة الدول الوطنية اللادينية حيث صارت العقلانية ليست إشكالية تتعلق بالأديان فحسب ولكن أيضا بتلك الأوصاف الرياضية الكونية التي صعب على العقل تنزيلها على الواقع.
إن تطبيق لغة الرياضيات على المشاهدة المباشرة الحسية يجنبنا الوقوع في متاهات العلوم الزائفة التي تستخدم الرياضيات لهندسة تصورات ذهنية لا وجود لها، وعلى جامعاتنا إعادة الاعتبار للبحوث الاعتيادية المقررة لطلبة العلوم عن طريق تكليفهم بإعادة التجارب الكبرى والتجارب التي تقتضيها كثير من المواضيع حديثة الطرح في الأوساط الأكاديمية والإعلامية أيضا والقيام بها بأنفسهم لتكوين ملكتهم النقدية وتجنيبهم مساوئ التلقين والتقليد للخروج من صندوق المسلمات الخاطئة، ومساعدة مجتمعاتنا بذلك للتخلص من ترسبات معارف الغرب الإنسانية وعلومه الزائفة التي وضعناها في قلوبنا بدل وضعها في أيدينا وتلك معركة قادمة، والله الموفق.

الهوامش
1 – رسالة في اللاهوت والسياسة. ترجمة د. حسن حنفي. نقلا عن: https://ar.wikipedia.org/wiki باروخ سبينوزا
2- – https://ontology.birzeit.edu/term المذهب الطبيعي. 01/10/2020م
3 – من المفيد هنا التذكير بالإشارة الواضحة لفخر الدين الرازي في تفسيره الكبير لقوانين نيوتن الثلاثة قبله بعدة قرون، والفرق هو أن نيوتن صاغها رياضيا في شكل قوانين فيزيائية. انظر: مقالي: سبق علماء المسلمين في العلم والإيمان فخر الدين الرازي نموذجا. جريدة البصائر.عدد:1074_ سنة :2021م
4 – كان تايكو براهي عالما كبيرا في زمانه (1546 1601-) وأستاذا لكبلر ومشرفه على رسالة الدكتوراه وكان يقول بعدم دوران الأرض على الشمس وعندما نبحث عن ترجمته فغالبا ما نجد التركيز فقط على بعض شؤونه الخاصة مثل مبارزته لتحدي أحد الخصوم الذي قطع له أنفه ثم استعاض عن ذلك بأنف من نحاس وبرونز مع إغفال أهم شيء عنده وهو إنكار دوران الأرض حول الشمس..

benashur@gmail.com