ماذا يحدث في سوريا؟
أ د. عمار طالبي/ ما يزال إرهاب الصهاينة يصب عدوانه على سوريا، يقصف وزارة الدفاع وقاعدة الأركان بدمشق ذاتها، منتهكين كل القوانين والمواثيق الدولية. واتخذ هؤلاء المجرمون طائفة الدروز زاعمين أنهم يدافعون عنها، لإشعال الفتنة بين فئات الشعب السوري، خديعة ومكرا، وخانت جماعة من الدروز شعبها، وانضمت إلى المجرمين المحتلين الصهاينة، خانوا إخوانهم الدروز في …

أ د. عمار طالبي/
ما يزال إرهاب الصهاينة يصب عدوانه على سوريا، يقصف وزارة الدفاع وقاعدة الأركان بدمشق ذاتها، منتهكين كل القوانين والمواثيق الدولية.
واتخذ هؤلاء المجرمون طائفة الدروز زاعمين أنهم يدافعون عنها، لإشعال الفتنة بين فئات الشعب السوري، خديعة ومكرا، وخانت جماعة من الدروز شعبها، وانضمت إلى المجرمين المحتلين الصهاينة، خانوا إخوانهم الدروز في سوريا، ولبنان، وخانوا الرجال العظام كجنبلاط، وشكيب أرسلان المصلح الكبير، والزعيم الإسلامي المتميز، فاستحقوا اللعنة والخزي في الدنيا والآخرة، وانضموا إلى اليهود فأصبحوا من المغضوب عليهم من الله ومن الشعب السوري، وما تزال بعض الفرق تدعو إلى الانفصال وإلى الاصطفاف مع العدو الغادر، واتخذ بعضهم دعوى أنه من شيوخهم العقلاء، وما هو بعاقل، ولا حكيم فقد دينه وخلقه، وأصبح من الخناس، ولذلك تصدت العشائر العربية المعتزة بعروبتها وإسلامها وكرامتها لهؤلاء الخونة من طائفة قليلة ذليلة خانت شعبها وطائفتها، والدروز جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، طوال الدهر والتاريخ، فكيف تسوّل لبعضهم أنفسهم أن يصبحوا يهودا متصهينين ملعونين، يقاتل بعض شبابهم في الجيش الصهيوني، ويقتل إخوانه من أهل فلسطين، وانتقل بعضهم إلى جهنم في معركة ضد إخوانه ويعدّ من كبار ضباط الجيش الصهيوني وعقلاؤهم عن هذا كله غافلون.
إن هذه الدويلة الصهيونية المجرمة لا يمكن لها أن تبقى في هذه الأرض المقدسة لدى المسلمين، في العالم، فإنهم سيدافعون عن مقدساتهم ولا ييأسون، ولا يتركون هذه العصابة تتمتع بالأمن، إنهم مرعبون أصابهم الهلع والجزع من قلة قليلة مجاهدة ذات إرادة وإيمان، وأصبح عدد كبير من جنودهم يلجأون إلى مستشفى الأمراض العقلية، من هول ما أصابهم من مشاهدة ما يرتكبون من جرائم مروعة خطفت عقولهم وروّعت نفوسهم، فاختلت أعصابهم، وأكثر من ذلك فإن عددا آخر من جنود هذا الجيش الهش أخذوا ينتحرون، ويُقدمون على قتل أنفسهم قبل أن يقتلهم المجاهدون الأبطال، ويزهقوا أرواحهم إلى جهنم.
فهذه الظاهرة أصابت أيضا قبلهم عددا من جنود الجيش الأمريكي في حربهم على العراق وقتلهم الأطفال، وتعذيبهم للأسرى، ومواجهة فلوجة البطلة لهم، فجن جنونهم، من شجاعة أهل فلوجة العظام، وحملهم عدد منهم أيضا إلى المستشفيات ومصحات الأمراض العقلية.
على الشعب السوري أن يتمسك بوحدته، ووحدة وطنه، وأن يستعد لتحرير أرضه في الجولان وغيرها من المواطن التي احتلها الصهاينة هذه الأيام.
إن أبطال هذه العشائر العربية المغاوير لا يقبلون أن تحتل أرضهم أو ينفصل بعض الخائنين عن وطنهم، وهذه الهبّة التي نراها اليوم دفعها إليها الاعتزاز بكرامتهم وكرامة وطنهم.
إن الخونة سيلقون مصيرهم طال الزمان أو قصر، أمثال أبو الشباب الخائن الذي تبرأت منه قبيلته، وبقية العشائر الغزاوية، أصحاب الهمة والعزّة، وسيأتيه يومه ويوم مليشياته الخائنة لا محالة، وسيكتب التاريخ خيانته لقومه، وانضمامه إلى العدو.
أين جامعة الدول العربية مما يحدث لسوريا لم نسمع كلمة من هذا الهيكل المحتضر، والجامعة المهتزة المريضة مرضا عضالا لا شفاء منه إلا بانحلاله، وتغييره جذريا، ولكن كيف يتغير وأعضاؤه مرضى مختلفون لا يتفقون على رأي، إلا على قلوب شتّى، ونفوس متعادية، تابعة، لا تستقل برأي سديد، ولا تجمع على موقف مشرف، إنها جماعة موات لا يرجى شفاؤه، ولا أمل فيه، فيا ليته اختفى وغاب حتى لا يغتر به عربي، فكما أنشأه الإنجليز ضد العثمانيين فإنه تابع لغيره، محكوم لا حكم له.