إلى السادة الافاضل وشيوخنا الكرام وشيخ الأزهر أحمد الطيب على الخصوص

الشيخ نــور الدين رزيق/ فإني أكتب إليكم هذه الرسالة من قلبٍ مكلوم، ونفسٍ تتألم لما نراه من ضعف الصوت، وتراجع الموقف، وتخاذل الكلمة، من بعض من كنا نعدهم منارات للحق، وصروحًا للعدل، وروادًا في الذب عن قضية الأمة و أهلنا بغزة. الشيخ أحمد الطيب الفاضل و أنتم على رأس مؤسسة حَملها شيخنا العلامة عبد الحميد …

يوليو 28, 2025 - 19:16
 0
إلى السادة الافاضل وشيوخنا الكرام وشيخ الأزهر أحمد الطيب على الخصوص

الشيخ نــور الدين رزيق/

فإني أكتب إليكم هذه الرسالة من قلبٍ مكلوم، ونفسٍ تتألم لما نراه من ضعف الصوت، وتراجع الموقف، وتخاذل الكلمة، من بعض من كنا نعدهم منارات للحق، وصروحًا للعدل، وروادًا في الذب عن قضية الأمة و أهلنا بغزة.
الشيخ أحمد الطيب الفاضل و أنتم على رأس مؤسسة حَملها شيخنا العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى رسالة الخلافة العلمية للعالم العربي و الإسلامي في غياب الخلافة الإسلامية العامة لتقود قاطرة كسر هذا الحصار الظالم و وقف التجويع الممنهج و القتل الهمجي.
شيخنا الكريم، لقد كنّا – ولا نزال – نرجو في أمثالكم خيرًا كثيرًا، ونستبشر بمواقفكم التي طالما كانت تنطق بالحق، وتشهد للعدل، وتقف مع المستضعفين في الأرض. لكني – مع الأسف – لم أرَ منكم موقفًا يليق بمقامكم ومكانتكم .
وإن صمت العلماء – في زمنٍ كثر فيه ضجيج الباطل و هيمنة الصهيونية العالمية – يُعد تقصيرًا كبيرًا، ويترك فراغًا تُملؤه أصوات الفتنة والتضليل، بل قد يُفهم من بعض الناس أنه رضًا أو تواطؤ، وحاشاكم من ذلك.
وإنني – والله – لا أعاتبكم إلا من محبة صادقة، وغيرَةٍ على دين الله، وحرصٍ على مكانة العلماء التي لا يُنتظر منهم إلا أن يكونوا في مقدمة الصفوف، يصدعون بالحق، وينيرون الطريق، ويُوقظون الغافلين.
قال الله تعالى {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} من سورة الحج، الآية 40-41.
ثم إنه كما نقل إلينا من بعض المصادر:
من المتوقع أن يصدر «تقرير التصنيف المتكامل للأمن الغذائي IPC يوم الاثنين القادم»، وسيكشف عن تقييم خطير جداً للوضع في قطاع غزة ومن المحتمل توصيف أزمة الغذاء الحالية [بالمجاعة](أي المرحلة الخامسة والأخيرة).
وهذا سيكون له تداعيات إنسانية وسياسية وقانونية مهمة، ولابد من «إستثمار نتائج التقرير على أوسع نطاق كمؤسسات وشخصيات مشتغلة بالعمل الإنساني.»
علماً أنه يُشرف على التقرير عدة جهات أممية ودولية وخبراء منهم الغذاء العالمي واليونيسف والفاو.
فلنحسن الإستثمار و نشر الوعي في مثل هذه التقارير المَوثقة و المُوثقة دفاعا عن قضيتنا المحورية و الشرعية.
نصر من الله و فتح قريب.