نسعى لإعلام فاعل و مؤثر يليق بالجزائر

حاورها:أحسن مرزوق تتحدث رئيسة الهيئة الجزائرية للصحافة الإلكترونية “زهور بن عياد” في لقاء خصت به جريدة “الوسط” عن القرار التاريخي لرئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” القاضي باستفادة الصحافة الإلكترونية من الإشهار العمومي ، كما تناولت مديرة الجريدة الإلكترونية “بركة نيوز” مختلف التحديات التي تواجه الإعلام الوطني خاصة فيما يتعلق بالدفاع عن الوطن في ظل حروب …

أغسطس 27, 2025 - 08:27
 0
نسعى لإعلام فاعل و مؤثر يليق بالجزائر

حاورها:أحسن مرزوق

تتحدث رئيسة الهيئة الجزائرية للصحافة الإلكترونية “زهور بن عياد” في لقاء خصت به جريدة “الوسط” عن القرار التاريخي لرئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” القاضي باستفادة الصحافة الإلكترونية من الإشهار العمومي ، كما تناولت مديرة الجريدة الإلكترونية “بركة نيوز” مختلف التحديات التي تواجه الإعلام الوطني خاصة فيما يتعلق بالدفاع عن الوطن في ظل حروب جيل الرابع ، بالإضافة إلى كيفية تحقيق السيادة الرقمية في بلادنا.

أولا كيف استقبلتم قرار رئيس الجمهورية في استفادة المواقع الإلكترونية من الإشهار العمومي؟

قرار الرئيس لتفعيل القانون الخاص بالصفقات العمومية وتمكين الصحافة الإلكترونية من الإستفادة من الإشهار العمومي على غرار الصحافة المكتوبة، كان بمثابة العلاج الذي أنقذ الصحافة الرقمية من الموت البطيء، والتخبط في ظروف صعبة حالت دون تطورها.
فالحال كان بين مواقع تعد على الاصابع استفادت أكثر من مرة من الإشهار العمومي في حين أن الغالبة العظمى من المواقع ضلت تراوح مكانها وتصارع من أجل البقاء، بإستثناء بعض المواقع التي استطاعت أن تثبت ذاتها وتتحدى الظروف والعقبات لترسم لها إسما في عالم الإعلام الإلكتروني.
قرار الرئيس سيحسب له وسيسجله التاريخ، ويبرز وعيا كاملا ورؤية استراتيجية واضحة مفادها أنه لا يمكن تحقيق تنمية دون الإستعانة بالإعلام العابر للحدود، ولا يمكن تحصين الوطن دون صحافة إلكترونية احترافية واعية برسالتها الحضارية.
فالإعلام الرقمي هو الحاضر والمستقبل فلا يمكننا الصمود ومواجهة الحملات المسعورة التي تحاك ضد الوطن دون توفير مناخ صحي ودعم حقيقي للمؤسسات الإعلامية ينعكس إيجابا على ظروف الصحفيين.

كيف تصفين الإنتقال الرقمي و تجربة الصحافة الإلكترونية في الجزائر؟

لا يمكننا الحديث عن الإنتقال الرقمي في مجال الصحافة الإلكترونية، لأن شرط وجودها هو الأنترنت ودعائمها هو الفضاء الرقمي، لذلك يمكننا هنا الحديث عن الصحافة المكتوبة التي تعمل على الإنتقال الرقمي ، وقد بدأ فعلا الإنتقال في آواخر القرن الماضي من خلال استحداث نسخ إلكترونية للطبعة الورقية.
أما عن الصحافة الإلكترونية في الجزائر بدايتها لم تكن صحية، وغالبا ما ارتبطت بصفحات فايسبوكية تحولت فيما بعد الى مواقع إلكترونية بفعل مبادرات فردية، ورغم ظهور بعض المواقع إلا أن الإطار القانوني كان غائبا مما جعل الفوضى هي ما تميز المشهد العام، الى غاية ظهور المرسوم التنفيذي في 2020 الخاص بتنظيم الصحافة الإلكترونية، والذي تم تأطيره في ضمن قانون الإعلام الصادر في ديسمبر 2023.
قبل ظهور قانون الإعلام لا يمكننا الحديث عن الصحافة الإلكترونية كإعلام منظم له ضوابطه ، وهنا أعود لسؤالك فيما يخص الإنتقال الرقمي لأن الكثير يخلط بين الصحافة الرقمية ككيان خاص لا يعتمد على مبدا الإنتقال، له مميزاته وشروطه وطرق عمله، والنسخ الإلكترونية للصحافة المكتوبة.

كيف يساهم الإعلام في الدفاع عن الوطن في ظل حروب الجيل الرابع؟

الإعلام الرقمي ظهرت ضرورته في حروب الجيل الخامس، فلم تعد الحروب تعتمد على الجيوش والسلاح المادي، بل أصبح الغعلام هو أقوى سلاح في ظل حرب انتقلت من معارك تعتمد على المواجهات المباشرة وغير المباشرة إلى مسرح الإعلام بكافة وسائله لكن أقوى دعائمه الإعلام الإلكتروني.
فالدول التي لا تولي اهتماما بالصحافة الرقمية تسقط في أولى المعارك لتكون ضحية حروب الجيل الرابع والحروب الهجينة وتخسر المعركة في عقر دارها.
لذلك الصحافة الإلكترونية لم يقتصر دورها في الوقت الحالي على نشر الخبر أوتبليغ انشغالات المواطن أو مرافقة الدولة في مسعاها التنموين بل دورها الاول أن تشكل خطا دفاعيا لتكون الحصن القوى لحماية الوطن وتقوية مناعته الداخلية من الافكار التي تتسلل من أعداء الوطن من الداخل والخارج.
دورها يتعاظم اليوم في معركة الوعي ومحاربة الزيف والافكار المغلوطة، والدعاية المغرضة، لأن الحرب اليوم حرب افكار ، فالفكرة كما تبني أوطان تهدم أوطان أخرى.

كيف يمكن أن تتحقق السيادة الرقمية؟

السيادة الرقمية لا تتحقق إلا بإعلام قوي ، احترافي وذلك لا يتحقق إلا إلا بدعم المؤسسات الإعلامية وتحسين ظروف عملها بدل التركيز على تجاوز مشاكلها المادية عليها وضع مخطط عمل واستراتيجية واعية لمسايرة خطط الدولة التنمية مع الوقوف على بعض النقائص وتبليغها للسلطات، والإنخراط في معركة الدفاع عن الوطن.
السيادة الرقمية لا تكون إلا بفتح قنوات الحوار والتواصل بين السلطات والإعلام وتمكين الصحفي من الحصول على المعلومة وتسهيل مصادر الخبر أمامه.
كما ان التكوين والتأطير والتدريب، يعتبر من أهم العوامل لنجاج المؤسسات الإعلامية والقيام بأدوارها ومواكبة التطور الحاصل، لا يمكن بلوغ الأهداف.
التدريب المستمر يجعل الإعلام قادر على مواكبة التطورات الحاصلة وبالتالي يطور وسائله وآلياته.
السيادة الرقمية تتحقق حين تشهد الساحة الإعلامية منافسة قوية بين مواقع إخبارية همها ليس السبق وتحقيق المشاهدات على حساب المحتوى والجودة .
على الإعلام الرقمي أن يترفع على الصفحات الفايسبوكية ويتطلع للإرتقاء بالمحتوى، مراعيا أخلاقيات المهنة وقداسة الرسالة الإعلامية.

ماهي تحديات الإعلام الوطني في الوقت الراهن؟

التحديات الموجودة كثيرة، ولعل اهمها تطهير القطاع من أشباه الإعلاميين والإنتهازيين الذين يعتبرون الصحافة تجارة،.
هذا المشهد اثر على الوضع العام وجعل الصحفي يمارس المهنة بعيدا عن أصولها وأخلاقياتها.
دون أن نغفل عن المشاكل المادية وهنا نثمن قرار الرئيس والذي نأمل أن يمس كل المواقع الإلكترونية المعتمدة دون استثناء، ولو بقدر يسير لمنحها فرصة معالجة مشاكلها وتجسيد افكارها.
ثم لننتقل إلى مرحلة وضع معايير موضوعية بخصوص اشهار المواقع، فلا يمكن أن تتساوى المواقع الناشطة التي تسعى لتقديم اعلام راقي، بمواقع تشبه إلى حد كبير مواقع التواصل الإجتماعي، ولا بين تلك المواقع التي تعتمد على النسخ واللصق دون بذل أي جهود.