يوسف حمدان لـ “الوطنية تي في”:سيكتب التاريخ موقف الجزائر من أحداث غزة

نائب رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية بحركة المقاومة الإسلامية “حماس“، يوسف حمدان، في حوار لـ “الوطنية تي في” إنه “من جميل القدر أن نجد الجزائر في مجلس الأمن الدولي في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا للإبادة، فهي اليوم تقف وتدافع رغم إدراكها لتشكيلة هذا المنتظم الدولي التي أبقته عاجزا على لعب الدور المنوط به وأشير […] The post يوسف حمدان لـ “الوطنية تي في”:سيكتب التاريخ موقف الجزائر من أحداث غزة appeared first on الجزائر الجديدة.

مايو 26, 2025 - 14:03
 0
يوسف حمدان لـ “الوطنية تي في”:سيكتب التاريخ موقف الجزائر من أحداث غزة

نائب رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية بحركة المقاومة الإسلامية “حماس“، يوسف حمدان، في حوار لـ “الوطنية تي في” إنه “من جميل القدر أن نجد الجزائر في مجلس الأمن الدولي في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا للإبادة، فهي اليوم تقف وتدافع رغم إدراكها لتشكيلة هذا المنتظم الدولي التي أبقته عاجزا على لعب الدور المنوط به وأشير هنا إلى السلم والأمن الدوليين، لذلك سيكتب التاريخ من وقف مع غزة وحارب معهم في هذه المساحة الدولية وسيكتب التاريخ أيضا من تخلى عن ذلك، والمؤكد أن هذه المعركة ستكون فاضحة وكاشفة لمواقف الجميع سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي أو الحزبي.

ولدت في الكويت ودرست في تونس وقررت الاستقرار في الجزائر، ما هي الأسباب التي جعلت يوسف حمدان يستقر في الجزائر؟ هل بحكم الارتباط بحركة حماس في الجزائر أم أن هناك أسباب أخرى؟

في الحقيقة دراستي في تونس جعلتني في تماس مع دُول شمال إفريقيا، صحيح أن قدومي للجزائر هو قرار حركة وليس قرار فردي فلا أحد يختار الدور الذي يقوم به، وبعد هذه السنوات أنا ممتن لهذه التجربة الثرية وهي اكتشاف بالنسبة لي، وبالمناسبة أود الإشارة إلى أمر مهم وهو أنني في رسالة الماجستير أعددت أطروحتي عن أفلام المقاومة في السينما الفلسطينية وكان هناك فصل خصصته للحديث عن سينما المُقاومة العربية وسلطت الضوء على الجزائر وخلصت في هذا الفصل إلى أن الجزائر “ملهمة” و “قدوة” فيما يتعلق بالثروات.

يرى بعض العرب (دون ذكر الأسماء) أن تشبيه ما يحدث في غزة بالثورة الجزائرية أمر مختلف تمامًا، كيف تعلقون على هذه الأطروحة؟

عادي جدًا أن يرى الناس بهذه الطريقة لأن كل يرى الناس بعين طبعه، يعني هو كيف يستبطن نظرته إلى هذه القضية فيريد أن يعزلها عن سياقها والسياق الذي ينبغي تسليط الضوء عليه في التشابه تعزيز الجاذبية وتشجيع الاستثمار، هو “المستعمر المستدمر المحتل للأرض” وسياق “أصحاب أرض يُدافعون عن أرضهم وشعب يثور ضد الاحتلال ويمارس حقه في المُقاومة”، وجميع هذه السياقات تجعلنا اليوم نرى في الثورة الجزائرية نموذجًا.

بعد تاريخ السابع أكتوبر أخذت القضية الفلسطينية مسارًا آخرًا، واليوم على ما يبدو تعيش القضية الفلسطينية مُنعرجًا حاسمًا وأوضاعًا صعبة للغاية بالنظر إلى العدوان المتواصل.. كيف ترون الوضع العام في قطاع غزة والقضية الفلسطينية بالدرجة الأولى؟

القضية الفلسطينية كانت مُعدة للشطب السياسي والميداني قبل تاريخ السابع أكتوبر، فالاحتلال كان يفرض واقعًا معينا في القدس والضفة الغربية مع مُصادرة الأراضي والأسرى وواقع سياسي آخر يتعلقُ بتطبيع العلاقات مع الدول العربية ولذلك كانت القضية تتجهُ نحو الشطب السياسي والفعلي.. لكن اليوم أصبحت القضية الفلسطينية رقم 1 بعد أن نجحنا في فرضها على العالم بأسره وهذا كان مُقابل أثمان باهضة جدًا فغزة تتعرض يوميا لمذبحة وحرب إبادة.

هذا الواقع فرض القضية الفلسطينية وجعل الجميع يتحمل مسؤولية هذه المظلمة التي لا يمكن القفز عنها، وهي تتعرض لحالة خذلان غير مسبوقة في التاريخ حيث يُباد شعبنا أمام العالم بأسره وهذا لا يجب ان يستمر ونقرأه على أنه أمر طبيعي، ويمكن وصف اللحظة الحالية بـ “الثقيلة” و” لا يجب أن تستمر ولو للحظة واحدة” والمطلوب اليوم فتح المعابر وإدخال المساعدات رغما عن أنف الاحتلال، والمؤكد اليوم أن بيانات الشجب والاستنكار الصادرة من مجلس الأمن الدولي لم تُغير الواقع لأن الاحتلال لا يأبه بها إطلاقًا.

ممن يتعرض الفلسطينيون للخذلان؟

 هل يمكن أن تتخيل أخي خالد أنك يمكن أن تروي ما يجري اليوم في غزة لأبنائك، وتقول لهم لقد عشنا زمنا تحاصر فيها غزة وتباد ويموت الآلاف جوعا وتعجز كل الأمة العربية والإسلامية والدولية والأممية على أن تدخل قارورة ماء إلى غزة. وما يمكنني قوله الظهر مكشوف والوجه معروف والتاريخ سيكتب لمن وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني أو ضده.

هل هناك من استطاع ولو بشكل صغير أن يكسر الحصار على الشعب الفلسطيني؟

من جميل القادر أن نجد الجزائر في مجلس الأمن الدولي في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا للإبادة، فهي اليوم تقف وتدافع رغم إدراكها لتشكيلة هذا المنتظم الدولي التي أبقته عاجزا على لعب الدور المنوط به وأشير هنا إلى السلم والأمن الدوليين، لذلك سيكتب التاريخ كما أخبرتك سابقًا لمن وقف مع غزة وحارب معهم في هذه المساحة الدولية وسيكتب التاريخ أيضا من تخلى عن ذلك. ولذلك قلت أن هذه المعركة فاضحة وكاشفة لمواقف الجميع سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي أو الحزبي.

كيف تقيم أو ترى صمود شعب غزة أمام هذا الاحتلال الغاشم؟

سيكتب التاريخ هذه الملحمة من ذهب، اليوم خيارات الشعب الفلسطيني صفرية أمام احتلال متمسك بالإبادة والتهجير، وحقيقة أنا أخجل أن أتحدث عن معاني الصمود للشعب الفلسطيني لأنه يتحدث عن نفسه ولا يحتاج لأن نتحدث عنه.

وهل يعبر هذا الصمود عن وعي أيضا؟

هل كان يستطيع أحد أن يخرج ويقول أن ما حدث في سطيف وقالمة وخراطة عام 1945 يتحمل مسؤوليته من خرج يطالب بحقه، وما جرى يوم هجومات الشمال القسنطيني يتحمل مسؤوليته يوسف زيغود، وما جرى من مليون ونصف مليون شهيد يتحمل مسؤوليته من أطلق هذه الثورة العظيمة وهنا أشير إلى القادة الستة الذين فجروا ثورة التحرير الكبرى، فما جرى هو قدر شعب وقع تحت الاحتلال ومصيره المحتوم هو النضال والمقاومة.

الصمود اليوم يجعلنا نتحدث أيضا عن مخطط التهجير أو ما بات يُعرف بـ “ريفيرا الشرق الأوسط”، هل لا تزال هذه الخطة قائمة خاصة وأننا تابعنا في اليومين الماضيين تصريحات صدرت عن الحكومة الليبية أبدت فيها رفضها استقبال مهجرين إلى أراضيها؟

مخطط التهجير مطروح منذ عام 1948، وبني هذا الكيان على نظرية تقول إن هذه الأرض لا يوجد فوقها شعب، ولذلك الاحتلال لا يعتبر الفلسطينيين كائنات بشرية تستحق الحياة ولا يرى حتى أهمية لوجودنا، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاء ليقول ما يهوى سماعه هذا المشروع الصهيوني المتمثل في أقصى القومية واليمينية المتطرفة ويركب على هذين القطبين شخص سادي اسمه “بنيامين نتنايهو” فهو لا يفكر إلا في طريقة كتابة اسمه في التاريخ، وما هو ممارس اليوم تهجير قسري بالتعريف العملي ويمكن فحص هذا المخطط من خلال الدول التي ستستقبل المهجرين.

هل يمكن تصديق الخلافات القائمة بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو؟

الكل يعرف طبيعة العلاقة بين هذا الكيان والإدارة الأمريكية وبالتالي إذا كان هناك اختلاف في وجهات نظر حول الصراع وكيفية تنفيذ هذا المخطط هذا لا يعني إن الولايات المتحدة الأمريكية تخلت عن هذا الكيان ولو فعلت الإدارة الأمريكية ذلك لما استمرت هذه المعركة، وهذا لم تدل به حركة حماس وإنما الإدارة الأمريكية في بداية المعركة إذ كان سيسقط الكيان لو تخلت عنه أمريكا سياسيا وعسكريا.

لكن ماهي الخلافات القائمة بين الإدارة الأمريكية وبنيامين نتنياهو؟

في الحقيقة لا أريد أن أذهب في مساحة تحليل سياسي وأتحدث عن طريقة إدارة ترامب للمشكل مع الحوثيين بموضوع حصار السفن كأداة ضغط على الاحتلال وشركائه وهو موقف مشرف للإخوة في اليمن ولا طريقة إدارة ترامب للقضية الإيرانية، ولكن نحن نقول أن هذه التفاصيل لم تدفع الإدارة الأمريكية إلى غاية اللحظة لوقف إطلاق نار ضامن، فهي اليوم لا تتصرف كضامن وإنما كراعي لهذا الإرهاب الذي يمارسه بنيامين نتنياهو.

ألا تعتقد أن نتنياهو يتحدى العالم بأسره والدليل على ذلك التصريحات التي أدلى بها منذ يومين؟

الأمر الذي بإمكاني تأكيده هو أن الإدارة الأمريكية قادرة على وقف هذا العدوان والاستخفاف بالأعراف والمواثيق الدولية وجرائم الإبادة التي ترتكب في ساعاتها وليس بعد أكثر من 20 شهر، فالصواريخ التي يقتل بها شعبنا صواريخ أمريكية، والإدارة الأمريكية ليس مطلوب منها إصدار مواقف تبدي رأيها وكأنها محلل سياسي وإنما المطلوب منها اتخاذ إجراءات ميدانية، وبإمكان الاتحاد الأوروبي والدول العربية أن تحرك أوراق القوة التي تمتلكها.

هل ترى أن الضغط الداخلي الذي يواجهه نتنياهو يشكل نقطة حاسمة؟

يمكن القول إنها ورقة ضغط حقيقة، والدليل على ذلك التصريحات المتناقضة التي أدلى بها في غضون الساعات الماضية حيث قال إنه “لن يوقف المرحلة” ليعود من جديد ويؤكد أنه “سيوقف هذه المعركة بشروط”، ولذلك يجب أن تتكاثف هذه الفواعل وتستمر.

هل تعتقد أن التقارب الخليجي _ الأمريكي سيخدم القضية الفلسطينية؟

سأرد عن سؤالك بسؤال آخر: هل تعتقد أن هذه الدول عاجزة حقا عن كسر الحصار المفروض على قطاع غزة؟ السياق الذي تتحدث عنه والمتعلق بعقد صفقات مالية وتجارية مع الإدارة الأمريكية وهي التي تمول هذه الصواريخ، هل عجزت هذه الدول عن ربط هذه الاستثمارات بحالة استقرار في المنطقة على الأقل وقف العدوان إذ كانوا عاجزين عن إزالة الاحتلال؟ فكل هذه الأموال وكل هذه القوة عاجزة عن ربط هذا بذاك؟، ولذلك نحن نتطلع لهذا الدور، ولن نيأس ولن نتوقف عن الدور الذي يجب أن يكون.

فؤاد ق

The post يوسف حمدان لـ “الوطنية تي في”:سيكتب التاريخ موقف الجزائر من أحداث غزة appeared first on الجزائر الجديدة.