أنيسة قبايلي علي… أنامل شابة تُطرّز الأمل وتنسج الإبداع
في قلب العاصمة، وبين خيوط الأمل وألوان الشغف، تبرز أنيسة قبايلي علي، الفنانة الحرفية الشابة التي اختارت أن تزرع الجمال بصمت، وتبثّ في تفاصيل الحياة اليومية لمسة إبداع استثنائية. أنيسة ليست مجرد حرفية، بل روح حالمة تشقّ طريقها بثبات رغم التحديات، وهي التي أهدت بداياتها إلى والدها المرحوم الذي آمن بها، وإلى والدتها التي لا […] The post أنيسة قبايلي علي… أنامل شابة تُطرّز الأمل وتنسج الإبداع appeared first on الجزائر الجديدة.

في قلب العاصمة، وبين خيوط الأمل وألوان الشغف، تبرز أنيسة قبايلي علي، الفنانة الحرفية الشابة التي اختارت أن تزرع الجمال بصمت، وتبثّ في تفاصيل الحياة اليومية لمسة إبداع استثنائية. أنيسة ليست مجرد حرفية، بل روح حالمة تشقّ طريقها بثبات رغم التحديات، وهي التي أهدت بداياتها إلى والدها المرحوم الذي آمن بها، وإلى والدتها التي لا تزال تساند خطواتها بكل حنان.
كانت بدايات هذه الحرفية الواعدة وهي لم تتجاوز بعد سنوات الشباب الأولى، جمعت بين الحرفة والمعرفة، وتألقت في سبعة اختصاصات فنية، أبرزها الطرز الزهري، والرسم على الحرير، وتقنية المكرامية التي تتقنها ببراعة نادرة، لتصنع منها تحفا خالدة تعبر عن الجمال، قففًا وحقائب وأحزمة وأطباقًا وتغليفات فنية للألبومات وقوارير المطبخ. كل قطعة تخرج من بين يديه ا تنطق بذوق رفيع، وتحمل بصمتها الخاصة التي لا تخطئها العين.
انطلقت أنيسة في مسيرتها التكوينية مبكرًا، حين التحقت بمعهد التكوين المهني بحسيبة بن بوعلي وهي في السابعة عشرة من عمرها، حيث اكتسبت مهارات الطرز والإعلام الآلي. لم تكتفِ بالفن، بل عززت رصيدها الديني والعلمي بتلاوة ٱي القرآن الكريم وتلقي تكوين لغوي وأدائي على يد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حتى منحت إذنًا بالتدريس برواية حفص، إذ تميزت بقدرة لافتة على الإلقاء وفصاحة اللسان، وهو ما مكّنها من التفاعل الإيجابي داخل الجمعية التي اكتشفت قدراتها.
شاركت أنيسة في معارض متعددة، كان أولها في حي “ميرامار” مع جمعية شرايين الأمل، دعماً للمصابين بداء السرطان، ثم توالت مشاركاتها في معارض بالبريد المركزي بالجزائر العاصمة، حيث تركت أثراً طيباً وحصدت التكريمات من مختلف الهيئات، بينها بلدية الجزائر الوسطى التي أثنت على تميزها واعتبرتها حرفية واعدة. وبكل تواضع، رأت أنيسة في هذه التجارب منصة للاندماج وتبادل الخبرات مع حرفيات أخريات، مما زادها شغفًا بالمهنة.
رغم كل هذا العطاء، لا تزال أنيسة تبحث عن الدعم الحقيقي، فهي بحاجة إلى من يحتضن موهبتها، ويساعدها في تسويق منتوجاتها، ويفتح أمامها فضاءات للتكوين، حتى تنقل ما تعلمته للأجيال الصاعدة وتحفظ هذا الموروث من الاندثار. تؤمن أن التعلم رسالة، وأن الحرفة وسيلة للتعبير عن الذات وبناء المستقبل.
أنيسة، التي كرمت أيضًا من قبل الحرفيات المبدعات بمناسبة عيد ميلادها، لا تخفي رغبتها في الحصول على بطاقة حرفي، كي تمارس مهنتها في إطار قانوني يفتح لها آفاقًا أوسع، وترى في الجمعيات الثقافية والمدنية الأمل الكبير في تحقيق هذا الحلم. إن أعمالها، كما يقول كل من رأى معروضاتها، تحمل لغة فنية ناطقة بالجمال، فيها من الدقة والإتقان ما يجعلها قطعة فنية تلامس الذوق والوجدان معًا.
لقد نالت الجائزة الأولى رفقة جمعية “شرايين الأمل” خلال معرض نُظم احتفاءً بيناير 2023، كما حصدت جائزة أخرى مع جمعية “الإرشاد والإصلاح”. وهي تواصل عملها بإصرار، مثابِرة على تطوير ذاتها، لترتقي دائمًا بما تبدعه أناملها من مهارات متقنة ولمسات فنية راقية.
أنيسة قبايلي ليست مجرد فنانة، بل قصة شابة تعانق الحرفة بإيمان، وتحوّل الخيوط والعقد والرسومات إلى رسائل محبة وأمل، تنتظر من يعينها على إيصالها للعالم.
خليل عدة
The post أنيسة قبايلي علي… أنامل شابة تُطرّز الأمل وتنسج الإبداع appeared first on الجزائر الجديدة.