الرموز تبقى والأقلام المأزومة تفنى

عبد اللطيف سيفاوي/ في الآونة الأخيرة عادت بعض الأقلام المأزومة لتعبث بذاكرة الأمة، فتجرأت بالأمس على مقام الشيخ عبد الحميد بن باديس، وها هي اليوم تتطاول على مالك بن نبي. وما عجزت عن بلوغه بالعمل الجاد والاجتهاد الصادق، تحاول أن تناله بالافتراء والتجريح وإثارة الشبهات. لكن مقام ابن باديس وبن نبي أسمى من أن تمسه …

سبتمبر 17, 2025 - 17:44
 0
الرموز تبقى والأقلام المأزومة تفنى

عبد اللطيف سيفاوي/

في الآونة الأخيرة عادت بعض الأقلام المأزومة لتعبث بذاكرة الأمة، فتجرأت بالأمس على مقام الشيخ عبد الحميد بن باديس، وها هي اليوم تتطاول على مالك بن نبي. وما عجزت عن بلوغه بالعمل الجاد والاجتهاد الصادق، تحاول أن تناله بالافتراء والتجريح وإثارة الشبهات.
لكن مقام ابن باديس وبن نبي أسمى من أن تمسه الأقزام. فهما معلمان من معالم النهضة، ورمزان خالدان في ذاكرة الأمة، لا تهزهما خربشات فارغة ولا منشورات تافهة. إنما تكشف هذه الإسقاطات عقداً نفسية ورغبة محمومة في لفت الأنظار، أكثر مما تعبّر عن فكر أو موقف. ولهذا قلنا إن مثل هذا المنشور التافه وهذه الخربشة الفارغة لا تستحق حتى الرد على مستوى الأفكار، لأنها ببساطة لا تملك فكراً يُناقش.
وفي هذا السياق، وخلال زيارة إلى الدكتور عمار طالبي، استحضرنا هذه الكتابات، فقال لي بوضوح: إن ما نُشر يكشف عن جهل كبير بجوانب أساسية من حياة مالك بن نبي، وخاصة ما يتصل بموقفه من ثورة التحرير وعلاقته الوثيقة بها.
واستطرد الدكتور طالبي مذكّراً بأن مالك بن نبي كان يشارك في تقديم حصص إذاعية عبر إذاعة صوت العرب بالقاهرة، التي كانت آنذاك صوت الثورة الجزائرية. كما كانت له علاقات واتصالات مباشرة مع القادة السياسيين للثورة المتواجدين بالقاهرة، فضلاً عن اتصالاته الدائمة بقيادات جيش التحرير الوطني في الولاية الأولى، ومنهم المجاهدان عمر بوقصة والوردي قتال من تبسة.
وأضاف الدكتور طالبي أن مالك بن نبي راسل رسمياً قيادة جبهة التحرير الوطني مبدياً استعداده الكامل للالتحاق بصفوف جيش التحرير كممرض وموثّق للأحداث، وهو ما يوثّق التزامه الصريح والفعلي بالقضية الوطنية.
ولا ينبغي أن ننسى صرخته المدوّية سنة 1957، حين كتب نصه الشهير حول المجازر التي كان يتعرض لها الشعب الجزائري، مستنهضاً الضمير الإنساني والعالمي.
فلماذا هذا الإصرار على المساس برموزنا، ومن طرف أقلام بائسة لا تملك سوى الافتراء والشبهات؟