«القرآن الأوروبي» عنوان إشكالي وشبح استشراقي؟: مشروع ضخم لفهم دور القرآن في تشكيل الثقافة الأوروبية!!

أ. محمد مصطفى حابس جنيف/سويسرا/ أثارت تقارير صحافية فرنسية، منذ أسابيع جدلا بعد الكشف عن تخصيص الاتحاد الأوروبي لما يقارب 10 ملايين يورولتمويل مشروع أكاديمي يحمل عنوان “القرآن الأوروبي”، يهدف إلى دراسة تأثير النص القرآني على الثقافة الأوروبية بين عامي 1150 و1850. وبحسب تحقيقات نشرتها الصحافة الأوروبية فإن المشروع يحظى بدعم من المجلس الأوروبي يسعى …

سبتمبر 17, 2025 - 17:57
 0
«القرآن الأوروبي» عنوان إشكالي وشبح استشراقي؟: مشروع ضخم لفهم دور القرآن في تشكيل الثقافة الأوروبية!!

أ. محمد مصطفى حابس
جنيف/سويسرا/

أثارت تقارير صحافية فرنسية، منذ أسابيع جدلا بعد الكشف عن تخصيص الاتحاد الأوروبي لما يقارب 10 ملايين يورولتمويل مشروع أكاديمي يحمل عنوان “القرآن الأوروبي”، يهدف إلى دراسة تأثير النص القرآني على الثقافة الأوروبية بين عامي 1150 و1850.
وبحسب تحقيقات نشرتها الصحافة الأوروبية فإن المشروع يحظى بدعم من المجلس الأوروبي يسعى إلى إبراز القرآن كعنصر مساهم في تشكيل الهوية الثقافية والدينية الأوروبية، وهوما أثار انتقادات حادة من أطراف سياسية يمينية محافظة، اعتبرت الخطوة “إعادة كتابة أيديولوجية للتاريخ الأوروبي».
كما نطالع في الموقع الرسمي للمؤسسة ما يمكن ترجمته، عن الفرنسي، التالي:
www://institut-islamologie.fr/projet-erc-le-coran-europeen-euqu-2019-2025/
Projet ERC – Le Coran européen
Directeurs : John TOLAN (Nantes), Mercedes GARCIA ARENAL (Madrid), Roberto TOTTOLI (Naples)
تحت عنوان: مشروع المجلس الأوروبي للبحوث – القرآن الكريم الأوروبي
تحت إشراف المديرين التالية أسماؤهم : جون تولان (نانت)، مرسيدس غارسيا أرينال (مدريد)، روبرتوتوتولي (نابولي)
مبينين بقولهم: أن مشروع «القرآن الكريم الأوروبي» هومشروع بحثي مدته ست سنوات، ممول من منحة «سينرجي» من المجلس الأوروبي للبحوث. الباحثون الرئيسيون الأربعة (والجامعات التابعة لهم) هم: مرسيدس غارسيا أرينال (مركز العلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلس الأعلى للدراسات الإسلامية، مدريد، إسبانيا)، جون تولان (جامعة نانت، فرنسا)، جان لوب (جامعة كوبنهاغن، الدنمارك)، وروبرتوتوتولي (جامعة نابولي – لورينتال، إيطاليا).
يدرس هذا المشروع القرآن الكريم ودوره في التاريخ الفكري والديني والثقافي لأوروبا بين القرنين الثاني عشر والتاسع عشر. كما يدرس كيفية ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأوروبية، وكيفية تداوله في الأوساط الفكرية الأوروبية، وكيفية فهمه والتعليق عليه واستخدامه وإعادة تفسيره من قبل المثقفين الأوروبيين (المسيحيين واليهود والملحدين وغيرهم). وسيُمكّن هذا المشروع، الذي يمتد لست سنوات، من إجراء بحوث متعددة التخصصات من خلال مؤتمرات وندوات في مدن أوروبية مختلفة، وإنشاء قاعدة بيانات (نظام معلومات جغرافي) تجمع المعلومات الببليوغرافية عن المخطوطات والترجمات والأعمال التفسيرية وغيرها من الأعمال المتعلقة بالقرآن الكريم. كما ستوفر الرسائل والدراسات فهمًا أوسع للقرآن الكريم، مما يُثري النقاشات ويوسع آفاق فهمه. وأخيرًا، ستكون ثمار هذا البحث متاحة لعامة الناس من خلال معرض مبتكر، في مدن أوروبية مختلفة وعلى الإنترنت، حول دور الكتاب المقدس في الإسلام.
الفكرة والمشروع في وسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية :
وحسب وسائل اعلام فرنسية خاصة، يعتبر مشروع “القرآن في أوربا (القرآن الأوربي)” الذي تقوده المؤرّخة الإسبانية ميرسيدس غارسيا أرينال، من أكثر الدعوات تنافسية على المستوى الأوروبي لمكافحة الإسلاموفوبيا في أوروبا.
وكان قد تم إطلاق هذا المشروع الدراسي رسميا منذ عام 2018 ويتواصل حتى نهاية العام الجاري في إطار منحة علمية بتمويل يقارب عشرة ملايين يورومن المجلس الأوروبي للبحوث (ERC)، يهدف إلى فهم الدور الذي مارسه القرآن في تشكيل الثقافة الأوروبية، سواء في مجال الدين أوالمعرفة أوالسياسة.

موقع القرآن في الثقافة الأوروبية، خصوصا في الأوساط الفكرية والأكاديمية
كما يسعى هذا المشروع إلى تحليل موقع القرآن في الثقافة الأوروبية، خصوصا في الأوساط الفكرية والأكاديمية، وذلك خلال الفترة الممتدة من القرن الثاني عشر إلى القرن الثامن عشر.
وتوضح المؤرخة والباحثة الإسبانية أن هذا المشروع ينظر إلى الشبكة الغنيّة والكثيفة لتداول المواد والنصوص والمفاهيم والمترجمين والعلماء وأفكارهم، بالإضافة إلى مشاركة المسلمين أنفسهم في أعمال الترجمة، وإنتاجهم للقرآن من أجلهم ومن أجل المجتمعات الإسلامية الأوروبية .
ولا يلقي المشروع الضوء على تأثير الإسلام في تشكيل ما نُسميه اليوم بالثقافة الأوروبية فحسب، بل يُظهر أيضا كيف أن التفاعل بين المسلمين الأوروبيين وغير المسلمين الأوروبيين أنتج تقاليد متميّزة ومتشعبة داخل المجتمعات الإسلامية نفسها.
كما يركز المشروع على ستة قرون من تاريخ أوروبا، وهي فترة شهدت ترجمته إلى اللاتينية لأول مرة، حين لجأ الرهبان الفرنسيسكان والدومينيكان إلى ذلك بغرض نقد الإسلام أوحتى تحويل المسلمين عن دينهم. لكن شيئاً فشيئاً، تطورت علاقة أوروبا مع النص المقدس؛ ففي فترة الإصلاح الديني، لجأ البروتستانت إلى القرآن في صراعاتهم ضد الكنيسة الكاثوليكية، باحثين عن مرايا تعكس اختلافاتهم. لاحقا، وجد فيه المفكرون اللادينيون مادة لمقارنة الأديان، وحتى مصدراً لتحدي الأفكار الدوغمائية.

فرق بحث من أربع دول أوروبية تجمع وتصنف آلاف النسخ المخطوطة والمترجمة من القرآن، وربطها جغرافيا وزمنيا.
وما يميّز هذا المشروع، حسب بعض الملاحظين، ليس العمق النظري، بل الجانب العملي الكبير، حيث تقوم فرق بحث من أربع دول أوروبية (إسبانيا، إيطاليا، فرنسا، بريطانيا)، بجمع وتصنيف آلاف النسخ المخطوطة والمترجمة من القرآن، وربطها جغرافيا وزمنيا. ستُنشر النتائج في قاعدة بيانات مفتوحة تتيح للباحثين والمهتمين فهم كيف تنقّل هذا النص بين العقول الأوروبية، وكيف تغيّرت طريقة فهمه بمرور الزمن.
وحسب بعض التعاليق، سيتم عرض جزء من هذه الوثائق والمخطوطات في معارض كبرى، من بينها المتحف البريطاني في لندن والمكتبة الفاتيكانية في روما
ولا تهدف الدراسة إلى “تجميل الإسلام” أو“تمجيد الماضي”، بل إلى محاربة “الأساسيات الزائفة” التي تقيم جدراناً بين المكونات الثقافية للشعوب. ومن جهة أخرى، توجد رؤية رومانسية تبالغ في تمجيد “التعايش بين الثقافات الثلاث” في الأندلس، دون الاعتراف بالصراعات والمآسي التي شابته.

أبواق اليمين المتطرف في أوروبا ضد المشروع
ووصفت الدكتورة أرينال الاسبانية والمشرفة على المشروع، أن الحملة التي شنّها اليمين ضد المشروع بـ”العبثية والمجردة من الأساس”، إضافة إلى ما تمثّله من خطر حقيقي على حرية البحث الأكاديمي في أوروبا. أن يُطلب من الباحثين أن ينفوا انتماءهم لتنظيمات أوأيديولوجيات لا صلة لهم بها، لمجرد اشتغالهم على نص قرآني، هودليل على دخول الخطاب المعرفي في دائرة الاستقطاب السياسي والديني، على حد تعبيرها!!
وترى الباحثة الاسبانية في هذا الجدل ازدواجية في المعايير، إذ لم يُثر أي مشروع بحثي مماثل حول الكتاب المقدس أوالفكر اليوناني القديم ضجة مماثلة، مما يعكس بحسب الباحثين نزعة تمييزية تجاه كل ما يتعلق بالثقافة الإسلامية، حتى لوكان في إطار نقدي وتحليلي تاريخي، لا غير !!
والمفارقة المؤلمة، أن بعض المؤسسات الثقافية العريقة، مثل المكتبة البريطانية والبيت العربي – والتي نالت جوائز وتكريمات عربية – وافقت بداية على استضافة فعاليات مرتبطة بالمشروع، ثم عادت وتراجعت خوفا من تعرضها لهجمات متطرفة، أومخافة أن تسحب منها التموينات بإيعاز من الأحزاب اليمينية، التي بدأت تتصدر الانتخابات في السنوات الأخيرة.
كما لا تنكر الباحثة الإسبانية أن المشروع أثار حفيظة المتشددين، سواء في العالم الإسلامي، أوفي أوروبا، خصوصا في اليمين المتطرف. وتقول لـ”العربي الجديد”: “البعض رأى المشروع من منظور ما بعد الاستعمار، كمحاولة للاستيلاء. والبعض اتهمنا بأننا ندعم التيارات الإسلامية المتشددة. كل ما نحاول أن نقوم به هوالمساعدة على الفهم، واستيعاب المشاكل، ومحاربة التحيز. نحن نبذل كل ما في وسعنا لنشر نتائجنا ليس فقط في الدوائر الأكاديمية ولكن أيضاً من خلال المعارض. لكننا في وضع سياسي عالمي معقد للغاية»، على حد قولها.
لا لترجمة القرآن الكريم على الطريقة الشراكية، بل على طريقة « التشاركية»، بين الباحثين.
وكما شرحنا في مقال مطول سابق عن ترجمة القرآن الكريم، فإن الدارس لترجمات القرآن بالفرنسية يعرف بسهولة قصدي من ذلك، ويعرف ترجمة شوراكي، الذي عبر بنفسه في المقدمة التي وضعها في 17 صفحة، ظلما وعدوانا، على أن أبرز مصادر القرآن هما الانجيل والتوراة، مع التشكيك في نزول وترتيب وجمع القرآن، محاولا التأكيد على تعدد القراءات لتنفير القارئ الغربي الذي لا يحسن العربية وغيرها كثير.. والمعروف عن شوراكي، أنه لا يحسن العربية كما ينبغي، بل ترجم القرآن من العربية للعبرية ثم من العبرية للفرنسية (3)، لذلك تجده قد حذف مصطلحات وزاد كلمات في الآيات، بل أضاف جملا كاملة في النص القرآني، وقد يلاحظ أيضا الدارس العادي – في ترجمة شوراكي- أخطاء كثيرة وقع فيها، منها البلاغية وفي السياقات الاسلوبية والتصريف، كما بين ذلك مختصون في اللغة وعلوم الترجمة(4)، بل ترجم شوراكي كلمات ومصطلحات ترجمة عقائدية يهودية صرفة، لا تمت بصلة للغة الفرنسية، كترجمة كلمة «رسول أونبي» أبقاها كما هي لأن كلمة نبي عبرية وعربية (5)، كما تحاشى – شوراكي – أيضا في ترجمته كل الآيات التي تمس بقوم «بني إسرائيل» وعداوتهم مع الرسل والأنبياء الذين أرسلوا خصيصا لهم قبل مجيء الرسالة الخاتمة، وحتى قضية فلسطين والقدس تصرف فيها كما توحيه عقيدته، مما جعل الدولة العبرية تكرمه في آخر عمره بمنصب نائب رئيس بلدية القدس الشريف عام 1965، ليموت ويدفن هناك في عام 2007.

مشروع ترجمة القرآن الكريم على مستوى جماعي، بين أهل الاختصاص عرب وعجم ..
ضرورة النهوض «بمشروع الترجمة المؤسساتية على مستوى جماعي»
هذه إذن بعض الملاحظات تخص تحريف القرآن الكريم وإشكالية ترجمة معانيه ونشره، وهي ملاحظات تكاد لا تنتهي، إذ أن كل محاولة من محاولات الترجمة التي ظهرت لحد الآن ما فتئت تثير تساؤلات وملاحظات المختصين..
من هنا جاءت دعوة كثير من المهتمين بضرورة النهوض «بمشروع الترجمة على مستوى جماعي»، نظرا لما يعتور الترجمات الفردية من نقائص وعيوب تخل بجلالة وسمومعاني القرآن الكريم، وهوما تقوم به اليوم بعض الدول كالسعودية، في مشروعها العملاق كترجمة «مصحف المدينة المنورة» إلى لغات العالم، وهومشروع يحتاج لتضافر عقول وأقلام عربية وغربية، وقد راسلت منذ سنوات مجمع الملك فهد مع بعض الزملاء لتصحيح بعض المصطلحات، فأخذوا بها، إلا أنهم منذ وفاة المترجم «محمد حميد الله» ، أسقط إسمه من غلاف الترجمة الفرنسية، لست أدري بأي حق!!
هذا أمر الترجمة في عالمنا الإسلامي، وأمر آخر مهم، هوأن هناك من يرى عدم ضرورة ترجمة القرآن مطلقا، وإنما الذي يترجم هوتفسير موجز واضح يتم اختياره لترجمته، فيسمى «ترجمة لتفسير القرآن» ، وهورأي له معارضون كثر، وقد عارضت – كطالب علم- كما عارض غيري ترجمة متواضعة للعشر الأخير بالفرنسية بعنوان «تفسير العشر الأخير من القرآن الكريم ويليه أحكام المسلم» وهوكتيب مطبوع في دول المشرق ويوزع مجانا، مذيل بفتاوى عامة مبتورة وشاذة، لم يراع فيها أصحابها لا المذهب ولا الواقع ولا الجغرافية.. بل لا نعرف حتى أسماء كتابه ولا مترجميه، بحيث كتب «تأليف جماعة من العلماء» .. من هم؟ من يدري ؟.

ترجمات المستشرقين لا تكاد تسلم في مجملها من النواقص
ختاما، يجب التنبيه إلى أن ترجمات المستشرقين لا تكاد تسلم في مجملها من النواقص التي ترجع إلى بعدهم عن تذوق الأسلوب العربي بصفة عامة، وأسلوب القرآن البديع بصفة خاصة..
أما ترجمات المسلمين فهي أقل وقوعا في ذلك من غيرها، وإن ثبت إقدام الكثير منها – ممن لا تخصص لهم في ميدان الإسلاميات – على ترجمة القرآن الكريم، لا لشيء إلا لكونهم يتقنون إلى حد ما اللغتين العربية والمنقول إليها، ومن أحسنهم مترجمودول المغرب العربي كالجزائر والمغرب لجودة إتقانهم للعربية والفرنسية، كترجمة المغربي محمد شيادمي بدار التوحيد الفرنسية، إلا أنها هي أيضا بها أخطاء، أما هذا المشروع عن القرآن الأوروبي فهومجهود ضخم وواعد، يحتاج الى تشجيع، لكنه في الخاتمة نتمنى أن تتاح فرصة المراجعة لعلماء الإسلام من عالمنا الإسلامي وحتى الغربي، من باب سددوا وقاربوا ، لأنه ما لا يدرك كله لا يترك جُلّه .. والله يقول الحق وهويهدي الشبيل.

هوامش:

(*)- راجع مقالنا المطول حول ترجمات القرآن الكريم، في مواقع كل من «دنيا الوطن»،» البصائر- الجزائرية»، معهد هقار، وغيرها، بعنوان: مصحف معروض للبيع في دول المغرب العربي وأوروبا متداول منذ 2002 يحتوي على أخطاء فادحة، وماذا عن ترجمات القرآن للغات أخرى؟ بتاريخ 10-10-2017 وتاريخ 25-02-2016

(1) آندري شوراكي: هواليهودي- الفرنسي ناطون آندري شوراكي من مواليد عين تموشنت بالغرب الجزائري عام 1917 وكان محاميا في الجزائر في أربعينيات القرن وقاصيا لدى محكمة الجزائر في عام 1945 ، ولما رحل إلى فرنسا اهتم بالترجمة والتأليف حتى عام 1958 حيث شد الرحال لأرض فلسطين المحتلة واستقر بها، وفي عام 1965 أصبح رئيس بلدية القدس بالنيابة لدى الحكومة العبرية. وهووالد الصحفية إليزبات شملة – شوراكي التي يعرفها الجزائريون بكتابها المطعون فيه مع خليدة مسعودي، والموسوم” امرأة جزائرية واقفة”
Une Algérienne debout, Khalida Toumi Messaoudi entretien Élisabeth Schemla, née à Alger en 1948,
(2) – البصائر الجزائرية 22 – 28 فيفري 2016 عدد: 796 مقالنا ص: 1 و12
– André Chouraqui : Le Coran : l’Appel et Robert Laffont 1991
Sa traduction du Coran est peu académique et très controversée, puisque l’auteur a d’abord traduit le texte coranique en hébreu pour le retraduire en français ; ce qui a parfois donné lieu à des traductions surprenantes et très décriées
(3) – من ترجمات القرآن بالفرنسية المتداولة أيضا:
– Jacques Berque : Le Coran, ed Sindibad 1991.
جاك بيرك (1328 – 1416 هـ / 1910 – 1995م) مستشرق فرنسي من مواليد مدينة فرندة بالغرب الجزائري
درس في جامعة الجزائر وجامعة السوربون بفرنسا من أشهر مؤلفاته:
«دراسات في التاريخ الريفي المغربي» «ترجمة معاني القرآن الكريم»
«الشرق الثاني» «الإسلام يتحدى» «العرب بين الأمس والغد»
– Denise Masson : Le Coran, ed Folio – Gallimard 1967.
دونيس ماسون أو” سيدة مراكش” ما يطلق عليها. تعرف العالم العربي على السيدة دونيس، الفرنسية الكاثوليكية، سنة 1967 بعد ترجمتها للقرآن الكريم باللغة الفرنسية. وقد كرست حياتها للعمل الاجتماعي ودراسة الديانات التوحيدية الثلاث وحوار الأديان وفهم الآخر، واستقرت بمراكش لما يزيد عن 60 سنة إلى أن وافتها المنية سنة 1994 ودُفنت بها.

– Muhammad Hamidullah, le Saint Coran, 10ed, Beyrouth 1981.
محمد حميد الله الهندي (1326 هـ ـ 1423 هـ/1908م ـ 2002م)، أحد أعلام الثقافة العربية الإسلامية الكبار في العصر الحديث، وأحد كبار العلماء والدعاة الذين أنجبتهم شبه القارة الهندية بصورة عامة. قضى ما يقرب من نصف عمره بالبحث والتحقيق في أوروبا ودول الشرق الأوسط. تبحر باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والأردية والتركية وله مؤلفات قيمة بهذه اللغات يبلغ عددها 175 كتاباً. وله مئات المقالات في القرآن والسيرة النبوية والفقه والتاريخ والحقوق والمكاتيب وغيره
عمل أستاذاً ومحاضراً في عدد من الجامعات الفرنسية، كما عمل أستاذاً زائراً في عدد من جامعات الهند وفرنسا وتركيا، ثم رحل من فرنسا إلى أمريكا حيث وافاه الاجل. أسهم في الكتابة لبعض الموسوعات، كدائرة المعارف الإسلامية بالأوردية، وموسوعة الأطلس الكبير للأديان بالفرنسية.
(4)- القرآن الكريم وإشكالية الترجمة، دراسة تقويمية لمحاولة المستشرق الفرنسي أندري شوراكي، د. حسن عزوزي، جامعة القرويين، فاس.
ما انفك يترجم من ألفاظ القرآن ترجمة معقدة ربطها بما يقابلها من الألفاظ العبرية الواردة في التوراة، اعتزازا منه – كما يقول – بتوافق تلك الألفاظ بين اللغتين المقدستين، ولذلك أبقاها على حالها وأصلها العبراني كما يزعم.
(5) ومن أمثلة ذلك ترجمته لرب العالمين بـ : « Rabb des Univers » والشياطين ب :les Shaitans، وغير ذلك، كما أنه قد يقيس لفظة قرآنية بما يشابهها لفظا ومعنى في العبرية، فيترجم اللفظة حسب واحد من المعاني التي يحتملها اللفظ، كما في قوله تعالى :”إن الذين كفروا”، وسائر الآيات التي وردت فيها مشتقات اللفظة، فقد ترجم الآية بقوله : »Mais voici ceux qui effacent Allah »، ثم أشار بالهامش إلى أن المعنى الأول لفظة “كفر” وللأصل العبراني « kapara » هو المسح والستر ولذلك ترجم “كفر ” بـ
«effacer».

م.م.حابس