ركن مذكرة جامعية : استراتيجيات المقاومة الرقمية في مواجهة التحيز الخوارزمي ضد المحتوى الفلسطيني دراسة من وجهة نظر عينة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل قطاع غزة
نوقشت بتاريخ 15جوان 2025 بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل، مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في تخصص السمعي البصري بعنوان : استراتيجيات المقاومة الرقمية في مواجهة التحيز الخوارزمي ضد المحتوى الفلسطيني دراسة من وجهة نظر عينة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل قطاع غزة استهدفت الدراسة الكشف عن طبيعة …

نوقشت بتاريخ 15جوان 2025 بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل، مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في تخصص السمعي البصري بعنوان :
استراتيجيات المقاومة الرقمية في مواجهة التحيز الخوارزمي ضد المحتوى الفلسطيني
دراسة من وجهة نظر عينة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل قطاع غزة
استهدفت الدراسة الكشف عن طبيعة التحيز الخوارزمي الذي تمارسه منصات التواصل الاجتماعي ضد المحتوى الفلسطيني وتحديد الاستراتيجيات التي يتبعها الناشطون في مواجهته، وقد انطلقت من تساؤل رئيس تمت صياغته على النحو الآتي:
ما هي الاستراتيجيات التي يتبعها الناشطون لمواجهة التحيز الخوارزمي ضد المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي؟
وقد تفرع عنه التساؤلات التالية:
1. ما طبيعة التحيز الخوارزمي الذي يواجهه الناشطون عينة الدراسة؟
2. كيف يؤثر التحيز الخوارزمي على نشاط المبحوثين في دعم القضية الفلسطينية؟
3. ما هي الاستراتيجيات التي يعتمدها الناشطون عينة الدراسة للتحايل على قيود الخوارزميات؟
وقد اعتمد الطالبان على منهج المسح الاجتماعي باعتبار الدراسة من الدراسات الوصفية ، كما تمت الاستعانة في جمع البيانات على استمارة استبيان إلكتروني تم توزيعها على عينة كرة ثلج إلكترونية تشكلت من 55 ناشطا على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل قطاع غزة في الفترة الممتدة من 10 إلى 26 أفريل 2025. وفيما يلي أهم النتائج التي تم التوصل إليها:
• أكدت الدراسة أن 54.5% من المبحوثين يلاحظون وجود قيود على محتواهم بشكل دائم، وأن هذه القيود زادت بشكل واضح بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، وفق ما أكده 63.6% من المبحوثين.
• يتفق غالبية المبحوثين أن الاستهداف غالبا يكون على نحو عام لأي محتوى ذي صلة بالقضية الفلسطينية بما نسبته 67.3% بمقابل استهداف ناشطين بحدّ ذاتهم، كما أكد 72.7% من المبحوثين أن سبب الاستهداف يرتبط بغموض معايير المجتمع الافتراضي، في حين يرجعه 65.5% منهم إلى الضغوط السياسية والدبلوماسية على شركات التكنولوجيا الكبرى. لاحظ 52.7% من المبحوثين أن الإشعارات والتحذيرات بشأن المحتوى توجه إليهم بصفة متقطعة (أحيانًا)، ويؤكد أغلبيتهم أن مضمون التحذير غالبا ما يشير إلى إشعار بإخفاء المنشور لانتهاكه خصوصية المجتمع وهذا بنسبة بلغت 69.1%، كما لاحظ 58.2% من الناشطين أن مضمون التحذير هو تنبيه إلى ضرورة مراجعة إرشادات المجتمع قبل نشر نوع محدد من المحتوى.
• من أكثر أنواع القيود التي تفرضها الخوارزميات على الناشطين (تقليل الوصول) الذي أشار إليه المبحوثون بوزن نسبي بلغ 78.2%، تليه الإزالة بوزن نسبي قُدر ب 52.7%.
• أكد جميع المبحوثين أن التحيز الخوارزمي مرتبط بموضوعات معينة، ولقد احتل توثيق انتهاكات الصهاينة لحقوق الإنسان الفلسطيني الترتيب الأول بنسبة 78.2%،في حين موضوع دعم المقاومة في غزة والإشادة برموزها احتل ثانيا 67.3%، وحملات المقاطعة للشركات الداعمة للكيان الصهيوني لم تكن أقل أهمية فلقد بلغت نسبتها 50.9%، في حين كانت موضوعات مناهضة التطبيع وتجريمه والسرد التاريخي للرواية الفلسطينية بنسبة 47.3% لكل واحد منهما، بينما جاء موضوع استخدام الرموز والشعارات السياسية بالترتيب الأخير بنسبة 41.8%.
• أكد الناشطون وجود اختلاف في القيود المفروضة على المحتوى الفلسطيني باختلاف المنصة المستخدمة بنسبة 63.6%، حيث أكد 92.7% منهم أن فيسبوك وأنستغرام من أكثر المنصات تقييدًا للمحتوى الفلسطيني.
• كان خيار تقييد الوصول من أكثر القيود تأثيرًا على نشاط المبحوثين لدعم القضية الفلسطينية بنسبة 74.5%، فيما تلاه حذف المحتوى وإزالته بنسبة 69.1%.
• يؤكد 80% من المبحوثين أنّ القيود التي تفرضها منصات التواصل الاجتماعي تتسبب في تعميق إحساسهم بالظلم واللاعدالة الرقمية .
• تؤكد الدراسة أنّ غالبية الناشطين اعتمدوا على أسلوب إعادة النشر بطرق مختلفة لزيادة وصول المحتوى للجمهور بوزن نسبي قُدر بـ 78.2%، في حين تم اعتماد أسلوب توزيع المحتوى عبر منصات متعددة بنسبة بلغت 32.7%.
• أجمع 94.5% من المبحوثين على لجوئهم لتغيير طريقة عرض المحتوى لتجاوز التحيز، وأكد 70.9% منهم على اعتمادهم أساليب عديدة في التحايل على الخوارزميات يتقدمها استخدام مصطلحات مشفرة كـ تغيير (اللغة والمصطلحات).
• بينت نتائج الدراسة الميدانية أن 80% من المبحوثين يعتقدون أنّ هذه الاستراتيجيات فعالة نوعًا ما، بمقابل أن عينة من الناشطين بما تُقدر نسبته 10.9% يرون أنها غير فعالة، في حين الذين يرون أنها فعالة جدًا فنسبتهم 9.1%.
وقد أجيزت المذكرة بتقدير ممتاز واستحقت جهود الطالبين تهنئة خاصة من لجنة المناقشة، نظير تميزهما في اختيار الموضوع وتفانيهما في إنجاز شقها الميداني على الرغم مما رافقه من ظروف مأساوية عانى منها المبحوثون عقب استئناف حرب الإبادة على القطاع نهاية شهر مارس المنصرم.