ولد الهدى‪ ..!‬‬

مع كل إطلالة لمولد النبي الكريم، صلوات الله عليه وسلامه، تعود الأسطوانة المشروخة ذاتها؛ أصوات متشددة خرجت من عباءة “شيوخ الفضائيات”، لتصادر فرحة الناس، وتحول ذكرى ميلاد الرحمة المهداة إلى ساحة تكفير وجدال عقيم. بدل أن يكون يوم المولد مناسبة لتجديد العهد مع أخلاق الرسول”ص” يصبح عندهم ساحة للمزايدات حول الحلال والحرام، حتى في أبسط …

سبتمبر 5, 2025 - 17:21
 0
ولد الهدى‪ ..!‬‬

مع كل إطلالة لمولد النبي الكريم، صلوات الله عليه وسلامه، تعود الأسطوانة المشروخة ذاتها؛ أصوات متشددة خرجت من عباءة “شيوخ الفضائيات”، لتصادر فرحة الناس، وتحول ذكرى ميلاد الرحمة المهداة إلى ساحة تكفير وجدال عقيم. بدل أن يكون يوم المولد مناسبة لتجديد العهد مع أخلاق الرسول”ص” يصبح عندهم ساحة للمزايدات حول الحلال والحرام، حتى في أبسط مظاهر الاحتفال‪.‬‬
المفارقة أن من يضيّقون على الناس فرحتهم باسم الدين، هم أبعد ما يكونون عن جوهر الرسالة المحمدية؛ رسالة قامت على التيسير لا التعسير، وعلى الرحمة لا التنفير. إن المولد ليس بدعة ولا طقسًا دخيلًا كما يزعمون، بل هو وقفة للتذكير بميلاد رجل غيّر مجرى التاريخ، وبعث في الإنسانية قيما خالدة من عدل وإحسان وتسامح‪.‬‬
إن أخطر ما يفعله هؤلاء المتشددون أنهم يحوّلون الدين من معين للسكينة والروحانية إلى منبر للخصام والوصاية، في حين أن الاحتفاء بمولد النبي(ص) ليس إلا تعبيرًا عن محبة صادقة، وعن حاجة دائمة لاستلهام سيرته في واقع يزداد قسوة واضطرابًا‪.‬‬
فالمضطفى صلى الله عليه وسلم الذي جاء رحمة للعالمين، أولى أن يُذكر مولده بالحب، لا أن يُشوَّه بفتاوى الحقد والتكفير، فمتى تنتهي لعبة الجاليات الاسلاموية المستلبة بفتاوى من وراء الحدود، في تكفير الناس ؟!