العِزّة بالمذبحة… والتجويع!

في تصريح صادم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ما تتعرض له غزة من إبادة جماعية عبر التجويع بعد موجات القصف، أنكر وجود المجاعة برمتها، واعتبر الأمر مجرد تهويل لا يستحق التوقف عنده. تصريح يكشف زيف الإنسانية المزعومة التي تروّج لها أمريكا، ويعرّي شعارات حقوق الإنسان المعلّبة للبيع في هوامش حضارة الغاب الأمريكية.

ما قاله ترامب ليس زلة لسان، بل وجه صريح لأمريكا كما هي: لا ترى في الإنسان إلا ما يمكن أن يُستثمر، ولا يعنيها من القيم إلا ما يُحلب من نفط الخليج.

ترامب، حين شكّك في موت الأطفال والنساء تحت الحصار، لم يكتفِ بتجاهل الحقائق، بل ذهب إلى ما هو أبشع: تبرير الإبادة الجماعية بصمت العالم، بعدما أنهك القصف آلة الحرب، ليُستكمل الجُرم عبر التجويع.

هكذا تُفضَح الحضارة الأمريكية، وهكذا يظهر وجهها الحقيقي: حضارة لا تتردد في المتاجرة بكل شيء، حتى الموت.

فأي حضيضٍ هذا الذي انحدر إليه العالم؟