شعبة ليشانة ولاية بسكرة: أسبوع مكثف ورحلـة *
من أهم مشاريع الجمعية ثقافيا وفكريا متابعة طلبة أقسام تحفيظ القرآن الكريم التابعين لها وتنويع النشاطات المختلفة ليجد الطالب ما يُلبّي رغبته ويُحفّزه على الالتزام والمواظبة والبقاء متعلّقا بمحضنه، من الشعب البلدية الرائدة – شعبة بلدية ليشانة- بولاية بسكرة، وإيمانا من القائمين عليها من رئيس الشعبة البلدية إلى الشباب المتعاون أنُ الجهد التربوي هو الأساس …

من أهم مشاريع الجمعية ثقافيا وفكريا متابعة طلبة أقسام تحفيظ القرآن الكريم التابعين لها وتنويع النشاطات المختلفة ليجد الطالب ما يُلبّي رغبته ويُحفّزه على الالتزام والمواظبة والبقاء متعلّقا بمحضنه، من الشعب البلدية الرائدة – شعبة بلدية ليشانة- بولاية بسكرة، وإيمانا من القائمين عليها من رئيس الشعبة البلدية إلى الشباب المتعاون أنُ الجهد التربوي هو الأساس لبناء شخصية الطلبة تربويا لإعدادهم ليكونوا مواطنين صالحين بإذن الله، ومن أهمّ النشاطات العملية، تمّ إقامة أسبوع مغلق (31-25 جويلية 2025م) للحفظ المكثّف للطلبة الذكور بالمقر الثالث بحي رحماني الصالح المُسمّى «زاوية الحاج محمد الحني» وحضره حوالي عشرون شابّا وفيهم من بلغت زيادة حفظه إلى حزبين وتعلّم الطلبة التعاون الجماعي والحِفاظ على الصلاة في جماعة والأذكار المختلفة وآداب إسلامية متنوعة وبعض الجلسات الوعظية، وكانوا يتناولون وجباتهم بالمقر خلال هذا الأسبوع وينامون ليلا، في حين هناك أسبوع للأخوات من النّساء والبنات في المقر الثاني بالقرب من مسجد «سيدي سعادة» ولكن بتوقيت يناسبهن ويمتد من الصباح الباكر إلى صلاة العصر، وكانت الأجواء أخوية تعزّزت بها العِلاقات وزاد الودّ بين المشاركات وشجّعن بعضهن في زيادة الحفظ وتبادل الخبرات وتقنيات الحفظ السريع والأصداء تبشر بالخير من خلال ردود أفعال الأولياء، واستكمالا وتثبيتا للجهود التربوية وتحت إصرار الطلبة وخاصّة الذين شاركوا بالحفظ المكثّف، ومع نجاح المخيّمات الصيفية في السنوات السابقة في أماكن مختلفة (جيجل- القالة- برج بوعريريج…) ورغم الصعوبات المادية والقانونية وقلّة التأطير المتكوّن، قرّر رئيس الشعبة الأستاذ «محمد ياسين حني» وطاقمه الشبابي العزم على إقامة مخيّم صيفي، وتحقّق والحمدلله في الفترة (15-21أوت2025م) ببحّارة بلدية بوغالم ولاية مستغانم ذات الشواطيء الجميلة والهادئة والمحافظة والنظيفة بيئيا و باختيار إقامة مؤجّرة وواسعة تبعد عن الشاطيء بحوالي 700م وقريبة جدّا من مسجد الحي ويغلب على المنطقة البساطة والحِشمة والحمدلله، كان البرنامج ثريّا ومناسبا ويجمع بين استثمار الوقت في مراجعة الحفظ صباحا وكذا الذهاب للشاطئ صباحا ومساءً، واللعب فيه من خلال ممارسة الرياضات المناسبة، ثم العودة للغذاء والقيلولة والصلاة في جماعة وترسيخ الأذكار المتنوعة لتكون الزاد الذي يحفظ الطالب في كل أوقاته ويُرسّخ فيه معيّة الله وحُسن الاتباع للنّبي صلى الله عليه وسلم وكذا الخرجات في مجموعات صغيرة للجبال والأحراش القريبة والتمتّع بالأجواء النظيفة واستنشاق الهواء النقي والتمعّن في خلق الله من جبال وأشجار و شواطئ متناغمة في نسق منتظم في صورة لا يخلقها إلاّ الواحد القهّار سبحانه وتعالى، والحِرص على جبر الخواطر والتناصح بين الطلبة بعضهم ببعض والتعاون على الطبخ والتنظيف مما يُنمّي في نفسية الطالب روح العمل الجماعي والإندماج الاجتماعي مما يجعله عنصرا فعّالا في أسرته ومجتمعه لاحقا، كما يعمل على التكيّف الجديد، مُلغيا بعض العادات السيّئة كتنكّره لبعض الأطعمة، ويقضي على الكسل, بل ويعتمد على نفسه في كل شيء ابتداءً من إعداد فراشه إلى النهوض للصلوات وخاصّة صلاة الفجر والاستحمام…، فهي فرصة تربوية فكرية اجتماعية من خلال هذه الأيّام المباركة والتي باركها الأولياء لما يعود على فلذات أكبادهم خيرا ممّا يتأمّلونه في مثل هذه المحاضن الفاضلة، نعم ويتخلّل الجلسات المسائية سَمَرٌ مرّات في الإقامة وبعضها على شاطئ البحر من خلال الإضاءة وعلى وقع صوت البحر ومدّه وجزره يستمع الطلبة ويناقشون سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مختصرة وبعض المواضيع التي تطرح من طرف الطلبة التي تشغل بالهم، وكان اليوم الأوسط من الأسبوع ذا طابع خاص بالذهاب لحديقة الألعاب بوسط مدينة مستغانم التي وجدوا فيها الألعاب المختلفة وتنزّهوا في أطرافها آخذين صورا يباهون بها آهاليهم وأقرانهم حين الرجوع، قضى أبناؤنا أيّاما متميزة ندعو الله سبحانه وتعالى أن تعود عليهم بالخير والبركات، فهم مستقبلنا وأنفاسنا وأملنا، اللهم أعنّا وكن معنا ويسر لنا سبل الخيرات.
*كمال عطاء الله