بين الحكمة والقوة

‪ ‬‬ مرة أخرى، تؤكد الجزائر بصوت واثق وثابت، أنها ليست مجرد دولة في الجغرافيا الإفريقية، بل ركيزة أمنية لا غنى عنها في معادلة الساحل، ففي كلمته خلال الملتقى الوطني حول الساحل الإفريقي، شدد الفريق أول سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على أن الجزائر ستظل رقماً فاعلاً في مساعي تحقيق الأمن والاستقرار، رغم …

مايو 26, 2025 - 21:52
 0
بين الحكمة والقوة

‪ ‬‬
مرة أخرى، تؤكد الجزائر بصوت واثق وثابت، أنها ليست مجرد دولة في الجغرافيا الإفريقية، بل ركيزة أمنية لا غنى عنها في معادلة الساحل، ففي كلمته خلال الملتقى الوطني حول الساحل الإفريقي، شدد الفريق أول سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على أن الجزائر ستظل رقماً فاعلاً في مساعي تحقيق الأمن والاستقرار، رغم كل محاولات التشويش على دورها المحوري في المنطقة. هذا الموقف ليس جديداً، بل هو امتداد طبيعي لرؤية إستراتيجية يقودها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تقوم على مبادئ راسخة في السياسة الخارجية: الاحترام المتبادل، عدم التدخل، والدفع بالحلول السلمية. وهو ما يرسخ أن الجزائر، التي ظلت طرفاً محلّ ثقة في تسوية النزاعات، تجدد اليوم دعوتها إلى مقاربات شاملة تتجاوز الحل العسكري، في مواجهة التحديات المتفاقمة كالإرهاب والجريمة المنظمة، وخاصة مع ازدياد تعقيد الأوضاع في الساحل، لتظل الجزائر أنها صوت الحكمة، وأن التعاون الإقليمي هو السبيل الوحيد لبناء فضاء آمن يخدم الشعوب لا المصالح الضيقة والحسابات المشبوهة، والنتيجة أن الجزائر ستظل باقية في قلب المعادلة، بدور فاعل لا يقبل التجاهل ولا يمكن لأي قوة أن تلغيه.