جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجمعية الحياة تحييان ذكرى التأسيس ومئوية معهد الحياة وتخلّدان أحداث ومجازر 08 ماي 1945م

تغطية: أشرف شنه/ في أجواء يملؤها الاعتزاز بالذاكرة الوطنية والوفاء لرواد النهضة، احتضن نادي الترقي العريق بقلب الجزائر العاصمة، مساء يوم الخميس 08 ماي 2025م، ندوة فكرية مشتركة نظّمتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالتعاون مع جمعية الحياة، تخليدًا للذكرى 94 لتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ومئوية تأسيس معهد الحياة بالقرارة، وذلك تزامنًا مع إحياء اليوم …

مايو 19, 2025 - 13:01
 0
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجمعية الحياة تحييان ذكرى التأسيس ومئوية معهد الحياة وتخلّدان أحداث ومجازر 08 ماي 1945م

تغطية: أشرف شنه/

في أجواء يملؤها الاعتزاز بالذاكرة الوطنية والوفاء لرواد النهضة، احتضن نادي الترقي العريق بقلب الجزائر العاصمة، مساء يوم الخميس 08 ماي 2025م، ندوة فكرية مشتركة نظّمتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالتعاون مع جمعية الحياة، تخليدًا للذكرى 94 لتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ومئوية تأسيس معهد الحياة بالقرارة، وذلك تزامنًا مع إحياء اليوم الوطني للذاكرة الموافق للثامن من ماي.
الندوة نشّطها ثلة من المشايخ والأساتذة الباحثين، من بينهم: الشيخ محمد مكركب، الشيخ يحي صاري، الدكتور قاسم الشيخ بالحاج، الأستاذ مصطفى بن صالح، وأدارها الدكتور مولود عويمر، حيث تناولت محاور متعددة استحضرت محطات مفصلية من الذاكرة الوطنية.
افتتحت الندوة بكلمات ترحيبية من طرف رئيسي الجمعيتين جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجمعية الحياة اللذين أكدا أن هذا النشاط المشترك يهدف لتعزيز روابط وأواصر الأخوة في هاته المناسبات الهامة.
حضر اللقاء شخصيات وازنة في الساحة الدينية والثقافية، على رأسهم: رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ الدكتور عبد الحليم قابة، ورئيس جمعية الحياة الشيخ عبد الوهاب حميد أوجانة، ومستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف الأستاذ عمر بافولولو، والأمين العام للذكرى المئوية لتأسيس معهد الحياة الأستاذ نصر الدين الشيخ بالحاج، بالإضافة إلى القائد الحاج يعقوب كوزي، المحافظ الولائي للكشافة الإسلامية الجزائرية بولاية غرداية ممثلا عن القائد العام، ورئيس جمعية حراء ورئيس جمعية الأيادي البيضاء النائب يوسف عجيسة والشيخ المربي القدير الدكتور عبد القادر فضيل وعدد من الأساتذة والأئمة والمشايخ، فضلاً عن ممثلي وسائل الإعلام الوطنية.
واكتست هذه الندوة أهمية بالغة، بالنظر إلى رمزية المكان (نادي الترقي) والزمان (اليوم الوطني للذاكرة)، إضافة إلى رمزية الهيئتين المنظمتين اللتين تمثلان امتدادًا للحركة الإصلاحية التي قادها شيوخ النهضة في الجزائر، وعلى رأسهم الإمام عبد الحميد بن باديس، والشيخ إبراهيم بيوض، والشيخ أبو اليقضان إبراهيم.
وسلطت المداخلات الضوء على ظروف تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومجازر الثامن من ماي 1945، باعتبارها محطة مؤلمة في ذاكرة الجزائريين، كما استعرضت مسيرة معهد الحياة الذي لعب منذ تأسيسه سنة 1925 دورًا رائدًا في التربية والتعليم، وتكوين أجيال ساهمت في بناء الجزائر المستقلة.
كما لم تغب عن الندوة أبعاد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في النهوض بالوطن، ونشاطها المتواصل في الدفاع عن القيم، والتعليم، والعمل الخيري، ووقوفها التاريخي إلى جانب القضايا العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين.
وفي هذا السياق، تم التأكيد على الدور الريادي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كانت تهدف لإصلاح المجتمع الجزائري إبان الفترة الاستعمارية، في مختلف المجالات الدينية والسياسية والاجتماعية، مرتكزة في ذلك على أسس وقواعد واضحة. واعتمدت في مجال الإصلاح الديني على أربع أسس: 1-ترسيخ الإيمان وتحقيق العبودية لله، 2-ربط الجزائريين بالكتاب والسنة، 3-الاهتمام بالعلم وإعداد العلماء، 4-المحافظة على اللغة العربية وتعليمها، وقد بذلت الجمعية جهودا مباركة في تطبيق هذه المعالم مما كان له الأثر في الحفاظ على هوية الشعب الجزائري.
كما كان لجمعية الحياة بالقرارة دور هام باعتبارها أيضا إحدى المؤسسات الرائدة في النهضة العلمية بالجزائر، حيث أسهمت منذ تأسيسها في تكوين النخب العلمية والتربوية، وحافظت على روح الإصلاح الديني والتعليمي في منطقة وادي مزاب، وتمكنت عبر مؤسساتها وعلى رأسها معهد الحياة من ترسيخ قيم الوسطية، والانضباط، والوعي الوطني في أجيال متعاقبة.
لتختتم الندوة في الأخير بتكريم الأساتذة المشاركين وتكريم رئيس جمعية الحياة على هاته المبادرة المتميّزة، كما تم تسجيل تصريحات صحفية لعديد المؤسسات الإعلامية الحاضرة مثل التلفزيون الجزائري وقناة إكوزيوم وقناة الأنيس وجريدة الشعب.