“الزواولة”… الحلقة الأضعف في الفساد الانتخابي لرئاسيات 2024

لحظات مؤثرة امتزج فيها الحزن بالبكاء، ميّزت اليوم السادس من محاكمة” الفساد الانتخابي”، التي حوّلتها هيئة الدفاع إلى مأساة إنسانية بكل المقاييس من خلال مرافعات، ركّزت فيها على الجانب الاجتماعي والصحي للمتهمين الذين يتوزعون بين منتخبين ومرشدين دينيين ومعلمين ومواطنين عاديين، والذين يقضي أغلبهم 10 أشهر بين جدران زنزانات السجون. لم تكن انطلاقة محاكمة المترشحين […] The post “الزواولة”… الحلقة الأضعف في الفساد الانتخابي لرئاسيات 2024 appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 13, 2025 - 19:35
 0
“الزواولة”… الحلقة الأضعف في الفساد الانتخابي لرئاسيات 2024

لحظات مؤثرة امتزج فيها الحزن بالبكاء، ميّزت اليوم السادس من محاكمة” الفساد الانتخابي”، التي حوّلتها هيئة الدفاع إلى مأساة إنسانية بكل المقاييس من خلال مرافعات، ركّزت فيها على الجانب الاجتماعي والصحي للمتهمين الذين يتوزعون بين منتخبين ومرشدين دينيين ومعلمين ومواطنين عاديين، والذين يقضي أغلبهم 10 أشهر بين جدران زنزانات السجون.
لم تكن انطلاقة محاكمة المترشحين للرئاسيات 2024 ومن معهم من المتهمين، في يومها السادس على التوالي، عادية، فمباشرة بعد دخول الموقوفين، الذين يزيد عددهم عن 68 متهما إلى قاعة الجلسات، تعالت أصواتهم، مردّدين عبارات جد مؤثرة: “من فضلكم أبلغوا السلطات والرأي العام أننا الحلقة الأضعف في هذا الملف.. نحن “زواولة”، أحدهم يصرخ ويقول: “مات وليدي ماشفتوش”، والآخر يصرخ: “لي داروها راهم برا، واحنا رانا في السجن”، وآخر يردّد: “حبسي الله ونعم الوكيل”.. في مشهد هستيري يفسّر وجودهم في السجن لمدة تزيد عن 10 أشهر، بعيدين عن أهلهم وذويهم وأحبابهم، بل الأكثر من ذلك، يوجد من المتهمين من أصيب بالسرطان والآخر بالسكري، فيما يعيش أحدهم في معزل فردي وتحت رحمة جهاز التنفس لأن الأوكسجين لا يصل إلى دماغه في الفترة الليلية!، ومع هذا، فإن الجميع اتفق على عبارة واحدة: “لدينا ثقة في العدالة… إن شاء الله نجوزوا العيد لكبير مع عائلاتنا..”.

المحامي عليوي: القضية لا ترقى لمعالجتها بمحكمة القطب المتخصّص
بلغة غاضبة، تساءل المحامي سليم عليوي، خلال مرافعة قوية هزّت أركان قاعة الجلسات، عن أسباب الزج بهؤلاء المتهمين من المواطنين والمنتخبين في السجن، فيما بقي المترشحون للرئاسيات في الخارج؟
واستهل عليوي، المتأسّس في حق المتهم “م.عبد الجليل”، منتخب محلي عن بلدية بودواو بولاية بومرداس، مرافعته بالقول: “سيدي الرئيس، هؤلاء المتهمون الموقوفون من فئة المواطنين والمنتخبين، هم الحلقة الأضعف في ملف الحال، فأول ملاحظة سجلتها، هي أن مثل هذه القضية لا ترقى أن يتم مناقشتها على مستوى محكمة القطب الجزائي الوطني المتخصّص في الجرائم الاقتصادية والمالية، لأن الوقائع ليست على درجة من التعقيد، كما أن قاضي التحقيق لم يفصل في كل الأعباء التي تقع على كل متهم لوحده، بل قام بتكييف الوقائع وإحالتهم على محكمة الحالة جماعيا”.
وخاطب هيئة المحكمة قائلا: “بصراحة، وأنا أتحمّل مسؤولية ما أقول… سيدي الرئيس، هؤلاء المواطنون والمنتخبون الذين يقبعون في السجن “جابوهم” المترشحين الذين هم أحرار… واليوم تلتمس نيابة الجمهورية في حقهم 5 سنوات حبسا نافذا… عجبا؟ 10 سنوات للمترشحين الذين هم أحرار و5 سنوات حبسا نافذا للموقوفين؟ لا وألف لا سيدي الرئيس، هؤلاء فقراء وضعهم الاجتماعي مزر، بل هناك من لا يملك حتى قوت يومه، وما زاد الطين بلة هو ترك عائلاتهم في “المزيرية”.
المحامي عليوي يتنهد بعمق، ثم يواصل مرافعته: “سيدي الرئيس، بصريح العبارة هؤلاء حفاة عراة… حتى ولو أخذوا منافع مالية، لا يوجد نص قانوني للانتخابات يجرّم هذا الفعل… والله مأساة بكل المقاييس صدقوا أو لا تصدقوا، وأنا أتحمّل مسؤوليتي كاملة… هذا الملف جرّ هؤلاء ظلما ولسان حالهم أجمعين يردّد: نحن نثق في عدالة بلادنا وسوف تنصفنا ونعود إلى أهالينا وأحبابنا… ورايحين نجوزوا العيد لكبير في بيوتنا بإذن الله، تعالى”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post “الزواولة”… الحلقة الأضعف في الفساد الانتخابي لرئاسيات 2024 appeared first on الشروق أونلاين.