جرائم المستوطنين
أ د. عمار طالبي/ أصبح المستوطنون ميليشيات مسلحة إرهابية، تحرق المزارع والقرى والسكان والسيارات، وتخرج السكان من منازلهم إذا لم تهدم، وتنهب الأراضي، وتبني بؤرا استيطانية، في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وهي سياسة هؤلاء منذ 1936: أخذ الأرض وبناء معسكرات أكثر منها منازل، فهي شبه حصون أو قرى محصنة وراء جدر كما يعبر عن ذلك …

أ د. عمار طالبي/
أصبح المستوطنون ميليشيات مسلحة إرهابية، تحرق المزارع والقرى والسكان والسيارات، وتخرج السكان من منازلهم إذا لم تهدم، وتنهب الأراضي، وتبني بؤرا استيطانية، في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وهي سياسة هؤلاء منذ 1936: أخذ الأرض وبناء معسكرات أكثر منها منازل، فهي شبه حصون أو قرى محصنة وراء جدر كما يعبر عن ذلك القرآن في زمنهم القديم.
وأكثر من ذلك فإن هؤلاء الميلشيات يحميهم الجيش والشرطة وتشجعهم، يتزعمهم مسؤول الأمن المجرم الإرهابي المتطرف.
وكل من ينتقد هؤلاء المجرمين فهو متهم بمعاداة السامية، والكراهية.
لذلك تجد ترمب يعاقب قضاة المحكمة الجنائية الدولية، ويوقف أي قرار لإيقاف النار في غزة، ليتيح الفرصة للمجرم نتانياهو يمعن في قتل الأطفال والنساء والضعفاء العزّل وهدم ديارهم عليهم ليل نهار، وإذا قررت دولة من الدول الاعتراف بدولة فلسطين، فإن ترمب مستعدّ لمعاقبتها، وكلما قرب المتفاوضون من الاتفاق، تعربد نتنياهو، وتلاعب، وأتى بشروط جديدة لعرقلة أي اتفاق، والمضي في طاعة المتطرفين والسعي لمرضاتهم، وبقائه للحكم.
وقد اجتمعت مجموعة لاهاي في كولومبيا، ويبدو أنها أكدت أهدافا اتخذتها المحكمة الجنائية الدولية، ودعت إلى تطبيقها وهي:
1. الامتثال لمذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق المجرمين نتنياهو وغالنت بتهم ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية.
2. فرض حظر على تصدير الأسلحة والوقود إلى الكيان الإسرائيلي لمنعها من مواصلة حربها على غزة.
3. منع رسوّ السفن الناقلة للأسلحة والوقود إلى الكيان في موانئ الدول الأعضاء في المجموعة. ووقف عمليات تهريب الأسلحة إليها.
ويمكن التوسع في هذه الأهداف في اجتماعهم الحالي، مع عزم الرئيس الكولومبي على وجوب تطبيق الأهداف والإضافة إليها رغم ضغوط أمريكا عليه.
وقد احتجت الطلبة في جامعة كولومبيا في أمريكا ضد الإبادة الجماعية في فلسطين بقوة واضطهدوا.
وذكرت الخارجية الكولومبية أن هذا رد على الانتهاكات المستمرة والمتصاعدة للقانون الدولي، التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها الإبادة الجماعية.
وتأسست مجموعة لاهاي عقب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه حينذاك يوآف غالنت، مع مسؤولين آخرين، مع أوامر تلزم إسرائيل بوقف هجومها العسكري على مدينة رفح أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
وما تزال هذه الدولة الإرهابية المجرمة تقتل وتقذف وتقصف النازحين، والمستغيثين لأخذ لقمة عيش، أو شربة ماء، وتمنع دخول المساعدات الإنسانية، والوقود والكهرباء عن المستشفيات، وتمنع وصول حليب الأطفال، واللقاح مما أدى إلى أمراض متفشية، ويتعرض حوالي ستين ألف طفل للخطر والموت كل يوم.
ونرى اليوم (16 جويلية 2025م) قصف الاحتلال الإسرائيلي مقرّ الأركان في دمشق عاصمة الدولة السورية، والعدوان السافر لتحقيق تغيير الشرق الأوسط، وبدعوى الدفاع عن الدّروز وهم مواطنون سوريون، فما موقف جنبلاط زعيمهم السابق في بيروت، من هذا الاستغلال لهذه الظروف لفرض سيطرة الصهاينة، على سوريا ولبنان، أيضا، فهي تعربد وتمرح في عواصم عربية، والعرب صامتون، وينتظرون أن يصل إليهم القصف الإسرائيلي ولعواصم أخرى ليتم للصهاينة ما يصرحون به كل يوم من تغيير الشرق الأوسط، والتحكم في مصيره لصالح أمريكا والغرب عموما.
إن الخطر من العرب قد اقترب وهم ينتظرون أن تحكمهم الصهاينة، وهم أذلة خاضعون راكعون، لم تبق لهم رجولة ولا عزة ولا غيرة ولا فحولة، لم يفهموا الدرس إلى اليوم، ولا أدركوا أن أموالهم لأمريكا لم تحمهم، ولا ينتظر أن تدافع عنهم كما يتوهمون، ألا أفيقوا أيها الحكام الغافلون!!