رفقـا بالجمعية
أ. حسن خليفة/ نعني هنا عموم المتابعين والمتابعات، ونخص بالذكر منهم أصحاب التعليقات، وهم أصناف، لكنهم جميعا يُشكرون على «تفاعلهم». غير أننا نخص ـ هنا ـ بالذات «المعلقين السلبيين» فنقول لهم، بكل أخوّة ومودة ومحبة: يا إخواننا الأفاضل، خففوا النقد، وامزجوه بماء المحبة والنصح ، واجنحوا إلى «الإيجاب» فذلك، عند الله أكرم وأتقى..واتقوا الله في …

أ. حسن خليفة/
نعني هنا عموم المتابعين والمتابعات، ونخص بالذكر منهم أصحاب التعليقات، وهم أصناف، لكنهم جميعا يُشكرون على «تفاعلهم».
غير أننا نخص ـ هنا ـ بالذات «المعلقين السلبيين» فنقول لهم، بكل أخوّة ومودة ومحبة:
يا إخواننا الأفاضل، خففوا النقد، وامزجوه بماء المحبة والنصح ، واجنحوا إلى «الإيجاب» فذلك، عند الله أكرم وأتقى..واتقوا الله في إخوانكم من المشايخ والدعاة وأهل العلم، فلا تصموهم، ولا تلصقوا بهم ما ليس فيهم.
لماذا تحمّلون الجمعية كل هذه المسؤوليات الكبيرة والثقيلة والضخمة، ولا تتورعون في «قصفها» بالثقيل من الكلام، والقبيح من اللغو، والقاسي من القول، والغليظ الجافّ من «اللوم» والتقريع.
ينبغي أن تعلموا قبل أن تتحدثوا، وقبل أن ترسلوا سهام أقلامكم وأفكاركم
.. ينبغي أن تعلموا ا لظروف التي تعمل فيها الجمعية، والإطار الذي تجتهد فيه، بل يجب أن تعلموا ـ قبل ذلك وبعده ـ مقاصدها وأهدافها وما تسعى إلى تحقيقه. وهذا مبثوث في أدبياتها وتقاريرها ومقالاتها ومطبوعاتها.
كما يجب أن تعلموا أن «ميادين» الجمعية وحقول عملها، وسيعة، وكثيرة ومتعددة، وواسعة الأرجاء، ومتعددة الأدوات..فإذا أمكن للجمعية، أن تسدّ الكثير من الثغرات في تلك الميادين والحقول: التربية والتعليم، الثقافة والفكر، الدين والنصح والتوجيه، الإغاثة والمساعدات الإنسانية والاجتماعية، الترشيد والتهذيب الخ الخ…فهذا في حدّ ذاته، وقد أسهمت فيه بأقدار جيدة، بحمد الله…هذا ـ في حد ذاته ـ .. مما ينبغي أن يُقدّر ويدعم.. فضلا عن وجوب الانخراط ـ معها ـ في تعميق تلك الأعمال والأنشطة والبرامج؛ لأنه واجب كل مسلم ومسلمة، خدمة للدين والوطن.
وأما المواقف والبيانات، وهو أيضا مما يستوجبه الأمر في الجمعية، وهي لا تتخلّف فيه أو عنه، لكن هذا الأمر خاصة، له آلياته، فالجمعية جمعية، أي منظمة، أو مؤسسة أو تنظيم إداري له: هياكله، وله طرقه في العمل، والاستشارة، وتبادل الرأي، وأعضاء المكتب الوطني، ثم أعضاء الهيئة الاستشارية العليا… موزعون على ولايات عديدة.. قريبة وبعيدة، ومثل هذه الأمور تحتاج الى لقاءات مباشرة، وتشاور، وتبادل رأي.. ومدارسة وموازنة… حتى يصدر «الموقف»، أي أن ذلك يأخذ بعض الوقت دائما، ثم إن الجمعية ـ في منهجها ـ تتعامل مع الأزمات والتحوّلات والطواريء بمنهج الشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى أو تحاول ذلك ـ على الأقل ـ .. أي تأنس وتجنح إلى التؤدة، واليقظة، والتزام النصح، وحسن التفكير في المآلات…
فما معنى أن تُتهم الجمعية بتلك التهم الغليظة ـ كما هو في التعليقات ـ دون تبصّر ولا تبيّن؟، وما معنى أن تلقى عليها أحمال ومسؤوليات لا قبل لها بها وليست حتى من مسؤولياتها.. ومامعنى أن يسارع المسارعون إلى «التهجم» عليها، أيا كان هؤلاء المسارعون.. وبالطبع فيهم صاحب النية الحسنة، وفيهم أيضا صاحب النية السيئة والقصد غير النبيل.
كل هذا لا يعني أن الجمعية كاملة مكتملة، بل هي ـ كأي تجمع بشري ـ يتسم بالنقص، وهناك فرص للخطأ في عملها، كما أن هناك هامشا لضعف الأداء، وحينئذ يقتضي الواجب الأخلاقي والديني والوطني تصويبها وتصحيح ما يجب تصحيحه، وقبل ذلك يقتضي ـ الواجب أيضا ـ الانخراط معها فيما هي فيه من عمل دائم دائب موصول، لا ينقطع ولا يهدأ خدمة لدين الله تعالى ولشريعته السمحاء، وخدمة للوطن والمجتمع.
الواجبات كثيرة، ولكن الإمكانات قليلة و«قصيرة» والدعم منقوص؛ ممّن يُفترض منهم الدعم والعمل والتعاون.
إن النقد ضرورة حيوية، ولكن النقد الحقيقي هو النقد الذي يبني ويصوّب، وينصح، ويوجه. أما النقد الذي هو «شتيمة» و«تجريج» و«تشويه» و«تضليل» واستدعاء للفتنة، وزرع للأحقاء والضغائن.. فليس من النقد في شيء.
في كل الأحوال هذه ملاحظات أولية، وسنعود إلى الموضوع تباعا بحسب ماتقتضيه الأحوال.