مزاعم على خلفية التصعيد.. العمل في الجزائر كابوس للدبلوماسيين الفرنسيين!

من أصعب المهمات التي يواجهها السفراء الفرنسيون، العمل في الجزائر، وهي الملاحظة التي توقف عندها الكثير من الدبلوماسيين الفرنسيين الذين مروا على سفارة بلادهم بالجزائر، وهي الخلاصة التي انتهى إليها تحقيق أنجزته مجلة “لكيسبريس” الفرنسية في عددها الأخير. هذه الصعوبة يمكن الوقوف عليها من خلال الأزمة غير المسبوقة التي ضربت العلاقات بين الجزائر وباريس منذ […] The post مزاعم على خلفية التصعيد.. العمل في الجزائر كابوس للدبلوماسيين الفرنسيين! appeared first on الجزائر الجديدة.

مايو 13, 2025 - 16:16
 0
مزاعم على خلفية التصعيد.. العمل في الجزائر كابوس للدبلوماسيين الفرنسيين!

من أصعب المهمات التي يواجهها السفراء الفرنسيون، العمل في الجزائر، وهي الملاحظة التي توقف عندها الكثير من الدبلوماسيين الفرنسيين الذين مروا على سفارة بلادهم بالجزائر، وهي الخلاصة التي انتهى إليها تحقيق أنجزته مجلة “لكيسبريس” الفرنسية في عددها الأخير.

هذه الصعوبة يمكن الوقوف عليها من خلال الأزمة غير المسبوقة التي ضربت العلاقات بين الجزائر وباريس منذ الصائفة المنصرمة، بسبب “خيانة” الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لعلاقة الصداقة التي تظاهر بها مع نظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، عندما قرر دعم أطروحة نظام المخزن المغربي في الصحراء الغربية.

ولا يوجد تمثيل دبلوماسي فرنسي في الجزائر في مستوى السفير، منذ منتصف شهر أفريل المنصرم، بعد استدعاء السفير ستيفان روماتي، 64 عاما، وهو غياب تأخر عن نظيره الجزائري، سعيد موسي، الذي كان قد غادر العاصمة الفرنسية بطلب من سلطات بلاده في نهاية جويلية المنصرم، كما معلوم.

وقبل أن يغادر السفير الفرنسي السفارة الفرنسية في الجزائر، كان قد عاني من تهميش قاتل، بحيث كان محل مقاطعة تامة من قبل جميع السلطات الجزائرية، تقول المجلة الفرنسية “لا مواعيد، لا مكالمات هاتفية. يتعين عليك الذهاب إلى حفلات استقبال الدبلوماسيين الآخرين لمقابلة أحد المسؤولين”.

وتنقل “ليكسبريس عن السفير ستيفان روماتي الذي غادر الجزائر قبل نحو شهر: “تدخل هذا المكان وتشعر على الفور وكأن سنداناً يسقط على رأسك. أنتم تحتلون المكان الذي تأسست فيه فرنسا الحرة (..) أبواب مفتوحة ونقاشات صريحة ومنتظمة مع الرئيس عبد المجيد تبون. لكن منذ صيف 2024، إنها المقاطعة”.

عندما تسوء العلاقات الفرنسية الجزائرية، فإن السفير هو أول من يعاني، تقول لكسبريس: “الشتائم في الصحافة، والاستدعاءات غير المناسبة، والخطب من وزير الخارجية نفسه، معتقداً أن فرنسا يجب أن تسيطر بشكل أفضل على قناتها فرانس 24 أو على نظامها القضائي. وهناك أيضا المضايقات البسيطة، مثل تلك التي تعرض لها غي دو كومين دو مارسيلي، المبعوث من عام 1975 إلى عام 1979، والذي تجنبه الرئيس هواري بومدين، الذي كان على خلاف آنذاك مع فاليري جيسكار ديستان، الذي دعم المغرب بعد المسيرة الخضراء من أجل الصحراء الغربية”.

وتضيف: “لم يستقبل الرئيس بومدين السفير (الفرنسي) قط، ولإزعاجه فتح أبوابه على مصراعيها لمراسل صحيفة “لوموند”، بول بالتا!” ويتذكر برنارد باجوليه، السكرتير الأول في السفارة آنذاك قبل تعيينه رئيساً للبعثة في عام 2006، أن التعاون كان أفضل، على الرغم من تحذير الرئيس جاك شيراك من العلاقات الهشة بين الجانبين”.

وبرأي السفير الأسبق، كزافيي دريانكور، فإن الحياة اليومية للسفير في الجزائر تظل معقدة. “الحصول على إذن لفتح مدرسة فرنسية أو بناء مصنع: كان عليك أن تقاتل من أجل كل شيء.. في نهاية عام 2018، حصلت أخيرا على موافقة الوالي ورئيس جامعة ورقلة، في شمال شرق الصحراء، لفتح مركز فرنسي صغير. غرفتان، وبعض الكتب. لكن في أحد الأيام، أوقفت الإدارة الجزائرية كل شيء وأخبرتني أنها لم تُرخّص هذا المركز. كان قد أُنشئ مركز ثقافي أمريكي في المبنى نفسه..”.

إنها مقتطفات من معاناة سفراء فرنسيين سابقين في الجزائر، وهي معاينة تكشف طبيعة العلاقات الثنائية المعقدة، التي توجد اليوم في أزمة غير مسبوقة، قد تفضي إلى قطيعة حقيقية في المستقبل القريب إذا لم يتدارك الطرف الفرنسي أخطاءه.

علي.ب

The post مزاعم على خلفية التصعيد.. العمل في الجزائر كابوس للدبلوماسيين الفرنسيين! appeared first on الجزائر الجديدة.