مؤتمر “ميثاق علماء الأمة حول طوفان الأقصى وتداعياته”
أ د. عمار طالبي/ قصد من هذا الميثاق العلمي ضبط الخطاب الشرعي في قضية فلسطين وخاصة واقعة طوفان الأقصى وما يترتب عليه من آثار وتداعيات، وتجديد الرؤية الشرعية بما يثبّت قلوب المؤمنين المخلصين، ويرد على إرجاف المرجفين والمنافقين، ويضع حكام المسلمين والأمة الإسلامية أمام المسؤولية الشرعية في نصرة هذا الجهاد، وإغاثة أهل فلسطين، وتحرير مقدسات …

أ د. عمار طالبي/
قصد من هذا الميثاق العلمي ضبط الخطاب الشرعي في قضية فلسطين وخاصة واقعة طوفان الأقصى وما يترتب عليه من آثار وتداعيات، وتجديد الرؤية الشرعية بما يثبّت قلوب المؤمنين المخلصين، ويرد على إرجاف المرجفين والمنافقين، ويضع حكام المسلمين والأمة الإسلامية أمام المسؤولية الشرعية في نصرة هذا الجهاد، وإغاثة أهل فلسطين، وتحرير مقدسات الأمة، بما يرجو هؤلاء العلماء حشد الأمة وتأييدها وأن يقوم كل مسلم بواجبه في النصرة بالمال وغيره من الوسائل.
فمن احتل مقدسات المسلمين وجب على كل مسلم الجهاد لتحريرها بنص الكتاب والسنة والإجماع، ولا يجوز لأحد أن يتنازل عن أرض فلسطين، ولا أن يطبّع مع العدو، الذي يحتل المقدسات ويدنسها، ومن فعل ذلك فقد خان وفسق وكان من المفسدين المنافقين، فأرض فلسطين أرض إسلامية مقدسة منذ قرون، ووجود الصهاينة فيها وجود باطل شرعا وقانونا، يجب مقاومته ومحاربته دون توقف ولا تهاون، وكل قرار يشرعن لوجود الصهاينة فهو باطل لا أساس له، وكل دعم للاحتلال والتعاون معه محرّم شرعا سواء كان فردا أو جماعة أو دولة.
وكل من أفتى بأمر من السلطان أو قام بالفتوى فردا، من أولئك الذين لا أهلية لهم للفتوى، ولا يراعون مصالح المسلمين فهو خائن لله ورسوله والمسلمين، كما لا يجوز لهؤلاء المفتين المنافقين أن يدعوا إلى تثبيط المجاهدين والسعي لتشويه سمعتهم وجهادهم.
ومعركة طوفان الأقصى تدخل في أحكام الدفع لا يشترط فيها إذن حاكم، ولا فتوى عالم، وشرطها الإعداد بقدر الإمكان، ولا يشترط فيه أن يساوي العدو في القوة، فالإرادة الصادقة في الجهاد هي أقوى من السلاح والجيوش الجرارة.
كما وقع في تاريخ ثورة الجزائر، والفلبين والفيتنام، ومن ترك المناصرة لإخوانهم من حكام المسلمين يقع عليهم الوزر الأكبر، وهم يملكون الأسلحة المخزونة في مخازنهم حتى تصدأ، فهم قد اشتروها بمال الشعب المسلم، ولا تؤدي وظيفتها التي اشتريت من أجلها، أما من يعين العدو بالمال والدعم فهو من قبيل الأعداء الذين تجب مقاومتهم، وعدم مساندتهم.
وكل محاولة لتصفية قضية فلسطين بالتهجير أو قبول تهريب المقدسات فلا يعطي ذلك حقا للصهاينة المحتلين، فذلك جريمة كبرى سواء كان التهجير قسريا أو طوعا، ومحرم في الشريعة تحريما مطلقا، ويجب على المسلمين إعداد القوة من السلاح والعلم، فلذلك هو السبيل لرد عدوان الأعداء والتجبر والطغيان، ولحماية مقدساتهم وأرضهم ودمائهم وأعراضهم.
ولا يجوز شرعا لمسلم حاكما أو محكوما أن يطالب المقاومة بتسليم أسلحتهم، ومن يقول ذلك فهو خائن لله ورسوله وللمؤمنين ومتآمر على المجاهدين والمقدسات ومتعاون مع الأعداء، في قتل إخوانه بنزع سلاحهم وتسليمها.
يجب على العلماء أن يصدعوا بكلمة الحق بالتي هي أحسن، وأن يحرضوا الناس على الجهاد جهاد العدو، والإعداد للقوة بكل سبله، وتعليم فقه الجهاد لعامة الناس فهم جنود الاحتياط للدفاع عن أوطانهم شرعا، وليس هناك سبيل للجهاد وعدم الاهتمام برد العدو، فذلك اصطفاف مع الباطل ومع العدو.
كما يجب على العلماء رد الشبهات عن المجاهدين وبيان كل ما يتعلق شرعا بالجهاد، وأن يشعروا الناس بواجب الجهاد وسبله الشرعية، وبث فقه الوحدة، والتحذير من التفرقة باسم مذهب أو عرق، وما إلى ذلك من الإيديولوجيات المنحرفة وكل ما ينزل على أهل غزة بسبب الحصار والقتل والتجويع والتهجير فهو مسؤولية حكام العرب والمسلمين والأمة بين يدي الله يسألهم سؤال من يشارك في قتلهم أو تعذيبهم، بأي نوع من العذاب والقهر، ومنع الأقوات والأدوية وكل سبل مقومات الحياة.